أعلن اتحاد الشغل التونسي، الاثنين، موقفه من انقلاب قيس سعيد على الدستور والديمقراطية في البلاد، دون إدانة أو تأييد، في موقف وصفته وسائل إعلام عدة بأنه "ضبابي".
وأكد المكتب التنفيذي الوطني للاتّحاد العام التونسي للشغل، المجتمع بصفة طارئة، حرصه على ضرورة التمسك بالشرعية الدستورية في أي إجراء يتخذ في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد لتأمين احترام الدستور، واستمرار المسار الديمقراطي، وإعادة الاستقرار للبلاد، واسترجاع طاقتها في البناء والتقدم، وذلك إثر التدابير الاستثنائية التي اتخذها رئيس الجمهورية وفق الفصل 80 من الدستور؛ توقيا من الخطر الداهم، وسعيا إلى إرجاع السير العادي لدواليب الدولة وفي ظلّ تفشّي الكوفيد.
كما أكد الاتّحاد في بيان له اليوم، على وجوب مرافقة التدابير الاستثنائية التي اتّخذها الرئيس بجملة من الضمانات الدستورية، وفي مقدّمتها ضرورة ضبط أهداف التدابير الاستثنائية بعيدا عن التّوسع والاجتهاد والمركزة المفرطة، وتحديد مدّة تطبيق الإجراءات الاستثنائية، والإسراع بإنهائها؛ حتّى لا تتحوّل إلى إجراء دائم، والعودة في الآجال إلى السير العادي وإلى مؤسّسات الدولة، وكذلك ضمان احترام الحقوق والحريات، بما فيها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، دون تجزئة مع الاحتكام إلى الآليات الديمقراطية والتشاركية في أي تغيير سياسي في إطار خارطة طريق تشاركية واضحة تسطّر الأهداف والوسائل والرزنامة، وتطمئن الشعب، وتبدّد المخاوف.
وعبّر الاتحاد عن رفضه لجوء أيّ طرف مهما كان موقعه أو موقفه أو دواعيه إلى العنف، معبرا في الوقت ذاته عن رفضه القطعي لسياسة التشفّي أو تصفية الحسابات، وضمان خروج سلمي من هذه المرحلة الدقيقة والصعبة.
وحيّا اتّحاد الشغل المؤسّسة العسكرية، ودعا كلّ الأطراف إلى وجوب النأي بها عن التجاذبات السياسية، إيمانًا منه بعراقة هذه المؤسّسة ووطنيتها، وتمسّكها غير المشروط بحماية أمن البلاد والعباد، حفاظا على مدنية الدولة .
كما شدّد على مراجعة التدابير الخاصة بالقضاء لضمان استقلاليته. وحيّا أيضا التحرّكات الاجتماعية والشعبية السلمية التي انطلقت في العديد من الجهات، وشكّلت حلقة في سلسلة مراكمة النضال الشعبي والاجتماعي في تونس، معبرا عن إدانته الأسلوب القمعي الذي انتهجته الحكومات تجاهها، وأفضت إلى انتهاك الحرّيات، واعتقال العديد من النشطاء، وكادت تعود بالبلاد إلى مربّع الاستبداد.
وذكّر اتحاد الشغل في بيانه بأنّ الأزمة التي تردّت فيها البلاد قد سبق أن نبّه إليها الاتحاد عديد المرّات، وثبّت تقييمه لها في ديباجة المبادرة الوطنية، وسجّل أنها قد بلغت اليوم أقصاها، ووصلت إلى حدّ تعطّل دواليب الدولة، وتفكّك أواصرها وأجهزتها، وتردّي الوضعين الاجتماعي والاقتصادي، وتعمّق معاناة الشعب، وتزايد الفوارق بين الفئات والجهات، وتفشي الفساد ونهب المال العام، واستشراء مظاهر المروق على القانون، وخرقه بالغلبة طورا وبتطويع التشريعات والأجهزة ومنها القضاء طورا آخر لصالح لوبيات متنفّذة، وأطراف استباحت الحقوق والبلاد، ورهنتها في
سياسة تداينية خطيرة فرّطت في السيادة الوطنية، وقد حان الوقت لتحميل المسؤوليات، وإنهاء هذه الحقبة التي وضعت تونس على صفيح من نار.