هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
غابت دولة الإمارات، عن اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقد حاليا بمقر المنظمة الدولية في نيويورك حول التطورات في فلسطين، وفق دبلوماسيين دوليين.
وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة، وفقا للأناضول، مفضلين عدم ذكر أسمائهم، إن وفد الإمارات لدى الأمم المتحدة "لم يتقدم بطلب المشاركة في الاجتماع حتى بدئه".
وأضافوا: "وصل لمكتب رئيس الجمعية العامة خطابات رسمية من وفود 70 دولة عضوا بالأمم المتحدة يؤكدون فيها موقف بلدانهم من العدوان الوحشي الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة، فيما لم تتقدم الإمارات بطلب لحضور الاجتماع".
يشار إلى أن الإمارات إضافة إلى السودان والمغرب والبحرين قامت مؤخرا بتطبيع علاقاتها بإسرائيل.
وكشفت قائمة المتحدثين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة مشاركة البحرين والمغرب والسودان في أعماله.
ولم تقدم المصادر تفسيرا لإحجام الوفد الإماراتي عن تقديم طلب للمشاركة في الاجتماع.
"تعهد أممي"
ومن جهته، تعهد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فولكان بوزكير، لوزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، الخميس، بأن تظل المنظمة الأممية دائما مفتوحة للمناقشات بشأن محنة الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في بيان أصدره متحدث رئيس الجمعية العامة بريندن فارما، عقب اجتماع ثنائي عقده بوزكير مع المالكي على هامش جلسة الجمعية المنعقدة حاليا بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.
وذكر البيان الذي وصل الأناضول نسخة منه أن بوزكير "ناقش مع المالكي الوضع الحالي في فلسطين وكذلك اجتماع الجمعية العامة اليوم، الذي يجري في إطار بندي جدول الأعمال المتعلق بالوضع في الشرق الأوسط وقضية فلسطين".
وأضاف: "أعرب بوزكير عن قلقه العميق إزاء استمرار العنف والخسائر في أرواح المدنيين الأبرياء بمن فيهم الأطفال في الأراضي الفلسطينية المحتلة وغزة".
وتابع البيان: "كما شدد بوزكير على ضرورة أن تعمل منظومة الأمم المتحدة بكافة أجهزتها الرئيسة في وئام بمواجهة الهجمات ضد المدنيين وأماكن العبادة وانتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي".
وأكد تعهد بوزكير للمالكي، بأن "الجمعية العامة ستظل مفتوحة دائما للمناقشات بشأن محنة الشعب الفلسطيني، وأن رئيسها لا يزال على استعداد لعقد اجتماعات رسمية حول هذا الموضوع إذا طلبت الدول الأعضاء ذلك".
انتقادات عربية وإسلامية لمجلس الأمن
وخلال كلماتهم بالاجتماع الأممي، الخميس، انتقد وزراء خارجية الدول العربية المشاركين، بشدة ما وصفوه بـ "شلل مجلس الأمن" وعدم قدرته على إصدار بيان يطالب بوقف العدوان الوحشي الإسرائيلي على فلسطين.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، في إفادته خلال الاجتماع: "تزعم إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها! عن أي حق يتحدثون، وهي قوة الاستعمار والاحتلال لأرضنا؟! إسرائيل تستهدف العائلات في منامها لترهب شعبنا، ولا تدعي أنها أخطأت أو تعتذر، بل تؤكد أن من حقها ارتكاب هذه الجرائم وقتل الأبرياء".
وتوجه المالكي بالسؤال إلى ممثلي الدول الأعضاء في الاجتماع: "دعوني أسألكم: ماذا كنتم ستفعلون لو أن بلدانكم تحت الاحتلال وتتعرض لهذا العدوان؟".
فيما دعا وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في إفادته، المجتمع الدولي إلى تقديم الحماية للفلسطينيين، محذراً من أن "وتيرة التهويد والاستيطان زادت لدرجة يمكن وصفها بالتطهير العرقي".
كما شدد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي "بشكل عاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك، ومنع تكرارها".
بدوره، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: "يجب أن تتحرك الأمم المتحدة للدفاع عن ميثاقها وحماية قراراتها ووقف العدوان الجائر على غزة وإلزام إسرائيل بوقف خروقات القانون الدولي".
فيما قال وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، الذي تتولى بلاده رئاسة المجموعة العربية للشهر الجاري: "هذا العدوان يذكرنا جميعا بتقصير الأمم المتحدة ومجلس الأمن في العمل على إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية التي تهدد السلم والأمن الدوليين".
وأضاف: "75 سنة تمر على إنشاء الأمم المتحدة والقضية الفلسطينية هي الثابت الوحيد على أجندة الأمم المتحدة، ولا يزال الظلم التاريخي بحق الفلسطينيين قائماً ليومنا هذا، بل يتواصل تهجير الفلسطينيين والاستيلاء على ممتلكاتهم".
أما وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح فقال: "تقوم إسرائيل بتكريس سياسات الاحتلال والفصل العنصري وانتهاك مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
ودعا المجتمع الدولي إلى "تفعيل الآليات الدولية والسياسية والقانونية لضمان محاسبة سلطات الاحتلال".
وفي كلمته، حث وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، في إفادته، المجتمع الدولي على "نشر قوات حماية في قطاع غزة (..) إذا كان مجلس الأمن غير قادر على الموافقة بشأن إنشاء هكذا حماية".
وأكد الوزير الباكستاني أن بلاده "تسعى إلى خطوات جريئة من أجل تنفيذ كافة قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي المتعلقة بالملف الفلسطيني.. خاصة وسط المذابح الإسرائيلية المتواصلة ضد العائلات الفلسطينية".
غوتيريش "مصدوم"
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، إنه "مصدوم بشدة من استمرار القصف الجوي والمدفعي من الجانب الإسرائيلي في غزة".
وقال غوتيريش خلال كلمته: "إذا كان هناك جحيم على الأرض، فهو حياة الأطفال في غزة".
ومضى قائلا: "لقد تسببت الأعمال العدائية في إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية المدنية الحيوية في غزة، بما في ذلك الطرق وخطوط الكهرباء".
وأضاف: "وأُجبر أكثر من خمسين ألف شخص على ترك منازلهم والبحث عن مأوى في مدارس الأونروا والمساجد وأماكن أخرى، مع قلة الوصول إلى الماء أو الغذاء أو النظافة أو الخدمات الصحية".
وتابع: "حتى الحروب لها قواعد، إذ يجب حماية المدنيين من الهجمات العشوائية"، معتبراً أن "الهجمات ضد المدنيين والممتلكات المدنية هي انتهاكات لقوانين الحرب، وكذلك الهجمات على الأهداف العسكرية التي تتسبب بخسائر غير متناسبة في أرواح المدنيين وإصابة المدنيين".
وأردف غوتيريش موضحا: "لا يوجد أي مبرر، بما في ذلك مكافحة الإرهاب أو الدفاع عن النفس، لتنازل أطراف النزاع عن التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي".
وشدد على ضرورة "التزام السلطات الإسرائيلية بالقوانين التي تحكم النزاع المسلح، بما في ذلك الاستخدام المتناسب للقوة".
كما طالب إسرائيل بـ "وقف عمليات الهدم والإخلاء في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، تمشيا مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان".
ودعا غوتيريش المجتمع الدولي إلى أن "يمنع بأي ثمن ظهور بؤرة جديدة لعدم الاستقرار الخطير في المنطقة، وأن يحول دون حدوث أزمة إنسانية وأمنية عابرة للحدود لا يمكن احتواؤها".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، إنه "يقع على عاتق إسرائيل واجب السماح وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق - بما في ذلك الغذاء والوقود والإمدادات الطبية - إلى غزة".
كما حث "حركة حماس والجماعات المسلحة الأخرى على وقف الإطلاق العشوائي للصواريخ وقذائف الهاون من الأحياء المدنية المكتظة بالسكان على مراكز السكان المدنيين في إسرائيل، في انتهاك واضح للقانون الإنساني"، وفق تعبيره.
وأعرب غوتيريش عن "القلق الحاد إزاء استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن الإسرائيلية والفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، حيث تتعرض عائلات فلسطينية كثيرة لخطر الإخلاء".
وأكد أن "تنشيط عملية السلام هو السبيل الوحيد إلى حل عادل ودائم"، مؤكدا أن "كل النشاطات الاستيطانية، بما في ذلك عمليات الإخلاء والهدم، غير قانونية بموجب القانون الدولي".
وطالب غوتيريش بالعمل "من أجل استئناف المفاوضات التي ستحدد وضع القدس وقضايا الوضع النهائي الأخرى وتنهي الاحتلال وتسمح بتحقيق حل الدولتين على أساس خطوط 1967 وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات المتبادلة، مع القدس عاصمة لكل من إسرائيل وفلسطين".
وأصدر مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة خلال العقود الماضية مئات القرارات التي تدعو إلى إنهاء الاحتلال، وبقيت كلها دون تنفيذ.
مطلب تركي بإنشاء آلية دولية لحماية الفلسطينيين
طالب وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الخميس، بإنشاء آلية دولية لحماية الفلسطينيين من اعتداءات إسرائيل، مشيرًا إلى أن الأخيرة تمارس "جرائم حرب".
جاء ذلك في كلمة ألقاها في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة، بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، بمشاركة عدد من وزراء خارجية الدول الأعضاء، حول الوضع في الشرق الأوسط وفلسطين.
وقال تشاووش أوغلو إن "جهود حماية الفلسطينيين يجب أن تشمل الحماية الجسدية عبر تشكيل قوة دولية بمساهمات عسكرية ومالية من الدول المتطوعة".
وشدد وزير الخارجية التركي على أن الأعمال العدوانية الأخيرة التي تمارسها إسرائيل "تشكل جريمة حرب وعلينا كشف مرتكب الجريمة".
وقال إن إسرائيل هي المسؤولة الوحيدة عما يحدث اليوم في القدس والضفة الغربية وغزة، واعتبر أن "السكوت عن الظلم يشبه المشاركة في الجريمة، فالساكت عن الحق شيطان أخرس".
وأشار إلى أن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة حوّله إلى أكبر سجن مفتوح في العالم.
وتابع: "حان الوقت لكي يتخذ المجتمع الدولي إجراءات قانونية وأخلاقية فعالة من أجل وقف الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين".
وبيّن أن كل من ينتقد عدوانية إسرائيل يتعرض فورًا لاتهامات بـ"معاداة السامية" في محاولة لإسكاته، معربا عن إيمانه بأن معاداة السامية جريمة ضد الإنسانية مثلما هو الحال بالنسبة لمعاداة الإسلام والمسيحية.
وشدد على أن مرتكبي المأساة الفلسطينية يكررون الجرائم نفسها مرارا وتكرارا، في محاولة لغض الطرف عن تلك الجرائم الجسيمة، بما فيها اضطهاد الشعب الفلسطيني وانتهاكات حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
وأشار إلى ضرورة تشخيص الأسباب الأساسية للأوضاع الحالية بشكل صحيح من أجل الوصول إلى قراءة صحيحة للأحداث الدائرة في الوقت الراهن.
وقال إن "الأزمة الحالية وقعت بسبب الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة في القدس، وانتهاك قدسية المسجد الأقصى، وعرقلة حرية العبادة للفلسطينيين، وإجلائهم قسرا من منازلهم في حي الشيخ جراح".
وشدد على أن الاعتداءات الإسرائيلية وقعت خلال شهر رمضان المبارك الذي يعد شهر عبادة للمسلمين، كما أن عدوانها لم يقتصر على الأبراج السكنية في غزة؛ وإنما شمل المدارس والمستشفيات أيضا.
ولفت إلى أن القصف الإسرائيلي لم يستثن حتى مباني الأمم المتحدة، وجمعية الهلال الأحمر في غزة، وقال إن أطباء من غزة قتلوا جراء غارات إسرائيلية.
ودخل العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ11، وبلغ عدد ضحاياه 232 شهيدا، بينهم 65 طفلا و39 سيدة و17 مسنا، بجانب 1900 جريح، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
فيما استشهد 29 فلسطينيا، بينهم 4 أطفال، وأُصيب قرابة 7 آلاف بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، يستخدم فيها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.