هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تشير غالبية السكان
في الدول العربية التسع التي شهدت ثورات الربيع العربي، إلى أنهم يعيشون في مجتمعات
غير متساوية أكثر مما كان الوضع عليه قبل اندلاع الثورات، وفق استطلاع نشرته صحيفة "الغارديان ومؤسسة
يوجوف".
وبحسب الاستطلاع، فقد تدهورت الظروف المعيشية ببلدان الربيع العربي، وفق رأي الغالبية المستطلعة آراؤهم من هذه البلدان والبالغ عددهم 5275 مشاركا من مختلف الأعمار والجماعات.
ومنذ 2010 وبعد إحراق بائع الفواكه التونسي محمد بوعزيزي نفسه ووفاته أطاحت الثورات برؤساء تونس ومصر وليبيا واليمن، وامتد صدى الحادث حتى عام 2019 عندما أطاحت التظاهرات بحكم عمر البشير في السودان، واحتجاجات في العراق ولبنان أطاحت برئيسي الوزراء في البلدين.
وتشير النتائج إلى أن "الشعور باليأس والحرمان" اللذين تسببا بتلك الفترة المضطربة من تاريخ الشرق الأوسط، قد زاد، مع أن
الذين شاركوا فيها ليسوا نادمين على حركات التظاهر باستثناء الدول التي عانت من
حروب أهلية.
اقرأ أيضا: 10 أعوام على إحراق البوعزيزي نفسه.. كيف بدأت الحكاية؟
وسجل الاستطلاع أن
الشعور بالتدهور السيء في الأوضاع كان مرتفعا أكثر مما كان عليه الحال قبل الثورة،
في سوريا التي وافقت فيها نسبة 75 بالمئة من المشاركين على هذا الرأي، ثم اليمن 73 بالمئة من
المشاركين، و60 بالمئة في ليبيا، وهذه البلدان تحولت فيها التظاهرات إلى حروب أهلية
وتدخلات أجنبية.
وشمل الاستطلاع تونس ومصر حيث سقط فيهما
حاكمان ديكتاتوريان بداية عام 2011، وكذا السودان والجزائر والعراق التي شهدت في
تلك الفترة تظاهرات صغيرة لكنها اكتسبت زخما في العام الماضي.
ومع أن نسبة تصل لأقل من نصف المشاركين في مصر والعراق الجزائر قالوا إن "حياتهم باتت أسوأ" مقارنة بما كانت عليه قبل 2010، إلا أنه لم تقل سوى
نسبة الربع من المشاركين في الدول الثلاث إن "حياتهم باتت أفضل".
الانقسام بين الأجيال
وكشف الاستطلاع عن حالة من الانقسام
الجيلي، ففي بعض البلدان، أبدى الجيل الشاب والناضج ممن لا ذاكرة له عن الأوضاع
قبل الثورة وسيرثون المجتمع العربي، مواقف أقل سلبية من التغيرات.
ويقول الاستطلاع إن الشباب
الجزائري ما بين 18 -24 عاما مع نظرائهم في تونس ومصر والعراق أقل ميلا للتعبير عن "ندم من التظاهرات العامة والثورات".
لكن آباءهم كانوا "أقل تفاؤلا"،
حيث تتفق الغالبية في الدول الثماني أن الجيل الناشئ اليوم في العالم العربي سيواجه
مستقبلا أسوأ مما عاشه الذين نشأوا قبل ثورات الربيع العربي.
ديمقراطية منقوصة
وفي تونس التي تعتبر "قصة نجاح"، وصمدت فيها المؤسسات الديمقراطية أمام التحارب والاغتيالات هناك شعور
عميق بالخيبة.
وقالت نسبة 27 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع إن حياتهم تحولت للأحسن
منذ الثورة، وهي أعلى نسبة سجلت في الدول التي تمت فيها الدراسة المسحية. ولكن نصف
التونسيين قالوا إن حياتهم تحولت للأسوأ وسط الركود الاقتصادي وارتفاع معدلات
البطالة وتفشي فيروس
كورونا.
وقالت غالبية التونسيين، 86 بالمئة، إنهم يشعرون اليوم بقدر عال من الحرية مقارنة مع ما كان عليه في ظل نظام ابن
علي. وقالت نسبة النصف إن هناك فرصة أقل للاعتقال غير القانونية، ولكن هذا لم
يخف حس عدم الرضا في هذا البلد المغاربي.
العقد الاجتماعي خرب
وكشف الاستطلاع عن زيادة الشعور بعدم المساواة وانكسار العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم، وهو نفسه الذي أدى إلى عصر الثورات الذي بدأ في 2010.
وكان هذا رأي نسبة 92 بالمئة من السوريين، وهي أعلى نسبة لسؤال اشتمل
عليه الاستطلاع، وجاء اليمن في المرتبة الثانية بنسبة 87 بالمئة، ثم تونس بنسبة 84 بالمئة.
وقال 7 من كل 10 جزائريين وعراقيين إنهم شعروا بنفس
الشعور، وكذلك 68 بالمئة من المصريين.
وقالت نسبة نصف المشاركين المصريين إن حقهم بالتعبير عن أنفسهم قد تضاءل مقارنة مع عهد حسني مبارك. مع أن خمس المشاركين المصريين قالوا إنهم يشعرون اليوم بحرية أكثر للتعبير، وعبر واحد من كل ثلاثة عن تردد في الإجابة على السؤال.
مصر المتناقضة
وبدت إجابات المصريين غامضة، وفقا لصحيفة الغارديان، وعندما سئل المشاركون من أكبر دولة عربية تعدادا للسكان إن كانت حياتهم أفضل من السابق كان الرد: "لسنا متأكدين".
وكان جوابهم بنفس الطريقة على سؤال إن كان أطفالهم سيواجهون مستقبلا أفضل من أولئك الذين نشأوا قبل 2010.
وانقسم المصريون حول
دعمهم للانتفاضة، وبدا الانقسام واضحا بين من هم فوق سن الـ25 عاما وإن شعروا
بالندم لسقوط مبارك والفترة المضطربة التي تبعت ذلك. ولا يعرف إن كانت الأجوبة المواربة
للمشاركين المصريين نابعة من المخاوف الأمنية.
وأكد مركز استطلاع "يوغف"
للمشاركين أن أجوبتهم ستخضع لبند السرية، وكل الأجوبة سيتم التعامل معها بدون الكشف
عن الهوية.