هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اعتبرت جماعة "العدل والإحسان" الإسلامية المعارضة في المغرب، الإعلان عن تطبيع بلادها مع الاحتلال الإسرائيلي اتباعا لما أسمته "محور الخيانة".
وفي بيان صدر عن مجلس الإرشاد بالجماعة، الجمعة، لفت إلى أن النظام المغربي أعد لخطوة التطبيع منذ أسابيع، تحت الرعاية بل الضغط الأمريكي الصهيوني.
وعن مقدمات التطبيع المغربي الذي وصفته بـ"الحدث غير الهين"، نوهت الجماعة إلى "مسارعة الإمارات والبحرين وغيرهما إلى فتح قنصليات بالعيون، وما سبق ذلك ولحقه من تجييش وتضخيم".
وفي مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الماضي افتتحت دولة الإمارات، قنصلية عامة لها في مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء، المتنازع عليها بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، لتكون أول قنصلية عربية في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وتبع الخطوة الإماراتية، إعلان مماثل من الأردن في الـ19 من نفس الشهر، ثم البحرين بعده بأسبوع.
وأعلنت الجماعة رفضها "مقايضة أي شبر من فلسطين مقابل الاعتراف بسيادتنا على أراضينا"، في إشارة إلى الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء.
اقرأ أيضا: أول تعليق للعثماني بعد تطبيع المغرب مع الاحتلال (شاهد)
وتساءلت الجماعة عن "كيف قبل الحاكمون (بالمغرب) هذه الهدية المسمومة في وقت ميت من رئيس على وشك مغادرة منصبه وبإعلان رئاسي؟"، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب.
وأضافت: "الذي يحاول الاستفادة من هذا التطبيع هو رئيس الوزراء الحالي للكيان الصهيوني والمهدد في أية لحظة بالمحاكمة المفضية إلى سجنه".
وقالت الجماعة: "نعلن إدانتنا إدانة شديدة قرار التطبيع الذي اتخذته السلطة المغربية مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين".
وتابعت أن هذا القرار "يتنافى مع المواقف التاريخية والآنية لهذا الشعب الكريم (المغربي) الداعم لإخوانه في فلسطين ولحقهم الكامل في تحرير أرضهم والعودة إلى ديارهم".
كما اعتبرت التطبيع "خطوة غير محسوبة العواقب"، وقالت: "ندعو شعبنا وكل قواه الحية إلى رفضها والتصدي لها والعمل على إسقاطها بكل السبل السلمية المتاحة".
وأردفت: "نقول لأهالينا في فلسطين ولكل الأمة وأحرار العالم إن هذه الحلقات البئيسة المتتالية ما هي إلا سقوط للأقنعة وكشف للحقائق".
والخميس، أعلن العاهل المغربي استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي "في أقرب الآجال"، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي.
اقرأ أيضا: علماء مسلمون يدينون تطبيع المغرب مع الاحتلال الإسرائيلي
لكنه شدد على أن ذلك "لا يمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط".
وبدأ المغرب مع الاحتلال الإسرائيلي، علاقات على مستوى منخفض عام 1993 بعد التوصل لاتفاقية "أوسلو"، لكن الرباط جمدتها بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وتحديدا عام 2002.
وبإعلان الرباط، يكون المغرب الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع الاحتلال، إثر قطع موريتانيا علاقاتها مع تل أبيب في 2010، وهو ما يعتبر اختراقا إسرائيليا لافتا لمنطقة المغرب العربي.
كما سيصبح المغرب رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع الاحتلال خلال العام 2020؛ بعد الإمارات والبحرين والسودان.