هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال دبلوماسي إسرائيلي، إن الحكومة الإسرائيلية تأمل في أن تواصل إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن زخم الاتفاقات الإبراهيمية للتطبيع مع الدول العربية، كاشفا عن أسباب اندفاع الدول العربية نحو التطبيع.
وأضاف المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية آلون أوشبيس، في حوار مع صحيفة مكور ريشون، ترجمته "عربي21"، أن "جناح الشرق الأوسط في الوزارة كان مسؤولاً إلى عهد قريب عن بعثتين دبلوماسيتين عربيتين هما القاهرة وعمان، وفي الأسابيع المقبلة سيكون مسؤولاً عن ست بعثات عربية، وهذا يعتبر زلزالا سياسيا، لأن الإدارة الأمريكية الحالية تستخدم أدوات القوة العظمى للتوصل لذات الاتفاقات، وهو أمر لم نشهده من قبل".
أوشبيس أجرى المقابلة مع الصحيفة، وقد وضع على مكتبه صندوقا مربعا بلون اللؤلؤ عليه شعار الإمارات العربية المتحدة المذهَّب، وسبق له أن شغل منصب السكرتير السياسي للسفارة في طوكيو، حيث إنه يتحدث اللغة اليابانية بطلاقة، ثم سكرتير أعمال الكونغرس في السفارة بواشنطن، والسفير في الهند، ورئيس المؤسسة السياسية الاستراتيجية بوزارة الخارجية.
سياحة دبي والمغرب
وأشار إلى أن "التطبيع العربي مع إسرائيل يأتي من إعجاب هذه الدول بها من جهة، ومن جهة أخرى بسبب المصالح الخاصة بكل دولة، وطالما أن الحديث يدور عن توقع المزيد من الدول المنضمة لاتفاقيات التطبيع، فإنني أعتقد أن ذلك سيكون هدفا واقعيا للإدارة الأمريكية القادمة، أما بالنسبة للخطوة الأكثر دراماتيكية للتطبيع مع السعودية، فقد كانت قريبة بالفعل، لكن يبدو أنها تبتعد".
اقرأ أيضا: احتجاجات بالخرطوم على التطبيع وحرق لعلم الاحتلال (شاهد)
وشرح قائلا إن "السعوديين ينتهجون سياسة خارجية حذرة ومحافظة للغاية، إنها دولة كبيرة، تعرف أين تريد الذهاب، ولديها مجموعة متنوعة من الأدوات للوصول إلى هناك، ونحن لا نقلل من وزن المملكة في المنطقة، ومع ذلك فلا يوجد واقع لرحلات جوية منتظمة من إسرائيل إلى دبي والبحرين دون أن تمر عبر السعودية، ودون أن يوقع عليها موظف سعودي، وبالضرورة فهو لن يكون موظفاً منخفضة الرتبة".
وأكد أن "التطبيع الجاري مهم على مستويات غير عادية، وهو تغيير استراتيجي للعبة، وسوف نحتاج لإنشاء بعثات وسفارات وتوقيع اتفاقيات وتنفيذها وتشجيع الصفقات، رغم أننا في الوقت ذاته نقود حملة بشأن وسم منتجات المستوطنات في الأسواق الأوروبية، التي تسببت بالدخول في أزمة مستمرة مع الأوروبيين".
وأوضح أن "اتفاقات التطبيع الأخيرة تعتبر علامة فارقة في الأداء الدبلوماسي الإسرائيلي، لاسيما التعاون مع المستويات الأمنية والوكالات الإسرائيلية الخارجية، الفعال للغاية، والمستمر منذ سنوات عديدة، لكن الاتفاقيات الإبراهيمية، شهدت تعاونًا لم نره من قبل، بين وزارة المالية ورئيس هيئة الطيران، بالتنسيق مع الاستشارات القانونية والسياسية من وزارة الخارجية، والعمل المكثف مع مجلس الأمن القومي".
وكشف أن "شهر ديسمبر وحده شهد وصول 70 ألف إسرائيلي إلى إمارة دبي، وهذا رقم مجنون، والمغرب آخر دولة طبعنا معها تتوقع وصولاً هائلاً للسياحة من إسرائيل، أكبر بكثير مما هو عليه الآن، وقد أخبرتني وزيرة السياحة المغربية أنها تتوقع وصول 200 ألف سائح إسرائيلي، ولاحقًا الملايين، وهذه معطيات مختلفة عما اعتدنا عليه، مع أن أهم اختراق للتطبيع تمثل في تحطيم التصور بأنه لن يكون سلام مع العرب قبل الفلسطينيين".
التوتر مع أوروبا
الدبلوماسي الإسرائيلي تحدث عن العلاقة المتقلبة مع أوروبا، بأنها "ليست قطعة واحدة، هناك الاتحاد الأوروبي، وهناك دول أعضاء، وهناك مجموعات مختلفة كالمثلث اليوناني، ويضم قبرص واليونان وإسرائيل، وهناك مجموعة فيتسغارد، وتضم المجر والتشيك وبولندا وسلوفاكيا، وهي أهم الدول الداعمة لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي".
وأشار إلى أنه "مع الأخذ بعين الاعتبار كل هذه المجموعات، فإن أوروبا أكبر شريك تجاري لإسرائيل، وهناك تعاون في البحث والتطوير، وتعتبر السياحة الأوروبية نصف السياحة القادمة لإسرائيل، التي تمثل لهم شريكا في قضايا الأمن الإقليمي، في ظل وجود بيئة مشتركة بين إسرائيل وأوروبا، وفي الوقت نفسه، يجب عدم تجاهل الخلافات الثنائية التي جاءت الأكثر كثافة في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية".
اقرأ أيضا: دبلوماسي إسرائيلي يؤكد تجاهل الدول المطبعة للفلسطينيين
واعترف قائلا إننا "خضنا مواجهة قاسية أحياناً مع الاتحاد الأوروبي، خاصة إبان الحملة على وسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية عامي 2015 و2016، وقد خصصنا عامًا كاملًا لهذه المواجهة، وفي النهاية تمكنا من تقليل التأثير الدبلوماسي الذي حدث، مع وجود عامل ثان من عوامل التوتر الإسرائيلي الأوروبي يتمثل في استمرار بناء الفلسطينيين في مناطق ج بالضفة الغربية، لكن إسرائيل ستواصل تدمير البناء غير القانوني، وسنواصل إخبار الأوروبيين بموقفنا هذا".
العلاقة مع بايدن
وكشف النقاب عن أن "التحدي السياسي الكبير الذي قد تواجهه إسرائيل قريبًا هو قرار فتح تحقيق ضدها في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، لأنها قضية حساسة للغاية، ولدينا فريق مشترك بين الوزارات الإسرائيلية التي تتابع القضية عن كثب".
وعن العلاقات مع الإدارة الأمريكية، أشار إلى "أننا عشنا عصرا ذهبيا مع إدارة متعاطفة في واشنطن، لأنه لا يوجد بديل للعلاقات مع الولايات المتحدة، ليس فقط في العلاقات الخارجية، ولكن أيضًا في الاقتصاد والأمن، نحن ممتنون لما فعلته الإدارة المنتهية من أجلنا، ليس فقط باتفاقات التطبيع، ولكن أيضًا مع المنظمات الدولية وإيران والتعاون الدولي ونقل السفارة، وإجراءات واسعة خارجة على المألوف".
وأضاف أن "الإدارة الأمريكية الجديدة صديقة لإسرائيل، فالرئيس المنتخب بقي ودودًا منذ سنوات، ولديه تصور قوي للغاية عن قضية الأمن الإسرائيلي، وصداقته برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوية وطويلة الأمد، وانعكست في المكالمة الهاتفية بينهما قبل بضعة أسابيع، وسوف ننتظر السياسة التي ستطورها الإدارة القادمة تجاه إسرائيل".