هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مستشرق يهودي إن تركيا توسع نفوذها في القدس المحتلة، داعيا إلى مواجهتها بشكل جدي.
وأوضح المستشرق والمؤرخ دانيال بايبس، أن "إسرائيل تواجه خمسة منافسين مهتمين بالسيطرة على الحرم القدسي، في ظل الرواية الفلسطينية القائلة إن القدس لا علاقة لها باليهودية، ودحض مزاعم إسرائيل بأن القدس غير مذكورة في القرآن، وحتى لو كان الأمر أقل علنية، فهناك معركة ساخنة أخرى تدور رحاها، ليس على حق الحكم في القدس والمسجد الأقصى، ولكن على النفوذ المتنامي في المدينة".
وأضاف بايبس صاحب مشروع "الانتصار الإسرائيلي" في مقاله بصحيفة مكور ريشون، وترجمته "عربي21"، أن "هناك خمس مجموعات إسلامية منخرطة في هذا الصراع المعقد: السلطة الفلسطينية والأردن والسعودية وتركيا والمغرب، ولكل منها نقاط قوتها وأهدافها المميزة.. وتحتل السيطرة على الحرم القدسي مكانة مركزية للغاية بين هذه الأطراف".
وأشار بايبس الذي يترأس معهد أبحاث منتدى الشرق الأوسط، أحد أقطاب المحافظين الجدد بالولايات المتحدة، إلى أن "السلطة الفلسطينية تفتقر للموارد الاقتصادية والعسكرية، لكنها تدير رافعتين قويتين، وهما إدارة أوقاف الحرم، والدعم الدولي الواسع لمطالبتها بالسيطرة على شرق القدس، وهي تحافظ على أدوات الضغط بترهيب إسرائيل من غضب المسلمين، ما يخلق وضعا يكون فيه الحاكم الفعلي للحرم القدسي هو الوضع الراهن، وإلى الأبد".
أما في ما يتعلق بالأردن، فقال الكاتب إن "عمان تتمتع بالعديد من الحقوق الرسمية في المدينة المقدسة، لكن تأثيرها ضئيل على الأرض، رغم أن معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية لعام 1994 تنص على أن إسرائيل تحترم دور الأردن الخاص الحالي في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، وتعطي أولوية قصوى للدور الأردني التاريخي في هذه الأماكن، وترجمت هذه النصوص مع مرور الوقت إلى عنوان (الوصاية الأردنية)".
وأوضح أن "إسرائيل تتعاون مع ملوك أردنيين ودودين نسبيًا، لأن نفس الدور الخاص في الحرم القدسي هو المرساة المركزية التي تقوي المملكة داخلياً، وتعطيها الشرعية في مواجهة العناصر الإسلامية المتطرفة فيها، ويخشى الأردنيون أن وجودهم الضعيف في الحرم، قد يقوض حتما استقرارهم في المملكة".
وأصاف أن "المجموعة الثالثة المنخرطة في السيطرة على الحرم القدسي هي السعودية، فليس للسعوديين تأثير حقيقي في المدينة، لكنهم يسعون جاهدين للحصول على بعض القوة لتحسين مكانتهم الدولية، وفقا لما قال جون جنكينز السفير البريطاني السابق في الرياض، أن سبب ذلك يعود إلى رغبة المملكة في إضافة مكان مقدس ثالث لوصايتهم بجانب مكة والمدينة، ما يحسن ادعاءاتهم بأنهم دولة إسلامية مطلقة".
وأوضح أنه "يمكن للإسرائيليين نقل هذه السلطة على القدس إلى الرياض، وتسيير اتفاقية سلام في نفس الوقت معها، وبالتالي تقليص السيطرة الفلسطينية".
وأشار إلى أن "تركيا كما هو معروف لها لمسة تاريخية على القدس والمسجد الأقصى، حيث حكمت الإمبراطورية العثمانية القدس لمدة 400 عام، وجدد رجب طيب أردوغان مؤخرًا مطالباته بحقه في الأماكن المقدسة في المدينة، وبلغت ذروتها في أكتوبر 2020 عندما أعلن أن هذه المدينة التي اضطررنا لتركها خلال الحرب العالمية الأولى هي مدينتنا".
وأوضح أن "أنقرة دعمت هذه الكلمات بعشرات ملايين الدولارات بهدف تعزيز التراث التركي للقدس، والاستفادة من مطالباتها في الحرم القدسي، وتحدي السيادة الإسرائيلية، ولأن تركيا حليف لحركة حماس، فإن الأتراك لا يتعاونون مع الدولة اليهودية، التي بدورها تريد تقييد تركيا".
وأشار إلى أن "المغرب باعتباره رئيسا للجنة القدس التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي منذ 1975، يعطي لنفسه حق التأثير على الحرم القدسي الشريف، رغم بعده الجغرافي، وبين حين وآخر فإن بيت مال لجنة القدس يمول المصالح الإسلامية في القدس من خلال التبرع بسجاد الصلاة وبناء المنازل، والمساعدة في التجديدات، حتى إنه من الناحية الرمزية صلى ناصر بوريطة وزير الخارجية في الحرم القدسي في مارس 2018".
وأكد أنه "مقابل هذه المجموعات الخمس تقف إسرائيل، فهي ترتبط بعلاقات عدائية مع السلطة الفلسطينية وتركيا وحركة حماس، وفي المقابل فإنها على استعداد للعمل مع الأردن والسعودية والمغرب، لكن حتى الآن، لم يتوفر لدى القادة الإسرائيليين ذلك التوجه للاستفادة من هذا التنافس بين أولئك اللاعبين، رغم أن هناك فرصة كبيرة لتشجيع حكام الإمارات على الانضمام لتلك الدول الثلاث لتقويض شرعية السلطة الفلسطينية وأنقرة وحركة حماس".
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)