أفكَار

الجبهة الشعبية في تونس.. نهاية رجل شجاع (2 من 3)

أحمد القاسمي.. هكذا تعامل الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي مع الجبهة الشعبية (الأناضول)
أحمد القاسمي.. هكذا تعامل الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي مع الجبهة الشعبية (الأناضول)

الفكرة اليسارية، ارتبطت نظريا بالنضال من أجل الخلاص من الظلم الاقتصادي والاستبداد السياسي، لكنها واقعيا تباينت ليس في فهم الواقع وتحليله، ولكن أيضا في التعامل معه. 

ومع أن أصل مصطلح اليسار يعود تاريخيا إلى الغرب وتحديدا إلى الثورة الفرنسية عندما أيد عموم من كان يجلس على اليسار من النواب التغيير الذي تحقق عن طريق الثورة الفرنسية، فإنه وجد تطبيقه في أوروبا الشرقية، وتحديدا في الاتحاد السوفييتي مع الثورة البولشيفية.. ومعه تغيّر وتشعّب استعمال مصطلح اليسار بحيث أصبح يغطي طيفًا واسعًا من الآراء لوصف التيارات المختلفة المتجمعة تحت مظلة اليسار.

عربيا نشأ التيار اليساري (القومي والاشتراكي والماركسي) أواسط القرن الماضي مقترنا مع نشأة الحركات الوطنية المناهضة للاستعمار والرأسمالية الصاعدة يومها.. وبعد الاستقلال تمكنت بعض التيارات اليسارية من الوصول إلى الحكم، وكونت جمهوريات حاولت من خلالها ترجمة الأفكار اليسارية، لكن فكرة الزعيم ظلت أقوى من نبل الأفكار ومثاليتها...

وفي سياق صراع فكري مع التيار الإسلامي المحافظ تحديدا، وسياسي مع الأنظمة العربية التي تسلمت حكم البلاد العربية بعد جلاء المستعمر، استطاع اليساريون العرب الإسهام بفاعلية في تشكيل الوعي الفكري والسياسي العربي الحديث والمعاصر..

وعلى الرغم من شعارات الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، التي رفعها اليسار العربي على مدار تاريخه الطويل، فإنه ومع هبوب رياح الربيع العربي التي انطلقت من تونس أواخر العام 2010 مؤذنة بنهاية صفحة من تاريخنا السياسي الحديث والمعاصر، اتضح أن كثيرا من الشعارات التي رفعها اليساريون العرب لجهة الدفاع عن الحريات والتداول السلمي على السلطة لم تصمد أمام الواقع، وأن اليساريين العرب ورغم تراكم تجاربهم السياسية وثراء مكتبتهم الفكرية، إلا أنهم انحازوا للمؤسسة العسكرية بديلا عن خيارات الصندوق الانتخابي..

"عربي21" تفتح ملف اليسار العربي.. تاريخ نشأته، رموزه، اتجاهاته، مآلاته، في أوسع ملف فكري يتناول تجارب اليساريين العرب في مختلف الأقطار العربية..

يواصل الأستاذ الجامعي التونسي أحمد القاسمي، في ورقة خاصة بـ "عربي21"، عرضه لتاريخ اليسار العربي، بتسليط الضوء حول مسار الجبهة الشعبية، التي نشأت في ظل ظروف استثنائية بعد ثورات الربيع العربي وسقوط نظام زين العابدين بن علي.


ب) الجبهة حلقة أخرى من الحلم اليساري المهدور

1 ـ الجبهة وأعناق تناطح السحب

أظهرت الجبهة الشعبية أول نشأتها قدرتها على التأثير في المشهد السياسي وعلى تعديل مساره رغم محدودية حضورها في الشارع. فمثلت قوة ضاغطة مؤثرة في التوجهات السياسية الكبرى من خارج حكومة الترويكا نفسها موجهة لمبادئ الدستور من خارج المجلس التأسيسي نفسه. وحوار شكري بلعيد مع موقع ميدل ايست أونلاين بتاريخ 19 حزيران (يونيو) 2011 أبرز دليل على ذلك. فمن أهم سمات هذا الدستور الفصل بين السلطات واعتماد النظام البرلماني المعدّل وانتخاب الرئيس من قبل الشعب مباشرة وتحديد صلاحياته وتدعيم الحكم المحلي والجهوي وتحييد المقدس وإخراجه من دائرة التوظيف السياسي. وهذا ما كان شكري بلعيد، وعامة الطيف اليساري والعلماني، قد دعا إليه. 

فعند عرض تصور حركة "الديمقراطيين الوطنيين" شدّد على أنّ النظام السياسي القادم يجب أن يتأسس على "احتكار البرلمان لسلطة التشريع" فتتشكل الحكومة من الأغلبية البرلمانية وتكون مسؤولة أمام البرلمان "ولا بد من انتخاب رئيس الدولة مباشرة من طرف الشعب مع حصر سلطاته في السياسة الخارجية بالاشتراك مع الحكومة ورئاسته للقوات المسلحة ضمانا لوحدة الدولة وتواصلها"، ولا بد من "سلطة قضائية مستقلة تقوم على قانون أساسي يكرس استقلالية القضاء طبقا للمعايير الدولية، يحميه مجلس أعلى للقضاء يكون منتخبا من طرف القضاة" و"محكمة دستورية للنظر في دستورية القوانين التي يمكن اللجوء إليها" و"مجالس ممثلة لكل مكونات المجتمع المدني وذوي الاختصاص لها طبيعة استشارية ملزمة (مجلس أعلى للتنمية الجهوية، مجلس أعلى للتشغيل..) إضافة إلى ديمقراطية محلية أساسها مجالس جهوية منتخبة من طرف سكان كل ولاية ولها موازنات مالية مستقلة، ومجالس محلية منتخبة في كل معتمدية ولها موازنات فرعية".

ومما يحسب للجبهة إسهامها الفاعل في دفع حكومة الترويكا إلى محاصرة الانفلات السلفي الذي بات يهدد مدنية الدولة. فقد كانت القناعة السائدة وقتئذ أنّ حزب النّهضة كان يتواطأ مع الشباب السلفي ويجعل من تواطئه تمرينا بيداغوجيا ليجعل الخصوم يرون بجارحة العين مرونة النهضة التي لم تسعفهم بها ملكة العقل. وكانت الاحتجاجات على عرض مشهد يجسد الذات الإلهية في فيلم الرسوم المتحركة "برسيبوليس" على قناة تونسية نموذجا جيّدا جعل البعض يعاين هذه النعومة عبر المقارنة. 

ولكن تمرين السفارة الأمريكية الذي استعرض فيه الفتية السلفيون قدرتهم على العنف بمهارة بارعة كان من التعقيد بحيث استعصى على الأستاذ نفسه فك شفراته فما بالك بالتلاميذ. وكانت الجبهة بالمرصاد لتقلب السحر على الساحر. ولتحشر النهضة في الرّكن ولتسهم، مع بقية الطيف العلماني في تغيير بوصلتها من الرغبة في تضمين الشريعة في الدستور إلى القبول بمدنية الدولة وحرية الضمير والاعتراف بالحريات الفردية. وناطحت الأعناق السّحب. وأضحى الجميع مقتنعا بأن حضور اليسار لا يقاس بالكم ولكن بالكيفية والنوع. فالتقط الباجي قائد السبسي الوزير الأول الذي أشرف على انتخابات المجلس التأسيسي هذه الحقيقة واستغل اغتيال شكري بلعيد ليتقرّب من الجبهة وليعقد بحزبه الوليد "نداء تونس" تحالفا غير معلن. وتعهّد بكشف ملف قتلة شكري بلعيد وكان الوئام حينها على أشده، خاصة في فترة اعتصام الرحيل وما بعده.

2 ـ منزل الجبهة الشفاف.. منزل الجبهة الزجاجي

ولكن الوئام في السياسة أضغاث أحلام، فقد كانت الجبهة ترى في نفسها شريكا في الحد من طموحات النهضة ولا بد أن تكون شريكا في الريع. ومع انجلاء غيوم الانتخابات انتقل الرفاق بلمسة واحدة من الباجي قائد السبسي من حلم الفاعلية إلى كابوس المفعولية. فقد اكتشف الرفاق أنه جمع الريع كله ووضعه في سلته حتى كاد التونسيون يرون فيه أبا سفيان الأموي وقد وقف على قبر حمزة بن عبد المطلب ـ قتيل حوشي ـ وهو يغيظه بعد أن آلت الخلافة إلى ابنه معاوية ويقول: رحمك الله يا أبا عمارة، لقد قاتلتنا على أمرٍ صار إلينا. 

ولا بدّ من الإقرار بالجهد المبذول من قبل أتباعها والمتحالفين معها لكظم الغيظ أو المكابرة في الاعتراف بأنهم وقعوا في شرك الباجي الساحر الذي يجمع في شخص واحد مهارات الرجال الكثيرين: فقد كان عثمان الذي يمنح المآثر للأقارب والأتباع من بني أمية. وبعد أن حرّض الجبهويين على مهرجانات اللطم وجعل منهم شيعة لشكري بلعيد خاط من بدلة هذا الأخير قميص عثمان وتقمص شخصية معاوية وهو يحث على الأخذ بثأر الخليفة المقتول غدرا. ثم كان أحد الشيخين اللذين جمعا "الصحيح" من التوافقات ولا صحيح عندهما إلا المصالحة التي نال بها رجال العهد الماضي صك غفران مجاني. 

وماذا كان نصيب حمة "ولد الشعب"؟ لم يكن نصيبه من الثورة أفضل من نصيب الشعب و"أبناء الحافية"، كما يقال في تونس: فتات من خبز حاف. أما الامتيازات فترمى في سلة رؤوس الأموال. 

هل ركب رجال العهد الماضي الجبهة ليعودوا إلى الحكم؟ هل تم استغفال حمّة؟ لم يكن الرجل يبالي بهذا السؤال. فحسبه أنه لما دعا إلى قطع الطريق على منصف المرزوقي حتى لا يصل إلى قرطاج في الطور الثاني من الانتخابات الرئاسية لم يعلن أبدا أنه يمهد السبيل إلى الباجي. لذلك فهو ينام قرير العين على رأس الجبهة بعد أن طلب من شكري بلعيد وهو يؤبنه أن ينام نومته الأبدية. وما كان له أن ينام.  فمنجي الرحوي بدأ يستفيد من غيابه وأخذ يملأ الفضاء ضجيجا وصراخا. وجعلته الأصداء الناجمة عن الفراغ يرى في نفسه الفتى الموعود بالجبهة ويرى أن على حمة أن يتوارى من المشهد، وسيصطدم بعنف معه في حفلة تطاوس النرجسيات وسينجر عن هذا الصدام تدمير منزل الجبهة اللامع الشفاف.. والزجاجي أيضا.

3 ـ فتنة وشقاق بين الرفاق 

كانت أزمة الجبهة شديدة إذن وكان منطلقها رغبة المنجي الرحوي، الفتى الصارخ، في الترشح عنها لرئاسية 2019 ولكن شقا معتبرا منها انتصر لترشيح حمة الهمامي المعتصم بحبل الأمانة العامة. ومثّل صدامهما  جولة جديدة من الصراع بين "البوكت" و"الوطد" مثقلة بالحنين إلى أيام الصراع الطلابي في الجامعة أواخر القرن الماضي. ومعها كان الإعلان الرسمي عن نهاية مرحلة العناق والأشواق الرقاق، وعاد الرفاق إلى العادات العتاق، تخوينا واتهاما بالعمالة والشقاق. 

فهذا الجيلاني الهمامي، يرى في رفض قرار أمناء أحزاب انسلاخا ورفضا للمسار الديمقراطي داخل "الجبهة الشعبية" وعملا سياسيا "في منتهى الاستهتار واللامسؤولية بقواعد العمل السياسي المشترك"... "فعندما وجد منجي الرحوي نفسه مدعوما من حزب "الوطد" فقط شرع في حياكة المؤامرات لضرب وحدة "الجبهة الشعبية" التي بقيت متماسكة لسنوات". 

وهذا زهيّر حمدي عضو المجلس المركزي للجبهة الشعبية وأمين عام التيار الشعبي يعبر "أن الشق المتمسك بترشيح منجي الرحوي للرئاسية أقلي وأنّ هذا الإشكال سيؤثر على العلاقة بين مكونات الجبهة. ومن الناحية الأخرى أكد أمين عام حزب "الوطنيين الديمقراطيين" زياد الأخضر، "أن حزبي "الوطنيين الديمقراطيين الموحد"، و"رابطة اليسار العمالي" الذي يتزعمه النائب نزار عمامي، سيخوضان الانتخابات المقبلة في ائتلاف انتخابي تحت اسم وشعار "الجبهة الشعبية" واعتبر "قرارا نهائيا ولا رجعة فيه.. فـ "مركزية الحزب تداولت في الأمر وأقرت أنه لا مجال لمواصلة العمل مع حزب العمال". 

ثم أصدر حزب "الوطد" بيانا يعتبر "سلوك الغدر والمخاتلة والتصميم على الاستيلاء على "الجبهة الشعبية" ورهنها لفائدة شخص، وليس لمناضليها ومناضلاتها ومختلف مكوناتها، سلوكا مارسه أمين عام حزب "العمال" منذ سنة 2013، تاريخ إقدامه خلسة على طلب تسجيل شعار "الجبهة الشعبية" بالمعهد الوطني للمواصفات الملكية الصناعية كملكية فردية خاصة به، وليس بصفته مفوضا قانونيا من قبل مختلف مكونات الجبهة الشعبية. حدث هذا أياما معدودات بعيد اغتيال شهدائنا شكري بلعيد ومحمد البراهمي ومحمد بلمفتي، وما علمنا بذلك إلا منذ أسابيع قليلة على لسان أحد الأمناء العامين". 

وتوالت الاتهامات من هذا الطرف أو ذاك بالانقلابية والانتهازية والغدر والتواطؤ مع الحكومة. فكان التصدع الكبير ومن نتائجه أن قدم 9 أعضاء من كتلة الجبهة الشعبية البرلمانية استقالاتهم ففقدت الكتلة وجودها القانوني بعد سنوات من العمل المتناسق. ثم أعلن حزب "الطليعة العربي الديمقراطي" في تونس عن "انتهاء "الجبهة الشعبية" بالصيغة التي تأسست بها، وبالتوازنات التي قامت عليها، والآفاق التي رسمت لها، وحتى بالمعاني التي انطوت عليها أرضيتها السياسية"، مسجلا بـ"كل مرارة وألم حقيقة انتهاء مرحلة مهمة من النضال السياسي التقدمي المشترك، برغم كل النقائص والسلبيات التي عرفتها هذه المرحلة".

أما المرحلة الثانية من هذا الصراع فكانت معركة قانونية حول ملكية اسم هذا الائتلاف وشعاره الانتخابي فالحزبان الرئيسيان قاما بإيداع ملف قانوني لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات واتهم مجلس أمناء الجبهة الشعبية رئيس الحكومة بالتواطؤ مع حزب "الوطد" فأدان "قرار رئاسة الحكومة منح التأشيرة لحزب جديد للسطو على اسم الجبهة الشعبية وعلى علامتها الانتخابية وإرثها" وقدم النواب التسعة المنسحبون الداعمون لمنجي الرحوي طلبا لإعادة تشكيل الكتلة من جديد، ولكن أمين عام حزب العمال اعترض في رسالة رسمية إلى مكتب رئيس البرلمان وطويت صفحة الجبهة الشعبية كأسوأ ما يكون الطي.

وإجمالا كان التحدي أكبر مما تحتمل تقاليد العمل الحزبي في تونس من توظيف للعمل الجماعي لصالح الفرد الواحد الذي يحتل الواجهة في نرجسية ومن ميل إلى التمرد حينما تجري الرياح بما لا يخدم هذه النرجسية. فكانت هزيمة الجبهة في انتخابات 2019 مدوية وأضحت نتائجها في انتخابات 2014 حلما بعيد المنال بعد أن اعتبرت هزيلة، فحمّة الهمامي، تدحرج من 255 ألفا و529 صوتا بنسبة تصل إلى 7.82% من المجموع العام للأصوات إلى 23 ألفا و252 صوتا بنسبة لا تتجاوز 0.69% من المجموع العام للأصوات. ونال عبيد البريكي المنشق عن حزب الوطنيون الديمقراطيون والمرشح عن حزب تونس إلى الأمام، نسبة 0.17% من مجموع الأصوات أمّا مرشح "الوطنيون الديمقراطيون،" المنجي الرحوي، فحصل على نسبة 0.81% من الأصوات. وأعلن عبيد البريكي اعتزال الحياة السياسية وتحاشى حمة الهمامي الظهور الإعلامي وخبا نجم المنجي الرحوي وانطوى على نفسه وما عاد يملأ المجلس صخبا وصياحا، فقد تولت عبير موسي ذلك وأتقنته أكثر منه ولا شك أنه لا يحتاج بعد هذه التجربة إلى أن يقرأ كليلة ودمنة ليعلم أن الرجل لا يقوم بخصي نفسه ليغيظ زوجته.

4 ـ سعي الجبهة مشكور، لقد كانت المهمة مستحيلة حقا

رغم أنّ حمة الهمامي كان ناطقا رسميا باسم الجبهة فقد فرض شكري بلعيد نفسه باعتباره مفكرها وعقلها المدبر. وتميّز صوته بالارتفاع والعمق والتطلع إلى المستقبل. فكان معارضا شرسا خطيبا يركز على الصراع الجوهري والتناقضات مع الليبرالية. وباغتياله أصاب الشلل عملها ووجد حمة الهمامي نفسه وحيدا، عاجزا أمام التحديات العظام ولكن، فرحا بما ورث. وأخذ الحلم ببناء الحزب الكبير الذي يجمع مختلف اتجاهات اليسار التونسي أو يعبّر عن مشاغل طبقاته الكادحة القادر على المنازلة يتبخّر. وأخذت الأصوات الرافضة لهذا الجمود تظهر للعلن. 

وبعيدا عن الخطاب المتشنج لابد من الإقرار بأن الجبهة الشعبية أدت ما عليها في ظل ظروفها الراهنة ومثلت حلقة من حلقات الرغبة في توحيد اليسار ولكنها ظلت بعيدة عن ميثاقها الذي يقرّ بأنّ "الهدف من الجبهة هو مواصلة النّسق الثّوري وإرساء حكم الشّعب بكل الوسائل النّضالية بما في ذلك الانتخابات". فاستوفت شروط بقائها الذي كانت تستمده من حماسة منظوريها أكثر مما تستمده من الشروط الموضوعية لقيامها. والجانب العاطفي محفز قصير المدى ينتهي عامة إلى الزوال. فكانت الجبهة حلقة أخرى من الحلم اليساري المهدور.

 

إقرأ أيضا: "الجبهة الشعبية" في تونس.. نهاية رجل شجاع (1 من 3)

التعليقات (0)

خبر عاجل