هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون؛ إن الانتخابات الرئاسية التي أعلن عنها نظام أسد في وقت سابق، ليست جزءا من العملية السياسية، التي ينص عليها القرار 2254.
وأضاف أمام مجلس الأمن: "لا تشارك الأمم المتحدة في هذه الانتخابات وليس لديها تفويض للقيام بذلك. تواصل الأمم المتحدة تأكيد أهمية التوصل إلى حل سياسي تفاوضي للصراع في سوريا".
وفي قراءته لدلالة تصريحات بيدرسون وتوقيتها، قال عضو "اللجنة الدستورية" عن المعارضة السورية، بشار الحاج علي؛ إن المبعوث الأممي يؤكد من جديد موقف المجتمع الدولي الذي اتخذ موقفا واضحا للحل في سوريا، الحل الذي يقوم على تطبيق القرارات الأممية.
وأضاف لـ"عربي21"، أنه وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، فإن إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، يتطلب توفر بيئة آمنة ومحايدة، ووفقا لدستور جديد، وتحت إشراف الأمم المتحدة، ودون الدخول في شرح هذا المفهوم، فإن ما يقوم به نظام الأسد هو خارج العملية السياسية وخارج الشرعية، وهذا ما عبر عنه المبعوث الأممي، لكن بألفاظ دبلوماسية.
اقرأ أيضا: المعارضة ترد على إعلان نظام الأسد موعد الانتخابات: مهزلة
وأشار الحاج علي إلى المواقف الدولية التي ترفض الاعتراف بهذه الانتخابات، وتعتبرها غير شرعية، وقال: "لا أعتقد أن تمر هذه المواقف من المجتمع الدولي دون أن يترتب على ذلك آثار تزيد من عزلة النظام، وربما نزع شرعيته الرسمية في المحافل الدولية".
من جانبها، قالت عضو "اللجنة الدستورية" المصغرة، عن المجتمع المدني، إيلاف ياسين، في حديث خاص لـ"عربي21"؛ إن تأكيد بيدرسون عدم انخراط الأمم المتحدة في الانتخابات التي يخطط النظام لها، تؤكد من جديد عدم شرعيتها، وعدم حصول نتائجها على الاعتراف الدولي.
وبحسب ياسين، فإن الأمم المتحدة تؤكد أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذها النظام سواء بالسماح لعشرات المرشحين بالتقدم للانتخابات، أو الطلب من بعض الدول إرسال مراقبين للعملية الانتخابية، لا تعني شيئا.
واعتبرت أن ما جاء على لسان بيدرسون يؤكد فشل روسيا في تعويم النظام السوري رغم المحاولات الحثيثة، بحيث لا تمثل هذه الانتخابات أحد.
بدوره، قال المحلل السياسي والناشط مازن موسى؛ إن "تصريحات الأمم المتحدة، تقطع الطريق على كل المحاولات التي يقوم بها النظام وحلفاؤه من أجل إعادة الشرعية إلى نظام الأسد وعصابته، لاسيما مع إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عدم اعترافهم بأي انتخابات يجريها النظام، بعيدا عن القرارات الدولية، وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة ورقابتها".
وفي حديثه لـ"عربي21" أكد موسى، أن النظام خلال الفترة السابقة عمل على تعطيل المسار السياسي الوارد في القرار الأممي ٢٢٥٤، وحرص على المماطلة والتعطيل خلال كل جولات الأمم المتحدة التي رعت اجتماعات النظام والمعارضة حول اللجنة الدستورية، التي انتهت بخيبة أمل من التوصل إلى أي اتفاق، وكانت تلك المماطلة المقصودة والمدعومة من حلفاء النظام رغبة واضحة من أجل الوصول إلى الاستحقاق الانتخابي السوري إعادة تعويم الأسد من جديد وإعادة الشرعية".
اقرأ أيضا: بيدرسون يرسم صورة قاتمة للوضع بسوريا: الحل لم يعد بيدهم
وحول مستقبل مباحثات الدستور السورية، قال بشار الحاج: "يبدو أن هناك رغبة أممية بفصل ما يقوم به النظام تحت ما يسمى انتخابات، عن مباحثات الدستور، ويتقاطع ذلك مع الموقف الروسي الذي أكد في أكثر من مناسبة عدم وجود صلة بين الانتخابات ومسار العملية السياسية".
وأضاف أن الحديث عن انعقاد جولة سادسة للجنة الدستورية المصغرة في وقت لاحق، يؤكد ذلك.