هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تواصل الطائرات الأمريكية المسيرة منذ حزيران/ يونيو 2019 ملاحقة قادة تنظيم "حراس الدين" الموالي لتنظيم "القاعدة، في شمالي غرب سوريا.
وفي شباط/فبراير 2018، خرج اسم تنظيم "حراس الدين"، وذلك بعد إعلان "هيئة تحرير الشام"، عن فك ارتباطها بـ"تنظيم القاعدة"، ليكون التنظيم وكيل الأخيرة في إدلب ومحيطها.
التنظيم تشكل بعد اندماج مجموعات عدة موصوفة بالتطرف والتشدد، وهي "جيش الملاحم، وجيش الساحل، وجيش البادية، وسرايا الساحل، وسرايا كابل، وجند الشريعة"، تحت قيادة السوري سمير حجازي الملقب بـ"أبي همام الشامي"، وانضم إليه فيما بعد مجموعات عدة.
وفي أيلول/سبتمبر 2019، أدرجت الولايات المتحدة التنظيم وزعيمه حجازي على لائحة قوائم الإرهاب.
يرفض "حراس الدين" كل التفاهمات التركية- الروسية، في إطار مسار أستانة، حول شمال غرب سوريا، ويتركز انتشاره بشكل أساسي في ريف إدلب الغربي، واللاذقية الشمالي، لكنه لا يعد قوة ضاربة في المنطقة، نظرا لوجود كل من "هيئة تحرير الشام"، و"الجبهة الوطنية للتحرير" المدعومة تركيا.
وحسب دراسة صادرة عن "مركز عمران للدراسات" رصدتها "عربي21": فإن "حراس الدين" لا يعتبر من التنظيمات التي تمتلك قدرة وقوة عسكرية بحد ذاته، لذلك غالبا ما يلجأ إلى التحالفات مع تنظيمات أخرى عند قيامه بهجمات عسكرية على المناطق الخارجة عن سيطرته، كجماعة "أنصار التوحيد" و"جبهة أنصار الدين" وغيرهم، ولا يمتلك "التنظيم" قيادة مركزية فعلية، وإنما كل مجموعة تابعة له تقوم بإدارة شؤونها وتخطط وتنفذ لعمليات الخطف أو القتل بحسب ما تراه أنه يحقق أهدافها.
حسابات انتخابية أمريكية
مؤخرا، صعّدت الولايات المتحدة من وتيرة استهدافها لـ"حراس الدين"، فقبل أيام أعلن الجيش الأمريكي، تصفية اثنين من قيادات التنظيم، من الجنسيتين المغربية والمصرية، بطائرة مسيرة، ليضاف الهجوم إلى هجمات عدة تعرض لها عناصر التنظيم منذ الربع الأول لعام 2018.
الباحث المتخصص في الفكر الإسلامي وشؤون الجماعات الإسلامية، عباس شريفة، قال في حديثه لـ"عربي21" إن عددا من الأسباب أدت إلى تكثيف الهجمات ضد "حراس الدين"، في مقدمتها اقتراب الانتخابات الأمريكية، حيث تحاول إدارة ترامب التأكيد على استراتيجية محاربة "الإرهاب".
وأضاف أن إدارة ترامب تتعامل مع هذه الضربات كنوع من الدعاية الانتخابية لها، أي إشعار الناخب الأمريكي بأن الإدارة الحالية لا زالت تحارب "الإرهاب".
حرب على الأرض
وإلى جانب الهجمات الجوية التي تستهدف قيادات من "حراس الدين"، يواصل "هيئة تحرير الشام" اعتقال قيادات من الأولى.
وفي هذا الصدد، أكدت مؤسسة "البيان" الموالية لـ"حراس الدين"، السبت، اعتقال "تحرير الشام"، للقياديين في التنظيم أبو عبد الله الدرعاوي وأبو الحمد الدرعاوي التابعين لـ"حراس الدين" في ريف إدلب، وأضافت أن "تحرير الشام، تستمر في ظلمها وعدوانها على مجاهدي الشام عامة، ومجاهدي "حراس الدين"خاصة"، مؤكدة أن تنظيم "حراس الدين" دعا "تحرير الشام" إلى النزول للشرع والتقاضي عند الشيخ "أبي قتادة الفلسطيني" للقضاء في أمر الاعتقالات لكن "لم تجد عندهم آذانا صاغية".
وأرجع عباس شريفة، الاعتقالات إلى تخوف "تحرير الشام" من أن يقوم "حراس الدين" بإعادة ترتيب نفسه، ما يشكل خطرا على سيطرة "تحرير الشام"، وقال: الواضح أن هناك حالة من التقاء المصالح ما بين الولايات المتحدة و"تحرير الشام" على قتال "حراس الدين"، في بداية لإغلاق الملفات العالقة على طريق الحل السياسي.
حراس الدين إلى أين؟
وفي هذا الخصوص، رجح الباحث بالشأن السوري، أحمد السعيد، أن يستمر التضييق على "حراس الدين" من الجو أمريكيا، ومن الأرض عبر الاعتقالات، إلى حين الانتهاء من تواجده على الأرض.
وقال لـ"عربي21": إن "حراس الدين" خسر الكثير من قياداته، وهذا ما يحتم عليه إما التحول إلى خلايا سرية، تنشط بضرب أهداف لـ"تحرير الشام"، أو الإعلان عن حلّ ذاته.
بدوره، قال عباس شريفة، إن الهجمات الجوية، والاعتقالات أدت إلى تحول "حراس الدين" إلى مجموعة من العناصر المتوارية خشية الاستهداف جوا، والاعتقالات من "تحرير الشام".
وأنهى بقوله: "تتضاءل فرص بقاء "حراس الدين"، نتيجة الخسائر والاستنزاف المتواصل".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قد كشفت في أيلول/سبتمبر الماضي، عن "حملة سرية" أمريكية ضد "حراس الدين" في إدلب بالشمال السوري.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي في مكافحة الإرهاب لم تذكر اسمه قوله: إن هناك "حملة سرية لتدمير قيادة الجماعة دون تقديم تفاصيل محددة معظمها لا يزال سريا"