هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رثى الممثل السوري جمال سليمان، المخرج حاتم علي، الذي شيعته جماهير غفيرة الجمعة، في العاصمة السورية دمشق، بعد وفاته الثلاثاء الماضي، إثر سكتة قلبية.
وكتب سليمان في منشور بموقع "فيسبوك":
"اليوم ودعك أهلك وأصدقاؤك ودمشق كلها. دمشق التي كنت تحبها وتحب أن نستذكرها
أنا وأنت ونحن في غربتنا. دمشق التي صورتها كاميرتك في (الفصول الأربعة)، وفي (عصي الدمع)، بحب وحنان. كانت جنازة مهيبة تليق بك وبما أنت وما كنت".
وتابع سليمان: "كانت محطتك الأخيرة في واحدة من
أقدم بقع دمشق، في مقبرة الباب الصغير بين باب الجابية والسويقة، وهي منطقة قضيت
فيها طفولتي، وفي نفس المقبرة يرقد والدي ووالدتي رحمهما الله. مما رأيت في الصور، فأنت بجوارهما تماما. سيستأنسان بجيرتك، فهما يحبانك جدا، وشاهدوا كل أعمالك
بشغف".
وأردف: "والدي كان مغرما بأعمالك التاريخية،
أما والدتي فقد كانت متعلقة بأعمالك المعاصرة، بدءا من الفصول الأربعة إلى عصي الدمع، ولم يمهلها الزمن لترى العراب، ولكن أكثر ما تعلقت به كان التغريبة
الفلسطينية، وشاهدته مرات ومرات دون كلل ولا ملل، وأظن أن لذلك أسبابا كثيرة منها
علاقة أبي صالح بوالدته، فقد كنت أنا أيضا بكرها، وعندما عصف الزهايمر بها في
أواخر أيامها ومن شدة تعلقها بالمسلسل، نسيت اسمي وأصبحت تناديني "أبو
صالح". طبعا كما تعرف لم أكن معها في تلك الأيام، حيث أغلق باب وطني في
وجهي".
اقرأ أيضا: جماهير غفيرة تشيع جثمان حاتم علي في دمشق (شاهد)
واستكمل بقوله: "كانت تنتظر عودتي وتسأل دائما،
متى سيأتي أبو صالح؟ هل اتصل أبو صالح؟ وعندما كنت أتصل بها كانت تقول لي: كيفك
يا أبو صالح.. أنا اشتقت لك يا أبو صالح (..). في آخر يوم لها في دنيانا استيقظت
أختي فجرا على صوتها تنادي: أبو صالح.. يا أبو صالح.. ثم طلبت كأسا من الماء،
لكنها لم تنتظر، فقد رحلت قبل أن تشربه، وقبل أن تلتقي بي ثانية (..)، يا أمي يا
حبيبتي ها هو مخرج التغريبة بجوارك".