هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مراقبون ونشطاء أكدوا على ضرورة القيادة لأي عمل ثوري، مشيرين إلى أن ثورة يناير 2011، كانت لها قيادة رمزية، إلى جانب تشكيل ائتلاف الثورة حينها لقيادة الحراك.
وأضافوا أنه وفي تظاهرات العام 2013، كانت هناك جهات وقوى تحرك الجماهير من طرف خفي لدى المخابرات المصرية والأمن الوطني، إلى جانب النخبة التي شاركت في التظاهرات التي تبعها انقلاب السيسي، على الرئيس محمد مرسي.
إلا أن حراك 20 أيلول/ سبتمبر 2020، الذي انطلقت شرارته الأحد، وما سبقه من حراك مماثل في نفس اليوم من العام 2019، لم تكن له قيادة حقيقية على الرغم من أن المعارض المصري من الخارج محمد علي، هو من دعا له.
وبنظرة عابرة على شكل تظاهرات الأمس، ومن خرجوا فيها؛ فقد غلب عليها الشباب والمصريون العاديون من أهل الريف والحضر من غير المؤدلجين ومن غير ذات التوجهات السياسية، والذين لا تحكمهم تنظيمات أو أفعال منظمة، حسب مراقبين.
"لابد من قيادة"
وفي رؤيته لما ينقص هبة المصريين لتكتمل بثورة عارمة ضد نظام السيسي، قال الناشط والشاعر المصري المعارض عبد الرحمن يوسف، إن "الغضب شرط من شروط التغيير؛ ولكنه ليس الشرط الوحيد ولا الأهم".
يوسف، أكد في حديثه لـ"عربي21"، على أنه "لابد من قيادة؛ وهذه القيادة لابد أن تقدم للمجتمع أملا مبنيا على رؤية مبدئية لما يمكن تحقيقه من مكاسب مقابل مخاطرة النزول إلى الشوارع".
وجزم بأنه "لا يتوفر الآن في مصر إلا الغضب، وهو غضب قادر على إحراق الكثيرين؛ ولكن تغييرا ناتجا عن الغضب فقط سيكون تغييرا في الوجوه والأشكال لا أكثر".
ويعتقد الشاعر المصري المعارض لنظام السيسي، أن "النخبة المصرية فقدت مركزها في القيادة، وهي حتى الآن لم تشعر بذلك، وما زال كثير منها يظن أن بإمكانه توجيه الجماهير دون تحقيق اصطفاف يحظى باحترام وثقة هذه الجماهير".
وحول استمرار حالة الخلاف بين أطياف المعارضة المصرية ما يمنع الاتفاق على قيادة واحدة، أكد أنه "ولذلك فهذه النخبة غير جديرة بالثقة وغير مؤهلة للقيادة".
"عجز المعارضة"
ويرى الصحفي المصري المعارض معاطي السندوبي، أن "ثورة المصريين تعاني من عدم وجود قيادة سياسية يجمع عليها الشعب الغاضب"، مؤكدا أن "القيادات والرموز القديمة التي تربت في عهد حسني مبارك تم حرقها وفقدت الثقة فيها، نتيجة أخطاء منها تأييدهم للسيسي ببعض المواقف".
وأشار السندوبي، بحديثه لـ"عربي21"، إلى أن "السيسي لم يسمح أيضا بظهور قيادات ثورية جديدة شابة؛ وكل من شارك بثورة يناير 2011، بالسجون، وكلما ظهر أحد يتم اعتقاله".
ولفت أيضا، إلى حالة "العجز الكامل لمعارضة الداخل والخارج في أن تبدع وتبتكر أدوات وأساليب جديدة لمواجهة السيسي دون تعرض الناس للاعتقال والسجن"، مؤكدا أن "كل هذه الظروف جعلت الشعب يواجه السيسي، وحده دون قوى سياسية مؤهلة للمواجهة".
وأعلن المعارض عن مخاوفه من أن "تتحول الثورة الشعبية التلقائية لعمل فوضوي من أخطاره جر الحركة السلمية للعنف، حيث يرغب السيسي بتطبيق النموذج السوري".
وطالب المتظاهرين، بالحفاظ على "أملاك الدولة، وعدم الانجرار وراء مواجهات مع الشرطة والجيش، وعدم اللجوء للعنف، والبحث عن طرق لإسقاط السيسي الذي لن يسقط بطريقة مبارك".
"قيادة ونخب مؤهلة"
ويرى الكاتب الصحفي حسام الوكيل، أن "تظاهرات الأحد، تثبت مجددا أن الشعب أكثر أطراف المعادلة جاهزية للثورة، وأنه وصل إلى مرحلة حرجة من الغضب وأوشك على الانفجار".
الوكيل، أضاف بحديثه لـ"عربي21": "لكن الانفجار الشعبي لا يعني ثورة تقود التغيير، ما لم تتوفر قيادة ميدانية تستطيع توجيه الجموع وقيادتهم نحو الأهداف الواضحة التي تدفع نحو التغيير ستتحول إلى هبة شعبية مدمرة، وقد يتم السيطرة عليها بشكل عنيف من العسكر".
ويعتقد أن "ما تفتقده المعادلة ليس الشعب لأنه دائما يلبي النداء، ولكن تفتقد قيادة ميدانية ونخبا تقود التغيير بخطوات واضحة ومشروع محدد يتوافق مع الإرادة الشعبية، ويحطى بداعمين دوليين يستطيعون فرض توازن قوي للملف المصري مقابل المحور الخليجي والدعم الغربي للنظام العسكري".
وختم الصحفي المصري بالقول: "مصر تحفل بشعب شجاع ومُضح ولكنها تفتقر لنخب وساسة مؤهلين لقيادة المرحلة".
"التنظيم الثوري"
من جانبه قال كاتب وناشط عمالي مصري –رفض ذكر اسمه خوفا من الملاحقة الأمنية- إن "ثورة المصريين ينقصها لتكتمل ذلك التنظيم الثوري أو الحزب الثوري الذي يجمع المصريين تحت رايته".
وأضاف بحديثه لـ"عربي21"، أن "مهمة ذلك الحزب وضع وتحديد الدوافع والأسباب والأهداف والنتائج المتوقعة وبرنامج العمل أثناء الثورة وبعد نجاح الثورة ووصول الشعب للسلطة".
وأكد أن "عليه مواصلة عمله حتى تطهير البلاد من المنتمين للدولة العميقة، ثم الانتقال من مجلس ثوري رئاسي إلى الدولة المستقرة بدستورها وقوانينها؛ وهذا يستغرق وقتا طويلا".
"أين القيادة البديلة"
وعرض المخرج والناشط المعارض عز الدين دويدار، لأهم معوقات حراك المصريين، بطرح بعض التساؤلات عبر "فيسبوك"، بينها: هل هناك قيادة بديلة للنظام العسكري؟ وهل هناك اتصال للمعارضة مع أي محور مناهض للمحور الداعم للسيسي وهو أمريكا وإسرائيل والإمارات؟
وتابع دويدار تساؤلاته في التدوينة التي حذفها لاحقا لما أثارت من جدل: هل هناك اتصال بمجموعات مناهضة للسسي داخل الجيش؟ وهل هناك قوة يمكنها حماية الشعب المتظاهر من الدبابات والرصاص؟
"القيادة من الميدان"
وعبر صفحتها بـ"فيسبوك"، قالت الكاتبة الصحفية المصرية مي عزام: "القائد؛ من يقودك في الميدان، وليس عبر وسائل الإعلام، يتقدم الصفوف ويكون هو أول المعرضين للأذى، والقدوة التي تصنع الزعامة الحقيقية".