حقوق وحريات

بـ"الحمض النووي".. "لجنة دولية" تبحث عن المفقودين السوريين

فُقد أكثر من 100 ألف شخص منذ بداية الصراع في سوريا والنظام مسؤول عن حوالي 85 ألفا منهم
فُقد أكثر من 100 ألف شخص منذ بداية الصراع في سوريا والنظام مسؤول عن حوالي 85 ألفا منهم
أكدت "اللجنة الدولية لشؤون المفقودين" في تصريح خاص لـ"عربي21"، أنها ستبدأ في الفترة المقبلة بموافقة عائلات المفقودين بجمع عينات مرجعية من الحمض النووي من عائلات المفقودين السوريين، للتحقيق في مصير أقاربهم.

وقال مسؤول التواصل في اللجنة، عمر فندي، إن اللجنة الدولية لشؤون المفقودين ستبدأ في أخذ عينات مبدئية من اللاجئين السوريين في ألمانيا وهولندا، وفي مرحلة لاحقة، واعتماداً على نتائج هذا الجهد الأولي، ستجري أيضاً أعمال جمع البيانات في دول أخرى تستضيف لاجئين سوريين.

وأوضح فندي لـ"عربي21" أن اللجنة الدولية لشؤون المفقودين جعلت من الممكن الآن لجميع السوريين الإبلاغ عن المفقودين عبر موقعهم الإلكتروني، كجزء من استعداد اللجنة الدولية لشؤون المفقودين للبحث عن المعتقلين والمفقودين في مراكز الاعتقال والسجون والمقابر الجماعية السورية.

يأتي ذلك، بعد أن أطلقت "اللجنة الدولية لشؤون المفقودين" قبل أيام حملة بعنوان "في ظل غيابهم.. بلغ عن الأشخاص المفقودين" لتشجيع العائلات السورية التي فقدت أقاربها نتيجة للصراع في سوريا على تقديم تقرير إلى مركز الاستفسار عبر الإنترنت التابع للجنة الدولية لشؤون المفقودين (OIC)، والذي يمكّن العائلات من الإبلاغ عن أقربائهم المفقودين وظروف الاختفاء.

وقال بيان الحملة، الذي تسلمت "عربي21" نسخة منه، فُقد أكثر من 100 ألف شخص منذ بداية الصراع في سوريا، وقد أصبح العديد من السوريين وآخرون في عداد المفقودين بسبب الفظائع التي ارتكبت في ظل القتال المستمر، وانتهاكات حقوق الإنسان بما في ذلك عمليات الإعدام بإجراءات موجزة، والاختفاء القسري، والاختطاف، والاحتجاز.

وأضافت أن حوالي مليون طالب لجوء ولاجئ سوري في أوروبا، ولذلك تقوم اللجنة الدولية لشؤون المفقودين بالحصول على معلومات عبر التبليغ عن جميع الأشخاص المفقودين والمختفين بغض النظر عن خلفيتهم الطائفية أو القومية أو الجنسية أو الخلفية العرقية أو الدينية، أو دورهم في النزاع، أو الانتماء السياسي، أو ظروف الاختفاء، أو أي عامل آخر، بما في ذلك أولئك الذين يعتقد أنهم على قيد الحياة وأولئك الذين يخشى مقتلهم.

وقالت كاثرين بومبيرغر، المديرة العامة للجنة الدولية لشؤون المفقودين: "يمكن لأفراد الأسرة اتخاذ إجراء في ظل غياب أحبائهم، يمكنهم الإبلاغ عنهم للجنة الدولية لشؤون المفقودين، حيث يزيد الإبلاغ عن المفقود من فرصة العثور عليه يوما ما، على الرغم من عدم وجود ضمان لذلك".

من جانبه، أشاد المحامي السوري المعارض عبد الناصر اليوسف، بالخطوة التي أقدمت عليها المنظمة، داعيا إلى توسيع نطاق عملها ليشمل الداخل السوري، والدول التي تسجل تواجداً للاجئين السوريين.

وأضاف لـ"عربي21" أن على المجتمع الدولي تكثيف الضغوط على النظام السوري ليفتح معتقلاته وسجونه لأن الحفاظ على حياتهم وإنقاذهم أهم حالياً.

وتابع بالتأكيد على أهمية الكشف عن مصير المختفين والمفقودين، مشيراً إلى أن مشكلتهم تعد من أعقد المشاكل التي تخلفها الحروب.

وقال اليوسف، إن الأولى بالمجتمع الدولي أن يفتح هذا الملف ويجبر النظام على فصله عن الشأن السياسي، لأنه بالنهاية ملف إنساني، ولا علاقة له بالصراع الدائر.

وتقدر منظمات حقوقية، أن جميع الأطراف السورية مسؤولة عن اختفاء ما يقرب من 100 ألف شخص، في حين تقدر "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" أن قوات النظام السوري وحدها مسؤولة عن حوالي 85 ألف شخص مفقود.
التعليقات (0)

خبر عاجل