أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أنه أجرى اليوم الثلاثاء اتصالا هاتفيا مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، وأن جوهر المحادثات كان الوضع في الأراضي الفلسطينية وسبل الوصول إلى تهدئة في أقرب الأوقات.
ووصف بلينكن في تغريدة نشرها عبر "تويتر" المغرب بـ "الشريك الاستراتيجي"، وقال: "لقد تحدثت مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة حول أهمية استعادة الهدوء في إسرائيل والضفة الغربية وغزة لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح. المغرب شريك استراتيجي وسنعمل معا لإنهاء هذا الصراع".
I spoke with Moroccan Foreign Minister Nasser Bourita about the importance of restoring calm in Israel and the West Bank and Gaza to prevent further loss of life. Morocco is a strategic partner, and we will work together to end this conflict.
وبينما لم يصدر من أي جهة رسمية في الرباط أو في غزة أو رام الله تأكيد رسمي لوجود دور مغربي في الجهود الجارية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الاحتلال والمقاومة، فإن
الاتصال الهاتفي بين وزيري الخارجية الأمريكي والمغربي يأتي في ظل حراك سياسي وجماهيري مغربي متضامن مع الفلسطينيين، ومطالب بوقف التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي الذي تم افتتاحه في الرباط قبل عدة أشهر.
وقلل رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع عزيز هناوي في حديث مع
"عربي21" من أهمية الاتصال الذي أجراه بلينكن مع نظيره المغربي، ووصفه بأنه "إعلان للاستهلاك الإعلامي ليس إلا".
وقال هناوي: "الديبلوماسية المغربية أخرجت نفسها تماما من الملف الفلسطيني نتيجة الأخطاء الكارثية التي أقدمت عليها في الأشهر الأربعة الماضية في شخص رئيسها ناصر بوريطة والتي كان آخرها مشاركته في الاجتماع السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) قبل أسابيع قليلة".
وأضاف: "لا أعتقد أن المغرب بإمكانه أن يقدم شيئا في هذا الشأن الفلسطيني الآن".
ونفى هناوي أي تأثير سلبي للاتصال الأمريكي بالخارجية المغربية على تنامي التحركات الشعبية المناوئة للتطبيع مع الاحتلال، وقال: "المغرب الرسمي في حاجة إلى هذه التحركات الشعبية لاستعادة ماء الوجه بعد الأخطاء الكارثية التي وقع فيها وزير الخارجية ناصر بوريطة"، على حد تعبيره.
لكن الكاتب والإعلامي المغربي نور الدين لشهب، أكد في حديث مع
"عربي21"، أن الرباط بإمكانها أن تقوم بدور مهم في إسناد الشعب الفلسطيني والمساهمة في الوصول إلى تهدئة مقبولة من جميع الأطراف.
وأكد لشهب أن الرباط حافظت على
علاقات متوازنة مع الجميع، وأنها تترأس لجنة القدس، وأنها سارعت في العدوان الإسرائيلي الأخير إلى إسناد الشعب الفلسطيني سياسيا وماديا.
واعتبر لشهب أن الحوار الذي أدلى به رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني لقناة الجزيرة بشأن العدوان على غزة أو التغريدات التي نشرها في ذات النهج، لم تكن خارج الرؤية المغربية الرسمية، وفق تعبيره.
يذكر أن العديد من المدن المغربية تشهد منذ بداية العدوان الإسرائيلي على الأحياء المقدسية وقطاع غزة تظاهرات مستمرة، ويستعد المغاربة هذه الأيام لمظاهرة وطنية يوم الأحد المقبل.
وأدانت المملكة المغربية، بأشد العبارات، العنف المرتكب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الذي لا يؤدي استمراره إلا إلى توسيع الفجوة وتعزيز الحقد والتشويش على فرص السلام في المنطقة.
وذكّرت وزارة الشؤون الخارجية، في بيان لها بأن المملكة المغربية، التي تضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، لا تزال مخلصة لالتزامها بتحقيق الحل القائم على الدولتين، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن، من خلال إنشاء دولة فلسطينية داخل حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأعطى العاهل المغربي الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، الجمعة الماضي تعليماته بإرسال مساعدات إنسانية طارئة للفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة.
وكانت إسرائيل أطلقت عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة منذ 10 أيار (مايو) الجاري، استهدفت خلالها المقاتلات الحربية منازل مدنيين وأبراجا سكنية ومؤسسات إعلامية، إضافة إلى الشوارع والبنى التحتية في القطاع.
وحتى مساء أمس الإثنين، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة إلى 212 شهيدا، بينهم 61 طفلا، و36 سيّدة، بجانب 1400 جريح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.