قالت منظمة "
هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، إنّ سلطات النظام السوري
لا تحمي عمّال القطاع الصحي في الصفوف الأمامية بوجه فيروس "كورونا" في
المناطق تحت سيطرته.
ونقلت عن أطباء، وعمال إغاثة، ومدنيين، قولهم إن "المستشفيات تجاوزت
قدرتها الاستيعابية، بينما يواجه عمّال القطاع الصحي نقصا خطيرا في المعدّات
الشخصية الوقائية، وأضافوا أنّ عددا كبيرا من زملائهم وأقاربهم يموتون بعد أن تظهر
عليهم أعراض مرض كوفيد-19".
وقالت الباحثة في المنظمة، سارة كيالي: "من المذهل أنّه بينما تتراكم
نعوات الأطبّاء وأعضاء الطاقم التمريضي المتصدّين لفيروس كورونا، تتناقض الأرقام
الرسمية مع الواقع على الأرض. سبق أن ارتكبت الحكومة السورية جرائم ضدّ البشرية في
حقّ شعبها، وللأسف، عدم اكتراثها لصحة عمّال القطاع الصحي في الخط الأمامي في ظلّ
وباء عالمي ليس مفاجئا".
وأجرت المنظمة مقابلات مع أطباء وموظفي إغاثة، قالوا "إنّ النقص في
المعدّات الوقائية المناسبة والإمكانية المحدودة لاستخدام أسطوانات الأكسيجين
يساهمان على الأرجح في وفاة عمّال القطاع الصحي والسكّان بشكل عام في
سوريا".
وقال ممرضون، وأطبّاء، وعمّال إغاثة يعملون في مستشفيات، أو يدعمون عملها من
خارج سوريا، إنّ أبرز المستشفيات الجاهزة للتعامل مع حالات كوفيد-19، مثل
"مستشفى الأسد الجامعي"، تخطّت قدرتها الاستيعابية، في حين لا تملك
غيرها من المستشفيات البنية التحتية اللازمة، وعزوا ذلك إلى عدم توفّر قوارير
الأكسيجين، وأجهزة التنفس الاصطناعي، والأسرّة. قال العاملون على الخطوط الأمامية
إنّهم لا يملكون المعدّات الوقائية اللازمة، أو التدريب، أو البروتوكولات لمعالجة
مضاعفات كوفيد-19.