صحافة دولية

الغارديان: قيس سعيد "الشرطي الروبوت" متهم بتنفيذ انقلاب

في الوقت الذي انتخب فيه سعيد لمنصب يمنحه سلطات محدودة إلا أنه عبر عن رغبة بدستور يمنحه سلطات رئاسية أوسع- جيتي
في الوقت الذي انتخب فيه سعيد لمنصب يمنحه سلطات محدودة إلا أنه عبر عن رغبة بدستور يمنحه سلطات رئاسية أوسع- جيتي

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالا للصحفي بيتر بيومنت، قال فيه إن الرئيس التونسي المعروف بالرئيس "روبو كوب" (الشرطي الروبوت) متهم بتنفيذ انقلاب في البلاد.

 

وجاء في مقال بيومنت، الذي ترجمته "عربي21"، أن الرئيس التونسي أدخل البلاد في أزمة سياسية جديدة، بعد أقل من عامين على وصوله إلى المنصب بشكل مفاجئ.

 

وكان صعود أستاذ القانون الممل، بحسب تعبير الكاتب، والمفتقر للتجربة السياسية أو الانتماء لحزب يدعمه، إشارة عن خيبة أمل التونسيين ببلدهم بعد ثورة عام 2011، التي أشعلت ما عرف بثورات الربيع العربي.

 

لكن المشكلة في سعيد، 63 عاما، وبخاصة للشباب، أنه كان مملا لدرجة تحول فيها إلى مصدر للنكات، وأعطته طريقة كلامه المثيرة للضحك لقب "روبو كوب"، في إشارة إلى فيلم هوليوودي شهير بهذا الاسم.


ولفت الكاتب إلى أن قيس سعيد لم تلوثه سياسة مرحلة ما بعد الثورة، ولا اتهامات الفساد، وبدا كرهان آمن، وحل محل الباجي قايد السبسي الذي توفي منتصف عام 2019.

 

وفرض الباحث القانوني نفسه على الانتخابات التي شابتها عملية اعتقال وسجن رجل الإعلام المعروف نبيل القروي بتهم الفساد.

 

ولم يخف سعيد، الذي درس القانون بجامعة تونس، مواقفه المحافظة، فقد عبر عن صراحة في معارضته لحقوق المثليين، وقدم نفسه كمرشح محارب للفساد، وداعية للعدالة الاجتماعية، في بلد عبر فيه الكثيرون عن خيبة أملهم بالسياسة الديمقراطية التي أعقبت ديكتاتورية زين العابدين بن علي، وليس أقلها تلك التي مثلتها حركة النهضة، الحزب الإسلامي المعتدل، وفق تعبير الكاتب.

 

وفي الوقت الذي انتخب فيه سعيد لمنصب يمنحه سلطات محدودة، إلا أنه عبر عن رغبة بدستور يمنحه سلطات رئاسية أوسع، وهو ما قاد إلى سلسلة من المواجهات مع رئيس الوزراء هشام المشيشي ورئيس البرلمان راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة المخضرم، والذي عاد إلى تونس من المنفى في عام 2011 بعد رحيل ابن علي.

 

وأثرت المنافسات حول من يسيطر على قوى الأمن والتعيينات في الحكومة على الوضع الفوضوي أصلا، الذي زاد سوءا مع انتشار فيروس كورونا، بالإضافة للسخط العام في مرحلة ما بعد الثورة، حيث تأثرت صناعة السياحة بهجومين "إرهابيين" استهدفا السياح الأجانب.

 

ووصلت الأزمة ذروتها عندما أمر سعيد الجيش بتولي مهمة الرد على كوفيد- 19، بعد عزل وزير الصحة، والعملية الفاشلة لتوفير اللقاحات في مراكز التطعيم، وتفاقمت مع التظاهرات ضد الحكومة وحركة النهضة، وأدى إلى عزل رئيس الوزراء وتجميد البرلمان، وهو ما قاد لاتهامات من الحزب الإسلامي لسعيد بتنظيم انقلاب.

 

وزادت المخاوف من البيان الذي بثه التلفزيون التونسي، وهدد فيه بالرصاص لمن يفكر باللجوء إلى السلاح أو يطلق القنابل. وبرر سعيد، وهو خبير بالقانون الدستوري، تحركاته بناء على المادة 80، التي تعطي الرئيس صلاحية عزل الحكومة، وتجميد البرلمان، ونزع الحصانة عن أعضائه في وجه الخطر المحدق بالبلاد.

 

وزعم سعيد أن الكثير من الناس خدعوا بالنفاق والخيانة وسرقة حقوق الشعب. ويرى النقاد أنه بالغ في تفسير السلطات الدستورية، وسط نزاع طويل ومحاولات فاشلة لتعيين محكمة دستورية مهمتها توضيح السلطة في مرحلة ما بعد الثورة.

 

ووصف عضو بحركة النهضة سعيد بأنه مثل عبد الفتاح السيسي، الذي انقلب على الرئيس المصري الراحل محمد مرسي في عام 2013، قائلا: "سعيد هو سيسي جديد، يريد تجميع السلطة لنفسه، وسنقف أمام الانقلاب على الثورة".

التعليقات (0)