هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن "العراق يرسل إشارات للغرب، وربما لإسرائيل أيضا، وفقا لما جاء على لسان رئيس حكومته مصطفى الكاظمي، الذي أعلن أنه لن يواجه مشكلة في تحسين العلاقات مع تل أبيب".
ونشرت الصحيفة مقالا للخبيرة الإسرائيلية في الشؤون العربية، سمدار بيري، ترجمته "عربي21"، قالت فيه إنه "من السهل جدا التخمين بأن الكاظمي يعرف كبار المسؤولين الإسرائيليين من منصبه السابق كرئيس للمخابرات العراقية، من الآمن الافتراض أنه سيُطلب منه التعبير عن موقفه من القضية الإسرائيلية في اجتماعاته اللاحقة في العاصمتين؛ الأردنية عمان والسعودية الرياض".
وأردفت: "رغم أنه ستكون إعلانات اقتصادية وخطط للتعاون بين العراق وإيران، لكن الملف الإسرائيلي الذي يزعج الإيرانيين بالفعل يقع في مكان بارز على طاولة مباحثاته هناك، لذلك يجب أن يكون الكاظمي أكثر حرصا على حياته، بعد أن أطلق الحرس الثوري الإيراني النار على المسؤول الأمني العراقي هشام الهاشمي، صديقه المقرب، أثناء مغادرته منزله في بغداد، وكأنها إشارة واضحة من طهران بألا تكون ذكيا".
وأكدت أن "الكاظمي يوضح في محادثاته أنه لن يواجه مشكلة بتحسين العلاقات مع إسرائيل، لكن من الجانب الإسرائيلي تحديدا، مطالب بأن يسعى إلى تهدئة حماسه، فلا شيء سيتحقق بين بغداد وتل أبيب طالما استمر الحرس الثوري في إظهار وجود يقظ في العراق، وفي الوقت نفسه، هناك مجال للحديث، بمجرد نظرة إلى كيفية بدء العالم العربي والإسلامي يتحد في مواجهة واقع لم نكن نعرفه، وملخصه أن إسرائيل لم تعد هي العدو".
اقرأ أيضا: قمة ثلاثية لملك الأردن والسيسي والكاظمي.. وهذا ما يبحثونه
وأوضحت أن "ملاحظة جدول الرحلات المزدحم لرئيس الوزراء العراقي المنتخب حديثا في أيار/ مايو، يعطي مؤشرات لافتة، فقد قفز إلى طهران، واجتمع مع الحاكم الروحي القوي علي خامنئي، ورئيس الدولة حسن روحاني، الذي حذره بشدة من الرئيس دونالد ترامب والجنرالات الأمريكيين".
وأشارت إلى أنه "بعد أسبوع، استقل الطائرة، وهبط في البيت الأبيض للقاء ترامب، ومدد الاجتماع بينهما، وطُلب من الكاظمي إضافة يوم آخر لزيارته للقاء أعضاء الكونغرس الديمقراطيين، وترك انطباعا رائعا، وسارع ترامب لوصفه بـ"الرجل الذكي"، وفي الأسبوع المقبل سيزور عمان، لحضور القمة مع الملك عبد الله والرئيس المصري السيسي، وبعد أيام قليلة سيكون أهم لقاء له في الرياض مع الملك سلمان وابنه ولي العهد".
وأوضحت أن "القراءة الإسرائيلية لشخصية الكاظمي تظهر أنه شخصية غير عادية بين القادة العرب: فهو ابن 53 عاما، تم نفيه من بلاده في عهد صدام حسين، وأقام علاقات مع منظمات معارضة والمسؤولين الأمريكيين، وعمل في موقع "المونيتور" الذي يوظف صحفيين إسرائيليين، وحين عاد للعراق عين رئيسا للمخابرات، وصولا لرئاسة الوزراء، ورغم أنه لا ينتمي للأحزاب، لكن المخابرات الأمريكية تقف وراءه".
وأضافت أنه "الآن وقد أكمل اجتماعه الافتتاحي في طهران، لكنه لم يتلق من ترامب التزاما فقط بالمساعدة المالية، ولكن أيضا مراجعة شاملة للتحركات بين الإمارات وإسرائيل، صحيح أن البيت الأبيض لا يعرض عليه الانضمام الآن لهذه الموجة التطبيعية، لأن العراق مطالب أولا بأن يجد طريقة لإخراج الحرس الثوري الإيراني، مع العلم أن الكاظمي مؤيد بالفعل لموقف الإمارات، ويتوقع أن يهبط في أبو ظبي قريبا".
وختمت بالقول أن "الكاظمي يبعث بإشارة واضحة موجهة للغرب، فهو لا يدعو إلى انسحاب القوات الأمريكية من العراق، ولا يعارض اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، لكن في العراق، كما في العراق، رصاصة واحدة يمكن أن تلغي كل الخطط".