هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تشهد الولايات المتحدة في الأسابيع القليلة المقبلة خروج رئيس وقدوم آخر إلى "البيت الأبيض" في واشنطن، الذي تصدر عنه أهم القرارات المؤثرة على العالم بأسره.
ولن يكون الديمقراطي جو بايدن جديدا على البيت الأبيض، فقد مكث فيه سنوات نائبا للرئيس السابق باراك أوباما، لكن جميع من لم يحظوا بتلك التجربة قد يدهشهم ذلك "العالم المصغّر" الكائن في ذلك القصر.
وتكثر التقارير والقصص التي تسلط الضوء على جوانب من أسرار البيت الأبيض من الحديث عن أنفاقه السرية، وعجائب الحيوانات الأليفة التي كان الرؤساء يصطحبونها معهم، وليس انتهاء بالحديث عن وجود شبح للرئيس الأسبق، أبراهام لينكولن، داخله.
وبحسب تقرير نشره موقع شبكة "الحرة" الأمريكية، فإن المنزل الذي أمر الرئيس الأول، جورج واشنطن، بإنشائه يحاكي في تصميمه منزلا إيرلنديا فخما يعود إلى القرن الثامن عشر، معروفا باسم "لينستر هاوس"، وهو شاخص حتى يومنا هذا في مدينة دبلن.
ووضع واشنطن حجر الأساس للبيت الأبيض في عام 1792، وانتهى تشييده الأولي في 1800، وحالت وفاة الرئيس الأول للولايات المتحدة دون تحقيق حلمه بالانتقال إلى البيت الجديد.
كان روزفلت صاحب الفضل في إطلاق اسم "البيت الأبيض" على المنزل الفخم في 1901.
وعبر تاريخه، حمل البيت الأبيض أسماء عدة، منها "قصر الرئيس"، و"منزل الرئيس"، و"القصر التنفيذي".
ويكشف موقع تاريخ البيت الأبيض عن "ممر سري" واحد تحت الأرض، تم إنشاؤه في 1941.
وكان الرئيس الأمريكي الثاني جون آدامز، وزوجته أبيغيل، أول سكان البيت الأبيض، انتقلا إليه فور الانتهاء من أعمال البناء في 1800.
وخلال حرب 1812، أشعل الجيش البريطاني النار في البيت الأبيض، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل، ولم تنج من الحريق إلا لوحة واحدة لجورج واشنطن.
ويتكون البيت الأبيض من 132 غرفة، موزعة على أربعة طوابق رئيسية، لم يصل بينها مصعد حتى عام 1881.
وتحوي تلك الطوابق اليوم، بالإضافة إلى الغرف، 35 حماما و412 بابا و147 نافذة و28 مدفأة حطب وثمانية سلالم وثلاثة مصاعد.
ومنذ تأسيسه، شهد البيت الأبيض تعديلات عدة، كان أبرزها تأسيس الرئيس ثيودور روزفلت، في عام 1902، للمكتب البيضاوي في الجناح الغربي من البيت، بشكله المعروف حاليا.
عالم أسفل الأرض
ويكشف موقع تاريخ البيت الأبيض عن وجود مجمع كامل من الغرف تحت الأرض في البيت الأبيض، بما يتضمن متجرا لبيع الزهور، وتمارس فيه العديد من النشاطات الأخرى.
كما يحتوي قبو البيت الأبيض على قاعة للعب البولينغ، وورشة نجارة، ومحل للدهانات.
وبحسب ما نقلت "فوكس نيوز"، ثمة في البيت الأبيض صالة سينما، وغرفة للخطاط المكلف بكتابة الدعوات الرسمية، وغرفة للألعاب، وأخرى للموسيقى، بالإضافة إلى عيادة أسنان، ومتجر مخصص للشوكولاتة.
ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست"، هناك مركز عمليات طوارئ للرئيس، تم بناؤه تحت الأرض إبان الحرب العالمية الثانية، في عهد الرئيس فرانكلين روزفلت، وهو المكان الذي لجأ إليه نائب بوش الابن ديك تشيني، وزوجة بوش لورا، خلال هجمات 11 سبتمبر الإرهابية عام 2001.
وبحسب ما وصفت لورا بوش، فقد تم الدفع بها إلى الأسفل من خلال أبواب فولاذية كبيرة، أدت إلى دخولها في سراديب "غير مكتملة"، حتى وصلت إلى الملجأ الآمن، الواقع أسفل الحديقة الشمالية للبيت الأبيض.
ويتمتع المخبأ العميق تحت الأرض بالقدرة على مقاومة أي ضربات نووية أو بيولوجية قد يتعرض لها البيت الأبيض.
ووفقا لما نقلت الصحيفة، فإن الملجأ مكون من خمسة طوابق تحت الأرض، مزودة ببنية تحتية لتأمين إمدادات الهواء والغذاء اللازمة في حالات الطوارئ.
وتشير واشنطن بوست إلى وجود نفقين على الأقل أسفل البيت الأبيض، أحدهما يؤدي إلى مبنى وزارة الخزانة، ويستمر المسير فيه حتى الوصول إلى شارع H الواقع في منطقة بعيدة عن البيت الأبيض.
أما النفق الآخر، فهو يؤدي إلى موقع مروحية الرئيس "مارين 1"، ويستخدم في حالات الطوارئ.
غرائب
ولعل أغرب ما دار حول البيت الأبيض ما قاله رئيس الوزراء البريطاني السابق، ونستون تشرشل، بشأن رؤيته "شبح" الرئيس أبراهام لينكولن جالسا بجوار المدفأة، عندما خرج تشرشل عاريا من حوض الاستحمام، وفقا لموقع "هيستوري".
وبينما يعدّ من الشائع امتلاك الرؤساء المتعاقبين على البيت الأبيض لحيوانات أليفة، فضّل بعضهم امتلاك حيوانات شديدة الغرابة، تجاوزت كلاب باراك أوباما وحصان زاكاري تايلور.
امتلك توماس جيفيرسون طيرا كان يتحرك بحرية بين ردهات المنزل. أما إيميلي، ابنة ثيودور روزفلت، فقد امتلكت ثعبانا عاش بين جدران البيت الأبيض، وفقا لموقع "ترافل آند ليجر".
وكان لدى الرئيس جون كوينسي آدامز تمساح حقيقي، كان يعيش في أحد حمامات البيت الأبيض، بالإضافة إلى تمساحين تمتعا بحرية التجول في البيت لبعض الوقت، امتلكهما أبناء الرئيس هربرت هوفر.
أما الرئيس كالفن كوليدج، فقد قرر اقتناء دب صغير، واثنين من أشبال الأسد، وحيوان يشبه النمر من نوع بوبكات، بالإضافة إلى كنغر والابي الصغير، وحيوان مقزم من فرس النهر.