هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تشهد مناطق ريف درعا الغربي توترا شديدا، بعد انتشار قوات من "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري بشار الأسد، وتهديدها باقتحام المنطقة.
وتتذرع "الفرقة الرابعة" بوجود عشرات العناصر من التنظيمات الجهادية في المنطقة، وكذلك تطالب بتسليم عدد من المطلوبين للنظام السوري.
وعلى مدار الأيام الأخيرة، كانت "الفرقة الرابعة" قد استقدمت أرتالا عسكرية إلى مداخل درعا الغربية، من دمشق، وبدأت السبت بنصب الحواجز، وأغلقت بعض الطرق المؤدية إلى بلدات ريف درعا الغربي.
وقال الناطق الإعلامي باسم "تجمع أحرار حوران"، أبو محمود الحوراني، في حديث خاص لـ"عربي21"، إن تعزيزات عسكرية ضخمة تابعة لـ"الفرقة الرابعة" تمركزت على الطريق الواصل بين مزيريب واليادودة، واليادودة درعا، وفي مناطق أخرى.
وأكد أن الهدف من كل ذلك تمكين النفوذ الإيراني في هذه المنطقة، وإطباق الحصار على ريف درعا الغربي، مشددا على أن "أبناء المنطقة لن يسلموا أنفسهم للنظام، ولن يسمحوا كذلك باقتحام المنطقة".
بدوره، اتهم الناشط الإعلامي محمد عساكره، من درعا، إيران بالمسؤولية المباشرة عن التصعيد ونتائجه، موضحا أن "الفرقة الرابعة لا تتحرك إلا بأوامر إيرانية"، مشيرا إلى أن الهدف هو السيطرة على المنطقة، لتسهيل تهريب الممنوعات نحو الأردن ودول الخليج.
وقال لـ"عربي21": إن قوات "الفرقة الرابعة" اعتقلت السبت عددا من المزارعين ومربي الأبقار، واندلعت على إثر ذلك اشتباكات محدودة، أدت إلى تراجع عناصر الفرقة إلى أطراف مزارع الأبقار على طريق اليادودة غرب درعا.
في هذا الوقت، أكد تجمع أحرار حوران أن ضباطا من "الفرقة الرابعة" طالبوا بتسليم شبان رفضوا الانضمام لمليشيات النظام بعد عمليات التسوية، ويُقدر أعداد المطلوبين بنحو 100 شاب من بلدات المزيريب واليادودة وطفس.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد عبد الله الأسعد، إن إيران تتطلع إلى دفع الشباب إلى الانضمام إلى التشكيلات المدعومة منها، واستدراج الشباب، واعتقال العدد الأكبر منهم، تمهيدا لمداهمات مناطق ريف درعا الغربي.
وأضاف لـ"عربي21"، أن روسيا لم تكن جادة في الجنوب السوري منذ رعايتها لاتفاق التسوية في صيف العام 2018.
وفي السياق ذاته، قال محمد عساكره إن الدور الروسي يبدو مغيبا للآن، ومن الواضح أن العسكريين الروس ينتظرون احتدام التصعيد ووقوع قتلى في الجانبين؛ للتدخل.
ومطلع الشهر الجاري، كان النظام السوري قد هدد باقتحام مناطق في درعا؛ بحجة ملاحقة عناصر من تنظيم الدولة و"حراس الدين"، وهي التهم التي يتم نفيها من الأهالي واللجان المحلية.
ومنذ صيف العام 2018، وما زالت درعا تعيش على وقع فلتان أمني واغتيالات متكررة، وسط اتهامات لأجهزة النظام والمليشيات الإيرانية باستهداف كل من يعارض بسط سيطرة النظام الكاملة على المنطقة.
ولا يتيح اتفاق "التسوية" لقوات النظام السوري التواجد في كل المناطق، وتتولى مسؤولية الأمن عناصر من فصائل الجيش الحر سابقا، بعد أن انضموا لـ"اللواء الثامن" التابع لـ"الفيلق الخامس" المدعوم روسيّا.
اقرأ أيضا: ماذا وراء وقف عمل موظفين بهيئة التفاوض السورية بالرياض؟