هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عادت قناة الجزيرة الإخبارية لتتصدر الواجهة الإعلامية مجدداً مع اندلاع انتفاضة فلسطينية شاملة في كافة أنحاء الأرض الفلسطينية من البحر إلى النهر، بما في ذلك داخل المدن المحتلة منذ عام 1948، والتي تشهد أحداثاً غير مسبوقة لا مثيل لها منذ أكثر من سبعين عاماً، وذلك بالتزامن مع انتفاضة القدس والمواجهة العسكرية المفتوحة في قطاع غزة.
وأطلقت "الجزيرة" بثاً مفتوحاً لتغطية الأحداث في كافة أنحاء فلسطين منذ بدايتها في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، لتعيد إلى الأذهان التغطية التي قامت بها خلال انتفاضة الأقصى في العام ألفين والتي شكلت محطة فاصلة في تاريخ الإعلام العربي، حيث تمكنت القناة القطرية التي تتخذ من الدوحة مقراً رئيسياً لها من الوصول إلى كافة نقاط الاشتباك بين الفلسطينيين والاحتلال، وهو ما عادت لتفعله الآن وتتصدر به المشهد الإعلامي العربي.
وعلى الرغم من أنَّ القناة تلتزم الحياد وعدم الانحياز بما في ذلك إصرارها على استضافة إسرائيليين للتعليق برغم الانتقادات لذلك، إلا أن الكثير من الفلسطينيين يرون بأن قضيتهم لا تحتاج لأكثر من الحياد والنقل الصادق للخبر، فيما يذهب مراقبون إلى أن قناة الجزيرة تُقدم الخدمة الإعلامية الأهم للأحداث الجارية في فلسطين.
وكتب الأستاذ الجامعي الأردني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط الدكتور حسن البراري تغريدة على "تويتر" يُعلق فيها على أداء قناة الجزيرة قائلاً: "الدولة الوحيدة التي تحارب كتفاً إلى كتف مع المقدسيين هي قناة الجزيرة".
وقال خبير إعلامي في حديث خاص لــ"عربي21" إن قناة الجزيرة توفر خدمة غير متوفرة للمشاهد العربي على أية منصة أخرى، مشيراً إلى أن "الإعلام التقليدي المتمثل في القنوات التلفزيونية لا غنى عنه في الأزمات على الرغم من الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام الجديد المتمثل في مواقع الأنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي".
وأشار الخبير إلى أن "الجزيرة" استطاعت أن تغطي كافة الجبهات والأحداث داخل الأراضي الفلسطينية عبر شبكة مراسلين تتمتع بالديناميكية والحيوية، وعبر إدارة تحرير في غرفة الأخبار تستطيع اتخاذ القرار المناسب والسريع بالانتقال إلى موقع الحدث الساخن.
ويقول الخبير إن نجاح تغطية الجزيرة للحدث الفلسطيني مرده إلى وجود مراسلين داخل الجانب الإسرائيلي وعلى رأسهم إلياس كرام الذي استطاع تغطية الحدث لساعات طويلة في جنوب مدينة عسقلان، أي في الصفوف الأمامية متحملاً أعباء ومخاطر ليس من السهل على أي مراسل صحفي أن يتحملها.
ويتولى كرَّام تغطية الأحداث في مدينة القدس المحتلة منذ يومها الأول إلى جانب زميلته نجوان سمري، حيث تبادلا الأدوار والمواقع لساعات طويلة وتعرضا لمضايقات الاحتلال في منطقة باب العامود والبلدة القديمة من القدس المحتلة، فيما سارع كرَّام إلى الانتقال إلى البؤرة الأخطر وهي أقرب نقطة إلى حدود قطاع غزة من الجانب الإسرائيلي لرصد صواريخ المقاومة التي انهمرت على مدينتي عسقلان وأسدود.
وبحسب ما رصدت "عربي21" فإن لدى قناة الجزيرة أكبر شبكة مراسلين عرب داخل الأراضي الفلسطينية، كما أنها تواصل تغطية مباشرة مفتوحة للحدث الفلسطيني منذ عدة أيام على مدار الـ24 ساعة ودون أي انقطاع، وهو ما لم تتمكن أية قناة عربية من توفيره.
ويتوزع مراسلو "الجزيرة" على مدن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة والمدن الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة عام 48، ويعملون على مدار الساعة في بث مباشر وليس تقارير مسجلة.
وتميز مراسلو الجزيرة الذين كانوا موزعين في كافة المناطق الفلسطينية، بتغطية مكثفة على مدار الـ24 ساعة.
وبرز دور مدير مكتب الجزيرة وليد العمري بالإضافة لشرين أبو عاقلة وجيفارا البديري وهبة عكيلة في تغطية الأحداث في القدس والضفة الغربية المحتلتين، فيما تناوب وائل الدحدوح وهشام زقوت على متابعة التصعيد في قطاع غزة.