هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية، الخميس، في تقرير لها تحت عنوان "عم يستهدفوا الحياة بإدلب" باللهجة السورية، إلى محاسبة نظام بشار الأسد وروسيا بسبب انتهاكاتهما بحق المدنيين التي "ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية".
وأكدت أن "الهجمات التي شنّتها القوات السورية والروسية على بنى تحتية مدنيّة في شمال غرب سوريا، قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية"، مطالبة بمحاسبة المسؤولين عنها لا سيما الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ووثّقت المنظمة في تقريرها من 167 صفحة، 46 هجوما جويا وبريا "شملت استخدام الذخائر العنقودية، وأصابت مباشرة أو ألحقت أضراراً بالمدنيين والبنى التحتية في إدلب، في انتهاك لقوانين الحرب".
اقرأ أيضا: روسيا تعزز وجودها العسكري شرق الفرات.. الانسحاب غير وارد
وقالت إن الهجمات التي وقعت في الفترة الممتدة بين نيسان/ أبريل 2019 وآذار/ مارس 2020، تسبّبت في مقتل 224 مدنياً على الأقل، و"شكلت جرائم حرب على ما يبدو، وقد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية".
وتابعت بأن الهجمات التي وثّقتها ليست إلا "جزءا بسيطا" من إجمالي الهجمات خلال تلك الفترة في إدلب والمناطق المحيطة بها.
وشنت قوات النظام السوري بدعم روسي هجوما تكثّفت وتيرته بدءاً من كانون الأول/ ديسمبر على مدى ثلاثة أشهر، وانتهى بإعلان موسكو وأنقرة وقفاً لإطلاق النار. ودفع الهجوم أكثر من مليون شخص للنزوح من مناطقهم.
وعلى إثر الهجوم، باتت قوات النظام تسيطر على أكثر من نصف مساحة إدلب وجوارها، بعد طردها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل أخرى أقل نفوذا.
واعتبر المدير التنفيذي للمنظمة كينيث روث، أن "ضربات التحالف السوري-الروسي على المستشفيات والمدارس والأسواق في إدلب أظهرت استخفافاً صارخا بالحياة المدنية".
وأضاف: "تبدو الهجمات غير القانونية المتكررة جزءاً من استراتيجية عسكرية متعمدة لتدمير البنية التحتية المدنية وطرد السكان، ما يسهل على الحكومة السورية استعادة السيطرة".
وقابلت المنظمة أكثر من مئة من ضحايا الهجمات والشهود عليها. كما أنها راجعت عشرات صور الأقمار الصناعية وأكثر من 550 صورة ومقطع فيديو التُقطت في مواقع الهجمات. وقالت المنظمة إنها لم تجد "أي دليل على وجود أهداف عسكرية" في المواقع المستهدفة، ما يشير إلى أن "هذه الهجمات غير القانونية كانت متعمدة".
اقرأ أيضا: ما حقيقة حديث لافروف عن انتهاء حرب النظام والمعارضة بسوريا؟
ودعت المنظمة الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تبني قرار أو بيان يدعو إلى فرض عقوبات محددة الهدف على القادة العسكريين والمدنيين السوريين والروس الضالعين بشكل موثوق في جرائم الحرب والجرائم المحتملة ضد الإنسانية والتجاوزات الخطيرة الأخرى. وحددت أسماء عشرة منهم.
ومن بين القادة المدنيين والعسكريين "الذين قد يتحملون مسؤولية القيادة عن الانتهاكات خلال هجوم إدلب"، وفق المنظمة، بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال روث: "يجب أن تتضافر الجهود الدولية لإثبات أن الهجمات غير القانونية لها عواقب، وردع الهجمات المستقبلية، وإظهار أنه لا يمكن لأي أحد الإفلات من المساءلة عن الجرائم الجسيمة بسبب رتبته أو منصبه".