هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرح التفجير "الانتحاري" الأخير بالعاصمة الليبية طرابلس، تساؤلات عن دلالة الحادثة في هذا التوقيت، ودور "تنظيم الدولة" فيه، تزامنا مع ظهور مقاتليه في الجنوب الليبي.
وذكر مصدر مقرب من وزارة الدفاع
الليبية، طلب عدم ذكر اسمه لحساسية منصبه، لـ"عربي21" أن "التفجير
حصل عند الساعة السابعة والنصف بتوقيت ليبيا عبر قيام شخص انتحاري بتفجير نفسه عند
بوابة الغيران، وهي نقطة تفتيش شرطية عند مدخل طرابلس الغربي وتفصلها عن بلدية
جنزور".
وأكد المصدر ذاته أنه "حتى الآن
لم تسجل أي إصابات أو سقوط قتلى، باستثناء الانتحاري الذي لم يعلن عن هويته بعد،
خاصة أن جثته تناثرت"، وفق معلوماته.
مؤشرات أولية
بدوره، قال الناطق باسم قوة تأمين
"طرابلس"، مهند معمّر إن "التقارير
المبدئية للأجهزة الأمنية تشير إلى أن الشخص الذي فجّر نفسه بالقرب من البوابة هو
من ذوي البشرة السمراء، وأن التفجير الذي أودى بحياة منفّذه لم يسفر عن أي أضرار
بشرية أو مادية هناك"، وفق تصريحات صحفية.
في حين، ذكر مصدر من سكان
"جنزور" لـ"عربي21" أن أهالي المنطقة سمعوا صوت انفجار كبير
عند الصباح، "لكن بعد حوالي ساعة تقريبا خرج الناس إلى أعمالهم وكأنه لم يحدث
شيء، ولم نلاحظ أي تغطية للأمر، ولا تصريحات من وزارة الداخلية، تفسر لنا ما حدث
حتى الآن".
اقرأ أيضا: انتحاري يفجر نفسه قرب بوابة بالعاصمة الليبية
وحول فرضية أن يكون تنظيم الدولة هو
من يقف وراء التفجير، رأى الضابط اللبيبي العقيد سعيد الفارسي إن "التفجير
بطريقته التي ذكرها كثيرون، يشير إلى أنه قد يكون حادثا متعمدا، بهدف إظهار
العاصمة طرابلس غير آمنة، وأنها ما زال فيها مجموعات إرهابية كما
يزعمون".
عودة "داعش"
وتوقع الفارسي في حديثه
لـ"عربي21" أن يكون الحادث "عبارة عن إعلان لمقاتلي داعش بالعودة
من جديد، لتحقيق غاية معينة"، مشيرا إلى أن "مقاتلي داعش يتحركون الآن
حسب تعليمات دول محور الشر العربي، لتحقيق أهداف سياسية محددة".
وتابع: "كما أن تقارير عدة أثبتت وأكدت علاقتهم الوثيقة بحفتر وقواته"، على حد قول الفارسي.
من جانبها، تساءلت الأمينة العامة لحزب
الجبهة الوطنية الليبي فيروز النعاس عن صمت الجهات الأمنية والحكومية عن الحادثة، مضيفة
أن "الانفجار حتى ولو لم يكن كبيرا، فهو حدث في منطقة مهمة، ولم تتوفر أي
معلومات عنه حتى اللحظة".
ولفتت النعاس في حديث
لـ"عربي21" إلى أن "الانفجار ليس كما ذكرت بعض وسائل الإعلام، أنه
قريب من مقر البعثة الأممية ومقر وزير الداخلية، إنما بعيد جدا عن مقر البعثة
بمسافة تقدر بـ1.5 كيلومتر، وأما عن مقر الداخلية فهو أحد مقرات الوزارة، وليس
المقر الذي يداوم فيه الوزير، وهو أبعد من مقر البعثة تقريبا بمسافة 3
كيلومترات"، منوهة إلى أنها "من سكان المنطقة التي حدث فيها التفجير".
وحاولت "عربي21" التواصل
مع المتحدث باسم حكومة الوفاق الليبية أو المتحدث باسم وزارة الداخلية للتعليق على
الحادث، لكنها لم تتلق أي إجابات.