هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا مجلس الأمن الدولي، الاثنين، إلى وقف العنف في أفغانستان وحذر حركة طالبان التي عادت إلى السلطة من أي رغبة في جعل البلاد قاعدة لهجمات إرهابية في المستقبل.
وفي بيان مشترك في ختام اجتماع، الاثنين، دعا مجلس الأمن إلى "وقف فوري لكل الأعمال العدوانية وتشكيل حكومة جديدة عبر مفاوضات موسعة، تكون موحدة وجامعة تشمل خصوصا مشاركة كاملة وكبرى للنساء".
من جهته، دعا أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، المجتمع الدولي إلى الاتحاد و"استخدام جميع الأدوات" لعدم تحول أفغانستان إلى"منصة أو ملاذ للإرهاب".
وكان مجلس الأمن عقد، الاثنين، جلسة خاصة بشأن التطورات المتسارعة في أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول.
وعقدت الجلسة بناء على طلب من النرويج وإستونيا.
وقال غوتيريش، في إفادته خلال الجلسة: "يتابع العالم الأحداث في أفغانستان بقلب حزين وقلق عميق، لقد شاهدنا فوضى، واضطرابات، وريبة وخوفا". وأضاف: "أحث جميع الأطراف، ولا سيما حركة طالبان، على بذل قصارى جهدهم وضبط النفس لحماية الأرواح وضمان تلبية الاحتياجات الإنسانية".
وتابع: "يجب أن يتحد المجتمع الدولي ويستخدم جميع الأدوات المتاحة لدعم حقوق الإنسان في أفغانستان".
اقرأ أيضا: طالبان تجمع الأسلحة في كابول.. "المدنيون في حمايتنا" (شاهد)
ودعا غوتيريش طالبان و"جميع الأطراف" إلى "احترام القانون الإنساني وحماية الحقوق والحريات".
وقال أمين عام الأمم المتحدة: "يجب على المجتمع الدولي أن يتحد للتأكد من أن أفغانستان لن تستخدم مرة أخرى كمنصة أو ملاذ آمن للمنظمات الإرهابية".
وعن الوضع الداخلي في أفغانستان، أضاف: "نحن نتلقى تقارير تقشعر لها الأبدان عن قيود صارمة على حقوق الإنسان في جميع أنحاء البلد". وتابع: "أناشد مجلس الأمن والمجتمع الدولي ككل، بالوقوف والعمل معًا، واستخدام جميع الأدوات المتاحة لمكافحة التهديد الإرهابي في أفغانستان".
وفي الشأن الإنساني، أوضح غوتيريس أن الأزمة الإنسانية تؤثر على 18 مليون شخص، دون تفاصيل أكثر.
ممثل أفغانستان
بدوره، أعرب ممثل أفغانستان الأممي الحالي للفترة لما قبل سيطرة طالبان، عن قلقه العميق من عدم احترام حركة طالبان لتعهداتها، وزعم وجود عمليات إعدام تقوم بها الحركة.
وهاجم طالبان بشدة بالقول إنها "لم تف بوعودها في أفغانستان".
وأضاف أن ملايين الناس في أفغانستان يواجهون مصيرا مجهولا، مشيرا إلى أن الوضع في كابول "مثير للقلق، حيث شهدنا فوضى عارمة في مطار العاصمة كابول".
وزعم ممثل أفغانستان في الأمم المتحدة، أن سكان كابول "يشعرون بالخوف"، متهما طالبان بأنها بدأت في "تفتيش المنازل بحثا عن أسماء بعينها".
وحث مندوب أفغانستان على عدم الاعتراف بسلطة طالبان.
اقرأ أيضا: طالبان لـ"عربي21": أغلب الولايات انضمت لنا دون قتال
مندوب بريطانيا
من جانبه، طالب مندوب بريطانيا بالأمم المتحدة، حركة طالبان باحترام القانون الدولي، وحقوق الإنسان، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
وقال: "سنواصل العمل مع الشركاء لحل الوضع في أفغانستان"، متهما طالبان بأنها تقوم "بانتهاكات" ضد المدنيين.
وأضاف أن "أفعال طالبان تناقض أقوالها في المفاوضات"، مشيرا إلى أن "ما يحدث في أفغانستان مأساة كاملة" وفق تعبيره.
وأكد أن حماية الأقليات في أفغانستان ضرورة.
المندوبة الأمريكية
واعتبرت المندوبة الأمريكية، السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، أن وصول "طالبان" إلى كابول الأحد، بمثابة "فترة غير مؤكدة وحاسمة، تتطلب من المجتمع الدولي التحدث بصوت واضح وموحد".
وأضافت: "يجب أن يكون كل أفغاني قادرا على العيش في أمان وأمن وكرامة، ويجب حماية السكان المدنيين واحترام الحريات الأساسية لجميع المواطنين الأفغان، وخاصة النساء والفتيات والأقليات".
وتابعت: "ندعو جميع الأطراف إلى التصدي للإرهاب، وعلينا جميعا أن نضمن ألا تكون أفغانستان قاعدة للإرهاب مرة أخرى".
وحثت "جيران أفغانستان، وغيرهم في المنطقة وخارجها، على توفير الملاذ، سواء كان مؤقتا أو دائما، للأفغان الذين يحاولون الفرار".
المندوب الروسي
بدوره، أكد المندوب الروسي، السفير فاسيلي نيبيزيا، على أهمية عدم تحول أفغانستان إلى ملاذ آمن للإرهاب.
لكنه اعتبر أن "طالبان أرست حتى الآن وضعا مستقرا في أفغانستان، ولم تكن هناك حمامات دم".
المندوب الصيني
فيما قال نائب المندوب الصيني، جينج شوانج، خلال الجلسة، إن "الوضع الحالي في أفغانستان ناجم عن الانسحاب المتسرع للقوات الأجنبية من هذا البلد".
ومنذ أيار/ مايو الماضي، بدأت طالبان بتوسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامنا مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية، المقرر اكتماله بحلول 31 آب/ أغسطس الجاري.
وقال: "لا يجب أبدا أن تصبح أفغانستان ملاذا للإرهابيين (...) يجب على طالبان أن تنأى بنفسها عن الجماعات الإرهابية".
وأكد بقية أعضاء مجلس الأمن على ضرورة التزام "طالبان" بالعهود التي قطعتها على نفسها في محادثات الدوحة وفي محافل أخرى.