هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
علق وزير الإعلام المصري، أسامة هيكل، على اتهامه من قبل صحفيين وإعلاميين مقربين من أجهزة الأمن المصرية، بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين.
وقال هيكل في مقطع فيديو نشرته الصفحة الرسمية لوزارة الإعلام على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الثلاثاء، إن اتهامه بالانتماء إلى "فصيل ما" مجرد "كلام فارغ"، واصفا الهجوم ضده بأنها "حملة مدارة".
ودعا هيكل، الذي عين وزيرا للإعلام العام الماضي إثر قرار بإعادة الحقيبة الوزارية للتشكيل الحكومي بعد إلغائها، عددا من الإعلاميين لعقد لقاء مفتوح بمقر وزارته للتباحث في دور الوزارة وسياسة الدولة الإعلامية، قائلا: "الوضع لا يحتمل أن تستغل بعض الجهات الخارجية الخلافات بيننا للإضرار بالأمن القومي المصري".
وجاءت دعوة وزير الإعلام المصري، بعد مطالبة مذيعين مصريين ورؤساء تحرير صحف محلية تدعم الحكومة هيكل بالاستقالة من منصبه، موجهين له انتقادات حادة على خلفية تصريحه بأن الشباب ما دون 35 عاما في مصر لا يقرأون الصحف أو يشاهدون التلفزيون.
واتهم مذيعون ورؤساء تحرير هيكل بالتقصير في أداء عمله، والإساءة لمهنة الصحافة، بينما وصفه بعضهم بـ"الخيانة الوطنية"، في مشهد نادر خلال السنوات الأخيرة توجه فيها صحف ووسائل إعلام مدعومة حكوميا النقد اللاذع لوزير بالحكومة.
وكان هيكل قد أدلى بتصريحات في 17 تشرين أول/أكتوبر الجاري، قال فيها: "الأعمار أقل من 35 سنة، ويمثلوا حوالي 60 أو 65 % من المجتمع، لا يقرأون الصحف ولا يشاهدون التلفزيون، وبالتالي من المهم التفكير في نمط حياة هذه الفئات".
واتهم خالد صلاح، رئيس تحرير صحيفة وموقع اليوم السابع، هيكل بالتنظير والتقصير في عمله.
وغرّد صلاح على تويتر متسائلا: "لماذا لم تتحرك خطوة واحدة للأمام حين توليت مسؤولية الإعلام مرتين في سنوات معدودات؟".
وطالب محمد الباز رئيس تحرير صحيفة الدستور المصرية، والإعلاميان أحمد موسى، ووائل الإبراشي -وكلاهما يقدم برامج تلفزيونية- هيكل بالاستقالة من منصبه.
واتهم الباز عبر حسابه على موقع فيسبوك وزير الإعلام بأنه "يضيق بالاختلاف في الرأي، ويتهم من ينتقدونه بأنهم مدفوعون ضده"، بينما قال موسى: "الإعلام المصري سيبقى بجميع أشكاله حائط صد ضد مخططات الإعلام المعادي"، واصفا هيكل بعدم تقديم أي استراتيجية لمواجهة الإعلام المعادي منذ تعيينه في منصبه.
وردا على هذا الهجوم، اتهم هيكل في منشور آخر عبر صفحته الشخصية على موقع فيسبوك مهاجميه بأنهم جزء من حملات متكررة ضده.
وقال هيكل: "أقول لهؤلاء، إن أخطر أنواع الفساد هو أن يترك الكاتب قلمه لغيره، ويكتفى هو بالتوقيع، والحقيقة أنني لا أريد أن أرد على هؤلاء لأنهم مجرد أدوات".
والاثنين، بث التلفزيون الرسمي تسريبا، يعود لسنوات مضت، لمكالمة تليفونية بين هيكل والسيد البدوي، رئيس حزب الوفد المصري السابق، يتحدثان فيها عن حضور اجتماع مع قوى سياسية من ضمنها جماعة الإخوان المسلمين.
اللافت للنظر، أن مكتب وزير الإعلام يقع في نفس مبنى التلفزيون الرسمي الذي أذاع التسريبات، لكن شركة تابعة للمخابرات العامة هي من تسيطر حاليا على البرامج الرئيسية بالتلفزيون، بعدما حصلت على عقد بدعوى تطويره، وهي نفس الشركة المسيطرة على معظم القنوات والصحف المصرية، وكذلك الإنتاج الفني وحتى الإعلانات.
وقال وائل الإبراشي مقدم البرنامج الذي أذاع التسجيل: "هيكل رفع شعار سأحطم إعلام الدولة وسأخدم إعلام الإخوان".
وأكد الإعلامي المصري حافظ المرازي، أن تسجيل المكالمة التليفونية يعود لعام 2011 حين كان يعمل هيكل كرئيس تحرير لبوابة حزب الوفد.
وأضاف المرازي عبر صفحته على "فيسبوك: "مؤسف للغاية، أن تلفزيون الدولة المصرية ينحط إلى حد إذاعة تسجيلات تمت بشكل غير قانوني لرئيس حزب، وهو لا يرتكب جرما سوى الغضب".
وعمل هيكل قبل ثورة يناير 2011 مندوبا لجريدة الوفد بوزارة الدفاع، ومحررا عسكريا، ما مكنه من تكوين صلات ببعض قادة الجيش، ثم ترأس تحرير الصحيفة عقب الثورة، قبل أن يجيء وزيرا للإعلام بوزارة عصام شرف التي شكلها المجلس العسكري الحاكم وقتها، ثم أقيل، وتوارى عن المشهد بعض الشيء، قبل أن يعيده السيسي قبل نحو عام ويعينه وزيرا للدولة للإعلام.