هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "صندي تايمز" في تقرير لمراسلتها لويز كالاغان، إن اختفاء أمير سعودي معارض ووالده في الرياض أثار مخاوف على مصير المعتقلين السياسيين في المملكة.
وقالت إن الأمير سلمان بن عبد العزيز بن سلمان آل سعود الملقب بـ"غزالان" اختفى من الرياض في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2020.
وظل الأمير سلمان، المتحدث بأربع لغات والحائز على شهادة من جامعة السوربون معتقلا مع والده بعد مشاكل مع ولي العهد محمد بن سلمان.
وقال أشخاص على علاقة مع العائلة إنهما اعتقلا في بيت من طابقين في الرياض حيث وضعا تحت رقابة الشرطة وأعداد من المخابرات التي رابطت حول البناية.
وكانت الحياة في داخل البيت مقبولة حيث سمح لهما بحرية الحركة داخله والتصرف بشؤونه، وكانا يستطيعان الجلوس على العتبات الخلفية للبيت المسور ويشربان الشاي في الظل.
وسمح لهما باستقبال أفراد العائلة واتصالات من أبنائها المقربين منهما عبر خط هاتفي مربوط بمشغل لتحويلهم. وقبل شهرين ظل الهاتف يرن بدون رد، ولم يعد أحد يدخل أو يخرج من الأبواب الأمامية، وبدا البيت مهجورا بحسب مقربين من الأمير.
وبعد ثلاثة أعوام من السجن اختفى الأمير.
ولم تستطع العائلة الاتصال به حيث كانت تواجه بالصمت، وهي لا تعرف ما إن كان هو والده على قيد الحياة أم لا.
وقال مقرب من الأمير: "نخشى من تعرضهما للضرب" و "ربما قتلا، لا نعرف".
والأمير ووالده ليسا الوحيدين من أفراد العائلة في السجن، ففي العام الماضي تم اعتقال الأمير أحمد بن سلمان، عم ولي العهد الحالي مع ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، الشخصية المؤثرة والمعروفة في واشنطن وكان قد عزل من ولاية العهد في 2017 ليتولى محمد بن سلمان المنصب بدلا منه.
وعبر الممثلون القانونيون لمحمد بن نايف عن قلقهم على وضعه الصحي، حيث منع من زيارة الطبيب له ومن الاتصال بالمحامين الذي يدافعون عنه. وانتشرت في العام الماضي شائعات عن دور له في مؤامرة لـ"الدولة العميقة" في أمريكا للإطاحة بالنظام، وأحبطها طبعا محمد بن سلمان. وشن الحملة أنصار ولي العهد حيث اعتمدوا على روبوتات آلية لتكبير حجم المؤامرة المزعومة.
وقال شخص على معرفة بالوضع: "تبعا للتقارير عن اختفاء المعتقلين في المملكة فقد زادت مظاهر القلق على سلامة محمد بن نايف"، مضيفا أنه "تعرض لسوء معاملة منذ اعتقاله العام الماضي".
وتلقي قصصهم ظلا باهتا على محاولات محمد بن سلمان إعادة ضبط علاقات بلاده مع إدارة جوزيف بايدن وإعادة تأهيل نفسه بعد جريمة صحفي "واشنطن بوست" جمال خاشقجي في إسطنبول عام 2018. فعلى خلاف دونالد ترامب، أكد بايدن أنه لن يرخي الحبل للقيادة السعودية كي تفعل ما تريد.
وأعلن في الأسبوع الماضي عن وقف الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، وهو نزاع يعمل ولي العهد السعودي وبشكل يائس على نفض يديه منه.
لكن مصير المعتقلين السياسيين أكثر غموضا، فحالات مثل لجين الهذلول، الناشطة التي دعت لرفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة أدينت بالتجسس والتآمر ضد المملكة، وهي اتهامات اعتبرها المراقبون ذات دوافع سياسية، وزادت من الشجب الدولي للمملكة.
وفي الوقت الذي سيطلق فيه سراح الهذلول قريبا فإن مصير المعتقلين الآخرين مجهول، فلم توجه إليهم اتهامات ولم يقدموا لمحاكمات ولم تصدر بحقهم أحكام.
ونقلت الصحيفة عن آدم كوغل، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومان رايتس ووتش، قوله: "أشرف محمد بن سلمان على أسوأ فترة من القمع الداخلي في تاريخ البلد، وشملت اعتقالات تعسفية واسعة واعتقالات في أماكن غير معروفة واتهامات بممارسة التعذيب"، مضيفا أن تلك الأهداف "شملت المدافعين عن حقوق الإنسان والمثقفين وعلماء الدين المستقلين، وشمل القمع أيضا أعضاء العائلة المالكة وبعضهم تم اعتقاله بدون أي اتصال مع العالم الخارجي ولشهور..
ويكشف اعتقال محمد بن سلمان لأقاربه احتقارا لحكم القانون".
وكان الأمير سلمان واحدا من 11 أميرا اعتقلتهم الحكومة قبل 3 أعوام بذريعة عدم دفعهم فواتير الكهرباء التي كانت من الخدمات المدعمة للمواطنين مجانا، إلا أنها واحدة من امتيازات عدة أوقفها محمد بن سلمان للأمراء الصغار.
ويقول المقربون من الأمير سلمان إن هذا ليس صحيحا وإن اعتقاله جاء بسبب شعور محمد بن سلمان بالتهديد منه نظرا لشهرته.
مع أن المسؤولين الغربيين يقولون إن هذا ليس هو الحال نظرا لأن موقع سلمان في العائلة المالكة ليس بارزا.
ورفضت السفارة السعودية في لندن التعليق بناء على طلب الصحيفة. وحتى الأمراء الصغار لديهم ثروة، ففي باريس التي قضى فيها الأمير معظم وقته فإنه امتلك عقارات بقيمة 60 مليون دولار بما فيها بيت كبير.
وبعد اعتقاله في 2018 سجن مع والده في سجن الحائر بالرياض ثم نقلا في 2019 إلى فيلا. وورث معظم ثروته من والدته وهي واحدة من بنات الملك عبد العزيز، وقضى وقته في رحلات عمل وإجازات. ويظهر حسابه على إنستغرام أنه على علاقة مع المجتمع الراقي أو أنه كان يحاول الظهور بمظهر الشخصية المهمة، حيث نشر صورا له مع أميرة موناكو كارولين والسياسية الفرنسية كريستين لاغارد ومغني الراب أكون. وفي صورة له عام 2016 ظهر إلى جانب النائب الديمقراطي آدم شيف الذي كان يترأس لجنة الاستخبارات في الكونغرس. وفي الأسبوع الماضي كتب مقرب من الأمير له لكي يتدخل ويطالب بالإفراج عنه.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)