هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت الناشطة المصرية السياسية، نانسي كمال، أن شخصيات
مصرية معارضة ستعلن خلال أيام عن تأسيس حزب سياسي في الخارج، بهدف المساهمة في الخلاص
من نظام عبد الفتاح السيسي الذي وصفته بالمستبد والفاشي، ومن أجل السعي لبناء دولة
مدنية حديثة.
ولفتت، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إلى أن الحزب
الذي سيتم تدشينه لأول مرة في الخارج ويحمل اسم (أمل مصر)، يضم "العديد من الشخصيات
الوطنية من أكاديميين وسياسيين ونشطاء، بعضهم لهم باع ومسيرة حافلة في العمل
الوطني المصري منذ سنوات طويلة، وآخرون يمثلون جيلا جديدا خرجوا من رحم ثورة
يناير، ودفعتهم الظروف للانخراط في العمل السياسي والوطني، خاصة في ضوء التدهور
الشديد الذي تشهده بلادنا".
وذكرت "كمال" أن "مجموعة من مؤسسي الحزب
سيعلنون رسميا خلال الشهر الجاري عن خطوة التأسيس، وسيتم لاحقا الإعلان عن انضمام
آخرين، أو الكشف عن باقي المؤسسين، لكننا حاليا لا يمكننا الإفصاح عن المؤسسين أو
كافة التفاصيل الأخرى".
ولفتت "كمال"، التي تم اختيارها كمتحدث باسم
الحزب، إلى أن حزبهم الوليد "سيكون له مقرات في أمريكا، وبريطانيا، وتركيا، وستكون
عضويته مفتوحة ومتاحة لكل المصريين على اختلاف أطيافهم"، مؤكدة أنهم يحضّرون
لما وصفته بـ"المفاجآت الكبيرة التي سيتابعها الشعب المصري خلال الفترة
المقبلة".
وأوضحت أن حزبهم سيظل تحت التأسيس خلال الفترة الحالية، "لأننا
لا نعترف مطلقا بنظام السيسي الذي لا نستطيع، ولا نريد التعامل معه قانونيا، إلا أنه
بمجرد الخلاص من هذا النظام سيتم تأسيس الحزب بشكل قانوني، وسيكون ملكا لكل أبناء
الشعب المصري في الداخل والخارج".
"خطوة جريئة من المصريين في الخارج"
وأردفت: "نأمل أن يكون الحزب خطوة جريئة من
المصريين في الخارج للتواصل مع المصريين في الداخل، والتكامل فيما بيننا، والتعبير
بحق عن هموم وقضايا شعبنا"، مُشدّدة على عدم وجود حياة سياسية داخل مصر حاليا،
والسبب الرئيسي لإنشاء الحزب هو محاولة إعادة العمل السياسي الوطني لبلادنا، ولتحقيق
أهداف الثورة التي يحاربها الكثيرون في الداخل والخارج".
واستطردت الناشطة السياسية بالقول: "سيصل صوتنا لكل
المصريين، وسنكون على تواصل مباشر معهم بدون أي حواجز".
اقرأ أيضا: حملات للإفراج عن المسنين والمرضى بسجون مصر.. هل يستجيب النظام؟
وأكدت أنهم يتواصلون مع بعض الجهات الدولية من أجل "تصحيح
الصورة المغلوطة بشأن حقيقة ما يحدث داخل البلاد"، وأن عملهم سيتركز على "التواصل
مع الإعلام الدولي والمؤسسات الأوروبية والأمريكية، وحثهم على رفع أيديهم عن عبد
الفتاح السيسي الذي يدمر بلادنا ويحرق الأخضر واليابس".
ونوّهت "كمال" إلى أنهم يعملون منذ "نحو
عام كامل للتحضير لخطوة تأسيس الحزب، وصياغة أفكاره وأهدافه، ومشروعه"، موضحة
أن كل مبادئهم تقوم على مبادئ ثورة يناير التي تحل ذكراها العاشرة هذه
الأيام".
وقالت إن "البيان التأسيسي للحزب يؤكد على ضرورة التخلي
عن الخلافات الأيديولوجية، ونبذ خطايا الماضي، وإجراء مراجعات حكيمة، لأن بناء
الحاضر يستوجب استحضار روح الإخاء بين الناس، وصناعة المستقبل تقتضي اتحاد الجميع
تحت راية واحدة تنهض بالدولة وترتقي بشعبها".
"وضع مصر على الطريق الصحيح"
وأضاف البيان التأسيسي الذي أشارت إليه
"كمال"، واطلعت "عربي21" على نسخة منه،: "شاركنا مع جموع
الشعب في ثورة يناير الواعدة، لنقضي على الفساد والظلم الذي عانينا منه 30 عاما،
وأردنا أن نبدأ في التعمير والبناء، إلا أن الطغاة استكثروا علينا ذلك فغلوا
معيشتنا وقطعوا أرزاقنا وأفقروا ما استطاعوا منا وأدخلونا في (أمة العوز والحاجة)".
كما جاء في البيان التأسيسي، أنه "في ضوء هذا وبعيدا
عن الصراعات السياسية والطائفية التي أرهقت المصريين، وفرقتنا أكثر مما جمعتنا
نعلن عن تدشين حزب أمل مصر (تحت التأسيس) ليكون شريكا وجزءا من العمل ضد مَن يدمر
مصر ويزرع اليأس في نفوس شبابها، ويرفض أن يعيش شعبنا في نظام ديمقراطي يحترم
الإنسان".
وأردف: "ولأن تسمية الأشياء بشكل غير صحيح تزيد من
تعاسة العالم، كما يقول الفيلسوف الفرنسي ألبير كامو؛ فنحن نعتبر أن ما يحدث في
مصر هو تغيير هوية بلادنا سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا. وتورطت في هذه
الجريمة مؤسسات عدة بعضها دون وعي لمآلات ما نتج عنه".
وأكمل: "نحن هنا نمد أيدينا إلى الوطنيين منهم
لنتفق على مبادئ محددة تخدم الجميع من خلال تصور وقيم هذا الحزب (تحت التأسيس)
وأولها بناء دولة مدنية تحترم كل الديانات والعقائد ومعتنقيها، وديمقراطية تحترم
رأي الشعب وحقه في تحديد مصيره وتكون العدالة الركيزة الأولى التي تقوم عليها،
دولة تحمي وترعى الفقراء والمهمشين وتحافظ على حقوق الشعب الاقتصادية والاجتماعية
ولا تقبل بتهميش أحد أو إقصائه".
وأشار البيان إلى أن "أهداف (أمل مصر) واضحة، وهي
وضع مصر على الطريق الصحيح، ثم بناء دولة مدنية تشاركية ديمقراطية حديثة".
وخاطب الشعب المصري قائلا: "نحن منكم ونتوجه إليكم،
بقلب مفتوح وعقل نابض يقبل النقاش والحوار حتى نصل إلى أفضل النتائج، نضع أنفسنا
في الخط الأول للدفاع عنكم مستمدين قوتنا من دعمكم، نتطلع إلى ما تضحون من أجله
ونضحي لأجل ما تسعون إليه من تحقيق لحرية الإنسان في الأرض ونيل كرامته وعيشه
الكريم".