هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ما يجري في المنطقة العربية الإسلامية من تطورات سياسية واقتصادية وتجارية وحروب وصراعات داخلية لا يمكن أن يكون صدفة، أو مجرد محصلة لسوء أداء الحكام ومن والاهم من المنافقين. ما يجري خطير جدا وهو أشد خطرا من تقسيم المنطقة العربية الذي تلا الحرب العالمية الثانية. لقد ازدادت أهمية المنطقة العربية الإسلامية بعد اكتشاف ثرواتها الهائلة وسيلان لعاب الغرب للهيمنة والسيطرة على المقدرات، ويعد قيام الكيان الصهيوني الإرهابي وما يتمتع به من أهمية للمحافظة على المصالح الاستعمارية في المنطقة ككل.
ما يجري هو إعادة ترتيب للمنطقة وذلك من خلال:
التمزيق المتزايد لشعوب المنطقة من خلال إثارة النعرات المذهبية والعرقية والجهوية وصناعة الفتن والتي تزخر بها منطقتنا، وإدارة المعارك التي يمكن أن تنشب نتيجة الأحقاد المترتبة على التحريض والتوعية بالخلاف والاختلال بين مختلف الأقطاب.
الإفقار وذلك من خلال العقوبات الاقتصادية والمالية والاستحواذ على مصادر الثروة واستنفاذ أهميتها الاقتصادية من خلال إيجاد بدائل صناعية.
نشر الفساد وتشجيعه في مختلف الدول العربية والإسلامية ودعم رموزه المتمثلة بالحكام ومن والاهم. الفساد يولد الكراهية والبغضاء والأحقاد، ويعزز فرص الاقتتال الداخلي والتمزيق، وتقسيم الأوطان إلى ولايات قبلية تابعة للدول الغربية والكيان الصهيوني.
نشر الإرهاب من خلال دعم تنظيمات إرهابية لا أفق عندها سوى ممارسة العنف والقتل والذبح والسلخ. الإرهاب يقتت ويستنزف الطاقات ويهدم الاقتصادات، ويؤدي إلى مزيد من الإفقار والجوع والهدم والتشتيت.
شيطنة الإسلام لكي لا تكون هناك منظومة قيمية أخلاقية يمكن أن تجمع الناس فيتغلبون على ما يحاك من سياسات تدميرية ضد المنطقة. ودول الأطماع ترتاح جدا كلما قام مسلم بعمل إرهابي شنيع لكي تستغله في ترسيخ مواقف ضد الإسلام والمسلمين وتعزيز المخاوف من الدين الإسلامي. ولدينا مسلمون كثر يتميزون بغباء شديد ويقدمون دائما الهدايا للدول المتآمرة.
إذا كان للعرب والمسلمين أمل الآن فهو موجود لدى دول إسلامية غير عربية على رأسها ماليزيا وتركيا وإيران وباكستان. هذه دول مشغولة بقضاياها ولا أظن أن لديها ما يكفي من عناصر القوة لتعديل مسارات الخيانة والتفريط. بعضها يحاول مثل تركيا وإيران، لكن محاولاتها تصطدم بتآمر العرب والعديد من الدول الإسلامية.
دعم الكيان الصهيوني لكي يبقى مهيمنا على المنطقة من الناحيتين الأمنية والعسكرية. وهذا ما تتجاوب معه بقوة دول عربية خائبة رهنت نفسها على مدى السنوات لخدمة الاستعمار والصهاينة.
تصفية القضية الفلسطينية التي جمعت عبر السنين العرب والمسلمين على طاولة ولو هشة وآيلة للسقوط. الضغط هائل على أنظمة عربية فاسدة لكي تسلم أمرها وأمر الأمة للكيان الصهيوني لتصبح الغلبة لهذا الكيان، وتؤول الثروات العربية إلى إدارته.
التحول الثقافي وهو صناعة ثقافات عربية وإسلامية منفصلة بحيث يحتفظ كل نظام سياسي بثقافة خاصة به تفرق ولا تجمع، تبدد ولا توفر. أي إقامة ثقافات افتراقية وليست وحدوية، ولهذا رأينا عناصر الافتراق بين أبناء الأمة تتعمق بالمزيد مع مرور الوقت. وهذا التحول هو الأخطر على الإطلاق في كل ما يحصل في الوطن العربي والعالم الإسلامي. هذا أخطر ما في الأمر من حيث أن التحولات الثقافية تغرس عناصر الفتن في الجذور ولدى عامة الناس ولا تقتصر على الحكام الخونة. تصبح الافتراقية جزءا من القيم الاجتماعية والأخلاقية في الساحتين العربية والإسلامية.
الحروب في اليمن وسوريا وليبيا والسودان والعراق لم تكن عبثية بلا هدف، وإنما كانت خطوات على طريق انقراض الأمة العربية أولا، وتهتك الأمة الإسلامية ثانيا. وكان لعناصر داخلية عربية بالتحديد وإسلامية عموما أدوار مشهودة في مساعدة الصهاينة والاستعمار. إنهم سماسرة الأرض والعرض الذين لا يهمهم إلا الثراء والبقاء على كراسي الحكم. يقف الآن على رأس الخيانة العربية تلك الجهات التي باتت تعترف بالكيان الصهيوني. ومن يخون القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية تسهل عليه خيانة كل القضايا العربية والإسلامية.
تفاءل الناس بالحراك العربي الذي بدأ قبل عقد من الزمن، لكنه لم يستمر حراكا عربيا وإنما تحول إلى وبال على رؤوس العرب والمسلمين جميعا. وإذا كان للعرب والمسلمين أمل الآن فهو موجود لدى دول إسلامية غير عربية على رأسها ماليزيا وتركيا وإيران وباكستان. هذه دول مشغولة بقضاياها ولا أظن أن لديها ما يكفي من عناصر القوة لتعديل مسارات الخيانة والتفريط. بعضها يحاول مثل تركيا وإيران، لكن محاولاتها تصطدم بتآمر العرب والعديد من الدول الإسلامية.