شككت صحيفة عبرية، في
قدرة الاحتلال
الإسرائيلي على مواجهة التهديد النووي
الإيراني، منوهة إلى أن استئناف
طهران لمشروعها النووي العسكري، خط أحمر.
وقالت صحيفة
"يديعوت أحرنوت" العبرية في افتتاحيتها التي كتبها معلقها العسكري أليكس
فيشمان: "من غير الواضح إذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو
بايدن،
تجري منذ الآن مفاوضات دبلوماسية سرية مع إيران من خلف ظهر حلفاء الولايات المتحدة
في الشرق الأوسط مثلما فعلت إدارة باراك أوباما في 2013".
ونوهت إلى أنه "في
هذه الأثناء وعلى المستوى العلني، يتبادل الإيرانيون ورجال بايدن رسائل عنيفة، أين هي إسرائيل في هذه القصة؟ فعشية الانتخابات ومع تواصل أزمة كورونا، حكومتنا
مشلولة والمجتمع منهك اقتصاديا؛ فهل إسرائيل قادرة على أن تكرس مقدرات وطاقات
للتهديد النووي الإيراني الذي يعود ليلوح فوق رأسها؟ مشكوك في هذا".
ورأت الصحيفة أنه
"من السهل كبت التهديد وقبول النظرية في أن هذه خطوات تكتيكية إيرانية تجاه
إدارة بايدن الجديدة، لغرض الوصول مع أوراق أقوى إلى المفاوضات التي يفترض أن تعيد
الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي".
في الأول من كانون
الثاني/يناير 2021، و"عندما أعلنت طهران أنها ستسرع تخصيب اليورانيوم لمستوى
20 في المئة، كان بوسعها أن تقدر باحتمالية عالية، أن هذا سيكون مبررا لهجوم
أمريكي أو إسرائيلي".
ولفتت إلى أن
"الخط الأحمر الحقيقي قبل هجوم عسكري على إيران، هو استئناف المشروع العسكري
الذي يجمع كل القدرات الإيرانية ويضعها في رأس متفجر نووي".
وأضافت: "إيران
بقدر ما هو معلوم ليست هناك، ولكن أحدا لا يعرف بيقين في أي مرحلة يوجدون، لقد صفي
العالم الإيراني فخري زاده، كي يتأخر المشروع العسكري، وطالما لا يوجد دليل واضح
على أن المشروع العسكري مجمد، فإن كل تغيير في سباق إيران لتحقيق قدرة نووية، هو
خطير للغاية من ناحية إسرائيل".
ومنذ كانون الأول/ديسمبر
الماضي، و"عندما أقر البرلمان الإيراني تسريع
المشروع النووي، كان يفترض
بالدبلوماسية الإسرائيلية، أن تلتقط كل رافعة ضغط محتمل، ولكن لمن في العالم يوجد
الوقت للانشغال بشكاوى تل أبيب، وعلى هذا بالضبط تعول طهران، فهي في داخل هذا
المشروع منذ 30 عاما، وتنتظر فقط الفرصة التي يتعب فيها العالم كي يصلوا إلى
القنبلة، بالنسبة لنا سيكون فات الأوان".
وأشارت
"يديعوت"، إلى أن إيران عادت منذ 31 كانون الأول/ديسمبر، للعمل في
الخليج ضد عبور الوقود إلى الغرب، وعندما أعلن وزير الدفاع كريستوفر ميلر، أن
واشنطن تسرع عملية انتشار قوتها البحرية في الخليج، وردا على ذلك، بدأت إيران في
خوض مناورات عسكرية، في ظل استعراض قدرات الطائرات غير المأهولة والصواريخ الجوالة".
وقالت:
"الإيرانيون ليسوا أغبياء؛ هم لن يهاجموا أهدافا أمريكية ليعطوا ذريعة
لدونالد ترامب كي يهاجمهم، هم يرون منذ الآن أمام ناظريهم البازار الذي أداروه مع
قيادة بايدن، تلك القيادة التي كانت شريكة وملتزمة باتفاق أوباما النووي".
وفي ظل هذه المعطيات،
ذكرت الصحيفة، أنه "في يوم أداء بايدن اليمين القانونية، يجب أن يجد إسرائيل
جاهزة للتصدي لمسألة بدء مفاوضات لاتفاق نووي جديد من شأنه أن يبقيها مرة أخرى
خارج الصورة"، متسائلة: "هل يمكن الاعتماد على حكومة انتقالية عشية
الانتخابات تكون قاطعة بما يكفي حيال إدارة بايدن؟".