هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن الجيش اليمني، الخميس، إحباط قواته هجمات شنها مسلحو الحوثي في الأطراف الشمالية والجنوبية من محافظة مأرب، شمال شرق البلاد، فيما أعلنت الحكومة اليمنية رفضها للمبادرة التي كشف عنها الحوثيون بشأن "مأرب".
وجاءت هذه الهجمات الحوثية بعد أيام من كشف الجماعة عن
ما وصفتها "مبادرة مأرب"، لوقف هجومها على المحافظة الغنية بالنفط.
وأفاد المركز الإعلامي التابع للجيش اليمني بأن قواته
أفشلت هجوما حوثيا على أحد المواقع العسكرية في قطاع اليعرف بجبهة ماس شمال غرب مدينة
مأرب.
وبحسب مصدر عسكري، وفق المركز، فإنه تم إفشال الهجوم في
لحظاته الأولى، وإجبار المسلحين الحوثيين على التراجع بعد خسائر في الأرواح والعتاد.
وأشار إلى أن قصفا مدفعيا شنته قوات الجيش على تجمعات
وتحركات تابعة للحوثيين في مواقع متفرقة من الجبهة، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى
في صفوف العناصر الحوثية، وإعطاب مركبة عسكرية.
وفي جبهة مراد، جنوبي مأرب، ذكر مركز "سبأ"
الإعلامي (موال للجيش) أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الموالية لها أحبطت محاولة
تسلل للمليشيات الحوثية باتجاه جبل لبزخ الاستراتيجي في مديرية رحبة، التي تشهد معارك
ضارية متواصلة منذ أكثر من شهر.
اقرأ أيضا: محللون: مبادرة الحوثي بشأن "مأرب" مناورة وفرض إملاءات
فيما قالت قناة "المسيرة"، الناطقة باسم الحوثيين،
إن مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية، تصفه بـ"طيران العدوان"،
نفذ 7 غارات على مديرية رحبة، جنوبي مأرب، مشيرة إلى أنه جرى استهداف مواقع
لمديرية صرواح غرب مأرب بأربع غارات.
وأضافت أن طيران التحالف شن غارتين على مديرية باقم الواقعة
في محافظة صعدة، على الشريط الحدودي مع السعودية، شمالي اليمن. ولم تكشف القناة عن حجم الخسائر
في صفوفها جراء تلك الغارات.
وفي سياق متصل، قال وزير الإعلام والثقافة، معمر الإرياني، إن "ما عجزت مليشيا الحوثي عن
تحقيقه في مأرب عبر الحرب لن تنتزعه بالمراوغات السياسية"، في أول تعليق رسمي
على المبادرة التي كشف الحوثيون النقاب عنها لوقف هجومهم على مأرب.
وفي بيان نشرته وكالة "سبأ" الرسمية، أكد الإرياني
أن شروط مليشيا الحوثي لوقف عدوانها الذي وصفه بـ"البربري" على مأرب، تكرار
لنقاط المدعو مهدي المشاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للجماعة- نشرت قبل
تصعيدها العسكري الواسع في سبتمبر/ أيلول 2020، ورفضتها في حينه السلطة المحلية ومشائخ
وقبائل وأبناء محافظة مأرب.
وأوضح وزير الإعلام والثقافة اليمني أن "تلك النقاط
التي رفضت في أوج حشد مليشيا الحوثي لعناصرها وسلاحها الثقيل نحو مأرب، متابعا القول:
"لن تمر الآن، وقد دفن الجيش والمقاومة وقبائل مأرب عدتها وعتادها في جبال وصحارى
وسهول ووديان المحافظة.
ومضى قائلا: "وما فشلت المليشيا في تحقيقه عبر الحرب
لن تنتزعه اليوم بألاعيب ومراوغات سياسية".
واعتبر المسؤول اليمني أن أطروحات جماعة الحوثي تؤكد
بُعدها الكامل عن طريق ونهج السلام ومتطلباته، ومحاولاتها تجزئة الأزمة والحل، بما
يتلاءم مع مخططاتها العسكرية على الأرض، ورفضها للسلام الحقيقي الذي ينهي الحرب في
كامل اليمن.
وتضمنت المبادرة المثيرة للجدل تسع نقاط، قال محمد عبدالسلام،
المتحدث باسم الحوثيين، إنها تحقق شروط السلام، حيث تم عرضها على الوفد العماني الذي
زار العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة جماعته، في الشهرين الماضيين، تحت مسمى "مبادرة
مأرب".
وبحسب ما جاء في المبادرة، فإنها تشترط إدارة مشتركة
لمحافظة مأرب مع السلطة اليمنية التابعة للحكومة الشرعية، بالإضافة إلى قوات أمنية
مشتركة، وإتاحة حرية التنقل لعناصرها من المحافظة وإليها، مع إطلاق الأسرى التابعين
لها لدى السلطات الحكومية.
وتشترط الحصول على حصص من النفط والغاز، إلى جانب إعادة
تصدير النفط عبر خط التصدير الممتد من مأرب إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر، الذي
يسيطرون عليه، في محافظة الحديدة، غرب اليمن.
فيما اعتبر مراقبون ومحللون يمنيون أن هذه الإملاءات، التي تسميها الجماعة الحوثية مبادرة، تعني "تسليم المحافظة الغنية بالنفط لمسلحيها،
بعدما عجزت عن السيطرة عليها عسكريا، منذ أكثر من عام"، حيث يشن مسلحوها بشكل
متواصل وبمختلف أنواع الأسلحة، منها الصواريخ الباليستية والطائرات غير المأهولة.
ومنذ مطلع العام الجاري، كثف الحوثيون هجماتهم في مأرب
للسيطرة عليها، كونها أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيس لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها
بثروات النفط والغاز، ومحطة مأرب للكهرباء.