كشفت مصادر سودانية وفلسطينية وتونسية مطلعة النقاب عن أن ما روجته بعض وسائل الإعلام
السودانية والعربية عن
سحب الجنسية السودانية من رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس" خالد مشعل، ورئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي لا أساس له من الصحة في شيء، ووصفته بأنه "تضليل إعلامي وسياسي مقصود".
وأوضحت هذه المصادر، التي تحدثت لـ "عربي21"، وطلبت الاحتفاظ باسمها، أن رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس" خالد مشعل لم يحصل في يوم من الأيام لا على الجنسية السودانية ولا على الجواز السوداني، وأنه لم يطلبهما من الأساس لأنه لم يكن في حاجة إليهما، فهو يحمل الجنسية الأردنية التي لم تسحب منه.
وبالنسبة لرئيس البرلمان التونسي رئيس حركة "النهضة" الشيخ راشد الغنوشي، فقد أبلغت المصادر ذاتها "عربي21"، أن السلطات السودانية كانت قد منحته في تسعينيات القرن الماضي جواز سفر ديبلوماسي أمني، باعتباره من الشخصيات السياسية المؤثرة، وأن هذا الجواز لا يعني الحصول على الجنسية، ولا يورث، وإنما هو وثيقة شخصية لتيسير حركة نقل المعني بالأمر لا غير.
وأضافت المصادر: "الجدير بالذكر أن الشيخ راشد الغنوشي كان قد أعاد هذا الجواز منذ أكثر من 12 سنة للسفير السوداني في العاصمة البريطانية لندن، بمجرد حصوله على اللجوء في المملكة المتحدة".
ورأت هذه المصادر أن "إقحام مشعل والغنوشي في قرار سحب الجنسيات أو الجوازات السودانية ليس إلا نوعا من التضليل الإعلامي والسياسي للإساءة إلى القيادات الإسلامية العربية التي ارتبطت يوما ما بالنظام السوداني السابق".
وأشارت ذات المصادر إلى أن قرار السلطات السودانية الأخير، الذي سحب آلاف الجنسيات وجوازات السفر استهدف بالأساس عددا من الجنسيات العربية والإسلامية، وهي: السورية والمصرية والعراقية واليمنية ومسلمو الروهينغا.
وذكرت أن منح الجوازات لهذه الجنسيات جرى وفق القوانين السودانية المعمول بها وأيضا وفق حاجة السودان لجلب استثمارات عربية لمواجهة الحصار الاقتصادي الدولي الذي كان يواجهه على مدى أكثر من عقدين من الزمن.
وأضافت: "يجب أن نذكر أن الذين استفادوا من الجواز والجنسية السودانية ينتمون إلى دول وديانات وتيارات فكرية مختلفة، فهناك عرب وأفارقة وآسياويون، وهناك إسلاميون وعلمانيون وشيوعيون ومسيحيون، وبالتالي فإن إبراز الغنوشي ومشعل فضلا عن أنهما لا يحملان الجنسية ولا حتى الجواز، هدفه الاستمرار في الهجوم على القيادات الإسلامية لا غير".
وتحدثت المصادر عن وجود أسماء يسارية معروفة حصلت على الجواز السوداني قبل أن تتمكن من الحصول على جنسيات دول أوروبية أخرى، وأن ذكرها في الوقت الحالي ربما يشكل لها تداعيات سلبية، وفق تعبيرها.
وكانت وسائل إعلام سودانية، قد كشفت النقاب عن خطة سودانية تقضي بتجريد أكثر من 3 آلاف شخص أجنبي من الجنسية السودانية والتي منحها لهم النظام السابق.
كما أوقفت السلطات في الخرطوم مؤخرا جميع إجراءات الدخول للسوريين وغيرهم من الجنسيات إلا بعد الحصول على تأشيرة مسبقة من السفارات السودانية بالخارج.
وتزامنت هذه القرارات مع تحول هام في السياسة الخارجية للسودان، بإعلان تطبيع علاقاته مع إسرائيل، ومقابل ذلك تم رفعه من قائمة الإرهاب الأمريكية.