هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "سفوبودنايا بريسا" الروسية تقريرا سلطت فيه الضوء على قرار الإدارة الأمريكية بتمديد حظر توريد السلاح إلى إيران، وردود الفعل الدولية المعارضة، وإمكانية تغير مسار الأحداث في حال فوز الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقّع خلال الأيام الماضية مرسوما بفرض عقوبات على موردي الأسلحة إلى إيران، وهو قرار تعارضه أغلب دول العالم، بما فيها أقرب حلفاء الولايات المتحدة.
وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت أن العقوبات الأممية ضد إيران، والتي تنتهي في 18 تشرين الأول/ أكتوبر، ستتجدد بصورة تلقائية وفقا لأحد آليات بنود الاتفاق النووي، وأكدت أنها ستحرص على دعوة دول العالم للالتزام بالعقوبات.
لكن غالبية أعضاء مجلس الأمن الدولي عبّروا عن اختلافهم مع الموقف الأمريكي، معتبرين أن واشنطن فقدت حقها في تفعيل آلية تجديد العقوبات بسبب انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران في 2018.
وقد أعرب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن خيبة أمل الولايات المتحدة بسبب عدم دعم جهودها ضمن الأمم المتحدة، موضحا في الوقت نفسه أن البيت الأبيض لا ينوي تغيير موقفه.
وقال بومبيو في هذا السياق: "لدينا الصلاحيات للقيام بما قمنا به مسبقا وسوف نستخدم كل الوسائل الدبلوماسية لضمان تنفيذ قرارات مجلس الأمن الجديدة. نحن واثقون، من أن الشركات في جميع أنحاء العالم سوف تتفهم مخاطر انتهاك قرارات مجلس الأمن وستمتثل لها".
قرارات أحادية غير قانونية
من الجانب الروسي، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مفهوم حظر الأسلحة ضد إيران غير موجود من الأساس، قائلا إنه لن تكون هناك أي قيود بعد انتهاء المهلة الحالية التي سبق أن حددها مجلس الأمن الدولي.
وأكد لافروف أن الإدارة الأمريكية تقوم بخطوات غريبة وتفرض عقوبات أحادية وغير قانونية لم تقرّها الأمم المتحدة، وقال في مقابلة تلفزيونية: "لن نتفاجأ إذا استمروا في تهديد أي طرف يتعاون مع إيران بالعقوبات على أساس الامتثال الصارم لشروط قرار مجلس الأمن الدولي 2231، لأنهم يطبقون العقوبات في جميع أنحاء العالم وأحيانا دون أي سبب على الإطلاق".
اقرأ أيضا : تعرف على عقوبات أمريكا المتجددة على إيران (إنفوغرافيك)
ويعتقد السيناتور الروسي أليكسي بوشكوف أن الولايات المتحدة تحاول فرض إجراءات من جانب واحد على الأمم المتحدة، وكتب في تغريدة على حسابه بموقع تويتر: "هذا هجوم مباشر على صلاحيات مجلس الأمن وميثاق الأمم المتحدة ودورها والقانون الدولي.
وقد رفض الأمين العام للأمم المتحدة بالفعل الانقياد للولايات المتحدة، لأن هذا يعني الاعتراف بإملاءاتها".
إيران تتطلع لفوز بايدن بالانتخابات
ونقلت الصحيفة عن كبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، والخبير في الشؤون الإيرانية، فلاديمير ساجين، قوله إن الولايات المتحدة لديها فرص كبيرة لفرض عقوبات أحادية الجانب ضد الدول التي لديها تعاون عسكري تقني مع إيران، وأنه من الصعب الوقوف في وجه تلك العقوبات.
وأوضح ساجين أن إدارة الرئيس ترامب أرادت تمديد العقوبات استنادا إلى آليات الاتفاق النووي، وحينما لم تجد الدعم اللازم، لجأت إلى إعلان عقوبات أحادية الجانب ضد الدول والشركات التي يمكن أن تتعاون مع إيران.
ويضيف ساجين أن روسيا والصين والاتحاد الأوروبي يعارضون القرار الأمريكي، بينما يتطلع الإيرانيون إلى موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني/نوفمبر القادم، آملين في فوز المرشح الديمقراطي جون بايدن، لأن ذلك قد يغير سياسة الولايات المتحدة تجاه طهران.
ولا يعني ذلك أن الديمقراطيين يحبون إيران، غير أنهم يتبعون سياسة أكثر براغماتية حسب قوله.
علاقات إيران مع روسيا وأوروبا
من جانبه، يعتقد الخبير في نادي فالداي، فرهاد إبراغيموف، أن الولايات المتحدة تتبع سياسة غير متوقعة وغير متناسقة تجاه إيران، تهدف إلى إجبارها على الإنكفاء على نفسها وتقليص نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، لكن مبادرتها الجديدة لم تحظ بأي تأييد حتى من ألد أعداء إيران، مثل المملكة العربية السعودية وحلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين، ومنهم المملكة المتحدة.
وفي ما يتعلق بتأثير مرسوم ترامب على المصالح الروسية في إيران، أكد إبراغيموف أن القرار الأمريكي قد يغير بشكل طفيف شكل التعاون بين موسكو وطهران، لكنه لن يوقف بأي حال من الأحوال التعاون بين البلدين.
لكن الخبير الروسي يرى في المقابل أن العلاقات الاقتصادية بين روسيا وإيران قد تتأثر إلى حد كبير بالقرار الأمريكي لأنه لا توجد آليات للالتفاف على العقوبات، فضلا عن أن الإيرانيين يفضلون التكنولوجيات الغربية الحديثة على التكنولوجيات الروسية.
ويضيف إبراغيموف أنه مع تفعيل العقوبات، لن يكون الأوروبيون قادرين على إقامة علاقات تجارية واقتصادية مع إيران، لذلك سيلجأ الإيرانيون حتما إلى الشمال أو الشرق.
ويختم إبراغيموف قائلا إن إيران وأوروبا على قناعة تامة بأن ترامب سيخسر في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وسيأتي إلى البيت الأبيض رئيس جديد يمكن التفاوض معه.