هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصف رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد ويحمان، اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، بأنه تجاوز التطبيع إلى التحالف بين نظام الإمارات والاحتلال.
وأكد ويحمان في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن "النظام الإماراتي برهن بالملموس من خلال هذه الاتفاقية على أنه مستعد للذهاب في التعاون مع الاحتلال إلى أبعد ما يمكن".
وأشار إلى أن ما تضمنه اتفاق التطبيع الإماراتي ـ الصهيوني من أنه "يحق للمسلمين الذين يأتون إلى إسرائيل بسلام أن يصلوا في المسجد الأقصى"، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام مصطلح "المسجد الأقصى" في وثيقة أو بيان دولي، وذلك خلافاً للمصطلح الذي كان يتم استخدامه سابقاً في مثل هذه الوثائق الدولية وهو (الحرم الشريف/ جبل الهيكل)، بأن ذلك تفصيل لا يغير لا من طبيعة القضية الفلسطينية، ولا من طبيعة الاتفاق باعتباره طعنة لفلسطين ولكل الأحرار".
وعن ما إذا كان هذا البند يمكنه أن يشكل طعنة للجنة القدس التي يترأسها المغرب، قال ويحمان: "لا أريد أن أتحدث باسم لجنة القدس ورئاستها، لكن بالنسبة للشعب المغربي فقد حسم أمره برفضه للكيان الصهيوني بوصفه صنيعة استعمارية تم تأسيسها لخدمة المصالح الإمبريالية".
وأضاف: "ليس صحيحا أن الكيان الصهيوني له هوية دينية، ذلك أن مؤسسيه في أغلبهم ملحدون ولا يؤمنون بالرسالات السماوية، ولذلك وظيفته فقط هي التحكم في مقدرات المنطقة وفرض الهيمنة على شعوبها".
ورأى ويحمان أن ما يتم تنفيذه على الأرض من اتفاقيات مع الاحتلال تم التخطيط له منذ زمن بعيد، معتبرا أن مناهضة الاحتلال والمطبعين معه هي مهمة كل أحرار العالم وليس فقط مهمة الفلسطينيين والمسلمين.
وقال: "مناهضة اتفاق التطبيع الإماراتي ـ الصهيوني واجبة على كل الأنظمة الإسلامية وعلى كل الشعوب المسلمة وأحرار العالم، واجب هؤلاء أن يناهضوا الكيان الصهيوني ومشاريعه وعملاءه، لأن هذا يهدد المقدسات الإسلامية والمسيحية والمقدرات القومية ومقدرات الأمة".
واعتبر ويحمان أن وصف طهران للإمارات بأنها تحولت إلى محافظة صهيونية بأنه حقيقة، مؤكدا أنه بذلك عزل نفسه ليس عن الشعوب العربية والإسلامية، وإنما أيضا حتى عن الشعب الإماراتي.
وقال: "أنا هنا أتحدث عن حاكم الإمارات وليس عن شعب الإمارات، فشعب الإمارات منا ونحن منه، وهناك حركة داخل الإمارات من قبل بعض الشرفاء عبروا عن رفضهم لهذه الخطوة، ولو أن هناك حرية في الإمارات لخرج الشعب الإماراتي برمته للتعبير عن رفضه للاحتلال وللتطبيع معه".
وأضاف: "حاكم الإمارات تحول بإقدامه على ممارسة الدعارة السياسية بهذا الفجور، إلى عدو ليس للمغرب وشعبه فقط، بل إلى عدو للإنسانية وعدو للأخلاق وعدو للضمير، فمن أقدم على ما أقدم عليه حاكم الإمارات أخرج نفسه من دائرة الآدمية".
وتابع: "علينا أن نتذكر ونحن نتحدث عن حاكم الإمارات أنه كان دائما هكذا، وأن الجديد الآن أنه أخرج علاقته مع الاحتلال من السر إلى العلن".
وعن ما إذا كان من شأن التطبيع الإماراتي مع الاحتلال أن يغير من طبيعة القضية الفلسطينية، أو أنه يمكن أن يغير من حقوق الفلسطينيين والمسلمين في المسجد الأقصى، قال ويحمان: "القضية الفلسطينية قضية شعب يصفه المؤرخون بأنه شعب الجبارين، والأرض هي أرض مباركة بقول رب العزة، وبالتالي لا يمكن الخشية من أية تفاصيل تضمنها التطبيع الإماراتي ـ الصهيوني".
وأضاف: "كما علينا أن نتذكر أن التحرير هو وعد من الله قبل التاريخ الذي يؤكد أنه عندما تكون هناك قضية عادلة وهناك شعب مستعد للتضحية من أجلها، فإنه لا توجد قوة في الأرض يمكنها أن تقف ضده.. والتاريخ يؤكد ذلك، وإلا لما كان للفيتنام وشعبها ضعيف أن يهزم قوتين بحجم فرنسا وأمريكا ويتحرر"، على حد تعبيره.
إقرأ أيضا: تقرير: اتفاق الإمارات يسمح لليهود بالصلاة في الحرم القدسي
وكان رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، قد أعلن الأسبوع الماضي، أن بلاده ترفض بشكل قاطع ما يُعرف بـ"صفقة القرن" ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدا أن القدس "خط أحمر".
وقال العثماني إن "جميع مكونات البلاد ترفض هذه الصفقة، سواء تعلق الأمر برسائل وتصريحات العاهل المغربي محمد السادس، أو الدبلوماسية الوطنية وجميع القوى السياسية".
وأضاف أن "المغرب لا يزال مع الشعب الفلسطيني، وحكايات صفقة القرن ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية مرفوضة".
وشدّد العثماني على أن "العاهل المغربي يترأس لجنة القدس ولا تنازل عن القدس عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة".
وشكلت لجنة القدس عام 1975 بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية البلدان الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، بهدف حماية القدس من المخططات الإسرائيلية وخطر تهويدها.
إقرأ أيضا: حكومة المغرب تؤكد رفضها صفقة القرن.. القدس خط أحمر
وكان مركز "القدس الدنيوية" وهو مركز دراسات إسرائيلي متخصص بشؤون القدس المحتلة قد خلص إلى نتائج بالغة الخطورة لاتفاق التطبيع الإماراتي ـ الإسرائيلي تتعلق بالمدينة المقدسة، حيث سينتهي الاتفاق إلى تغيير غير مسبوق في واقع المدينة والمقدسات وحقوق المسلمين في الحرم القدسي الشريف.
وأوضح التقرير الصادر عن مركز "القدس الدنيوية"، والذي حصلت عليه "عربي21" أن البند الوحيد الذي تم إعلانه عن الاتفاق الإماراتي ـ الإسرائيلي ربما يكون الأكثر خطورة في الاتفاق، وينطوي على تغيير مهم في وضعية المدينة المقدسة لصالح الإسرائيليين وبما ينسف أي أمل في المستقبل لأن تصبح مدينة القدس عاصمة الفلسطينيين.
وينص في جزئه الأول على أنه "يحق للمسلمين الذين يأتون إلى إسرائيل بسلام أن يصلوا في المسجد الأقصى"، فيما يُشير المركز الإسرائيلي في تقريره إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام مصطلح "المسجد الأقصى" في وثيقة أو بيان دولي، وذلك خلافاً للمصطلح الذي كان يتم استخدامه سابقاً في مثل هذه الوثائق الدولية وهو (الحرم الشريف/ جبل الهيكل).
وينص البند في الجزء الثاني على أنه "تبقى الأماكن المقدسة الأخرى في القدس مسموحة للمصلين السلميين من أتباع الديانات الأخرى"، وهو ما يعني السماح لليهود بالصلاة داخل الحرم الشريف باستثناء البناء الصغير الذي هو المسجد الأقصى المبني داخل الحرم والذي يشكل مساحة صغيرة جدا من مساحة الحرم الشريف الذي يعتبر المسلمون أنه بالكامل هو المسجد الأقصى المقدس لديهم، وهو ما يؤكد التقرير الإسرائيلي أنه إعادة تعريف للمواقع الدينية، وتغيير في وضعها، وبموافقة من دولة الإمارات.
وتسود المخاوف أن تؤدي هذه الاتفاقية إلى تقسيم الحرم القدسي الشريف أسوة بما حصل للمسجد الإبراهيمي الذي أصبح مقسما منذ سنوات بين المسلمين واليهود، كما أن هذا النص يُشكل اعترافا عربيا بمزاعم اليهود المتعلقة بالقدس المحتلة.
وفي 13 أغسطس/آب الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما.
ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي، تتويجا لسلسلة طويلة من التعاون، والتنسيق، والتواصل، وتبادل الزيارات بين البلدين.
إقرأ أيضا: وصول أول رحلة إسرائيلية إلى أبو ظبي عبر أجواء الرياض (شاهد)