هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتأهب المعارضة السورية ممثلة بالفصائل العسكرية التابعة لـ"الجيش الوطني السوري" لأي تصعيد عسكري محتمل بدعم روسي.
وقال مراقبون؛ إن هدف هذا التصعيد هو الضغط على تركيا، لحملها على تغيير طريقة تعاطيها في ملف جنوب القوقاز، حيث الصراع الدائر في قره باغ، بين أذربيجان وأرمينيا.
وفي التفاصيل، كشفت مصادر من داخل المعارضة لـ"عربي21"، قيام "الجيش الوطني" برفع الجاهزية في كل من مناطق ريف حلب وإدلب، تحسبا لعملية عسكرية جديدة.
وقال القيادي في "لواء المعتصم"، مصطفى سيجري، عن معلومات تشير إلى نوايا روسية لشن عملية عسكرية ضد المنطقة الخاضعة لتفاهمات تركية- روسية سابقة.
وأضاف في تغريدة، أن الفصائل رفعت الجاهزية العسكرية في مناطق العمليات العسكرية الثلاث (درع الفرات، غصن الزيتون، نبع السلام)، استعدادا لصد أي تصعيد خطير، بهدف الضغط على تركيا.
وفي إدلب، كشفت "الجبهة الوطنية للتحرير" عن تحركات لقوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران، على مقربة من خطوط التماس في حلب وإدلب، مؤكدة استعدادها لردع أي تحركات مفاجئة.
اقرأ أيضا: علييف يعلن شروط وقف إطلاق النار في "قره باغ"
احتمالية التصعيد قائمة
الباحث السياسي والأكاديمي، أحمد قربي، قال إن "روسيا تعمل دائما لتحصيل مكاسب من خلال ملفات عدة، خلافَ تركيا التي تسعى إلى فصل الملفات، والتركيز على إيجاد مقاربات موضوعية لكل ملف بشكل منفصل".
وأضاف لـ"عربي21"، أنه من الواضح أن موسكو ستضغط على أنقرة في الملف السوري، لفرض وقف إطلاق النار في جنوب القوقاز.
وبناء على ذلك، رجح قربي أن تسخّن روسيا في الملف السوري من خلال عمليات قصف جديدة على مناطق سيطرة المعارضة.
كذلك، لم يستبعد المحلل السياسي، أسامة بشير، أن يشهد الملف العسكري السوري تصعيدا، نظرا لتشابكه مع ملفي ليبيا وأذربيجان، نظرا لانخراط روسيا وتركيا في كل هذه الملفات.
واستدرك في حديثه لـ"عربي21"، لكن في المقابل، لا يجب نسيان حقيقة مهمة جدا، وهي أن ما يجمع أنقرة بموسكو، والعكس، أكثر مما يفرقهما، ما يعني من وجهة نظر بشير، أن التصعيد في حال حصل، فسيكون مقتصرا على الأطراف المحلية، المدعومة من كليهما.
ويعني ذلك، أن التصعيد -إن حصل- فسيكون عبر النظام السوري وإيران، تجنبا لصدام مباشر بين القوات الروسية والجيش التركي.
وتابع بشير، بأن الضغط الروسي على تركيا لن يكون مؤثرا، خصوصا أن لدى تركيا القدرة بالتعاون مع الفصائل السورية على إحراز تقدم عسكري، سيجعل الروس في وضع محرج، خصوصا أن روسيا زعمت من قبل أن المواجهات العسكرية بين النظام والمعارضة قد انتهت.
وفي هذا الصدد، أشار بشير إلى قوة الموقف التركي في الملف السوري، لافتا إلى تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، بلجوء بلاده إلى الخيار العسكري مجددا في سوريا.
وأضاف أردوغان، خلال كلمة ألقاها عبر اتصال مرئي، في افتتاح سد "ريحانلي" الجديد، بولاية هطاي جنوب تركيا: "سنذهب بأنفسنا لتطهير أوكار الإرهاب بسوريا إن لم يتم الوفاء بالوعود المقدمة لنا، لقد قضينا على الممر الإرهابي المراد إقامته على طول حدودنا وأثبتنا أن أشقاءنا السوريين ليسوا وحدهم".
وفي قراءته لتهديد أردوغان، قال الباحث في مركز "جسور للدراسات" عبد الوهاب عاصي: "تلويح الرئيس رجب طيب أردوغان بتلقي بلاده تهديدا في سوريا، وأن جميع المناطق تشكل تهديدا لتركيا، يعني شيئا واحدا فقط، هو أن روسيا لوحت بشكل صريح بإنهاء التفاهمات مع تركيا في سوريا ما لم تتراجع عن دعم أذربيجان"
وأضاف في تغريدة: "لذلك قد تعمل روسيا على خلط الأوراق لثني تركيا عن موقفها".
في المقابل، تستبعد مصادر من المعارضة السورية، أن تقدم روسيا على خلط الملف السوري بالأذربيجاني، لأن مصلحتها تستدعي الحفاظ على هدوء الملف الأول (الملف السوري).
وحسب المصادر، فإن اهتمام روسيا منصب اليوم على التركيز على البدء بالحل السياسي في سوريا، تمهيدا لبدء مرحلة إعادة الإعمار.
الواضح أن هناك تكتيكا جديدا من قِبل الروس بهدف الضغط على تركيا، وإن لم نشهد تصعيدا عسكريا خلال الأيام القادمة، فهذا يعني أن هناك تفاهما ما قد حصل بين أنقرة وموسكو، ولكن ليس على حساب الشعب السوري، إنما حول ملفات أخرى عالقة وخارج الجغرافيا السورية، وسينعكس إيجابا على الملف السوري. pic.twitter.com/xWMip0z6Y3
— مصطفى سيجري M.Sejari (@MustafaSejari) October 4, 2020