هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار دخول شاحنات محملة بالمواد
الإغاثية، عبر معبر ميزناز-معارة النعسان الواصل بين مناطق سيطرة النظام السوري
وإدلب وريف حلب الغربي، مخاوف المعارضة السورية، من أن تكون الخطوة تمهيدا لوقف
دخول المساعدات الأممية من الحدود التركية عبر معبر "باب الهوى".
وعلى مدار الأيام الماضية، ضجت مواقع
التواصل بالانتقادات لقرار "هيئة تحرير الشام" فتح المعبر الخاضع
لسيطرتها، رغم الرفض الشعبي الواسع للخطوة.
من جانبها، أكدت "حكومة
الإنقاذ" الذراع الخدمي لـ"تحرير الشام"، أن دخول الشاحنات لا يعني
بحال من الأحوال افتتاح المعابر مع النظام، موضحة في بيان أن دخول الشاحنات
المحملة بالمواد الإغاثية، يأتي في إطار نقل مستودعات تابعة لبرنامج "الغذاء
العالمي" من مدينة حلب إلى إدلب.
وأضافت أن 15 شاحنة تقوم بنقل 12 ألف
حصة غذائية، مشددة على أن الخطوة لا تعني فتح معبر إنساني مع النظام.
من جهتها، قالت الخارجية الروسية؛ إن
هذا الإجراء كان أحد النتائج العملية الأولى لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2585، الذي
نص على إيصال المساعدات الإنسانية إلى مختلف المناطق السورية من دمشق عبر خطوط
الاتصال، مؤكدة في بيان نجاح المرحلة الأولى من الإمدادات.
ودعت الخارجية إلى وجوب وضع آلية
موثوقة لتوزيع المساعدات؛ لمنع وقوعها في أيدي هيئة تحرير الشام، الذين يسيطرون في
منطقة خفض التصعيد.
وعن الأهداف الروسية، قال الباحث
المختص بالشأن الروسي، الدكتور محمود الحمزة؛ إن روسيا تخطط من وراء الضغط لافتتاح
المعابر الداخلية بين مناطق سيطرة النظام السوري والشمال السوري، إلى إنعاش اقتصاد
النظام، وكذلك تسهيل عودة النازحين واللاجئين.
وأضاف لـ"عربي21"، أن روسيا
تعتقد أن افتتاح المعابر مع الشمال السوري، من شأنها تخفيف عزلة النظام السوري،
والادعاء كذلك بالتزام النظام بالقرارات الدولية، وعدم عرقلة دخول المساعدات.
وتابع الحمزة، أن إدخال المساعدات
الأممية عبر مناطق النظام، يناقض الواقع تماما، بحيث من المعلوم أن النظام يستولي
على كل المساعدات الواردة إلى مناطق سيطرته، ويتصرف بها كما يشاء.
أما عضو الائتلاف الدكتور زكريا
ملاحفجي، حذر من مخططات روسية تهدف إلى قطع الطريق على دخول المساعدات الأممية من
الحدود التركية، والاستعاضة بدلا من ذلك بإدخالها من مناطق سيطرة النظام، بالتنسيق
مع الأسد.
وفي حديثه لـ"عربي21"، قال
ملاحفجي؛ إن السماح بمرور المساعدات هنا ليس حبا بسكان الشمال السوري، وإنما خدمة
لهدف الاستغناء عن إدخال المساعدات العابرة للحدود من معبر "باب الهوى".
وتابع ملاحفجي، بأن روسيا تسعى كذلك
إلى تبريد الجبهات السورية، وذلك حرصا منها على الانتهاء من الوضع المتوتر في
الجنوب السوري، قائلا: "لروسيا أهداف عدة، وعلى رأسها إغلاق معبر باب الهوى
أمام دخول المساعدات الأممية، بحجة انتهاء الحاجة".
عضو الائتلاف، عاطف زريق، أشار
لـ"عربي21"، إلى المخاوف من أن تكون الخطوة مقدمة لإعادة تأهيل النظام
سياسيا، بمعنى أن النظام قادر على إدخال كل المساعدات لكامل الجغرافيا السورية عن
طريق خطوط التماس، مستقبلا.
وإلى جانب ذلك، حسب زريق، تسود مخاوف
أيضا من أن يؤدي وصول المساعدات الأممية عبر خطوط التماس مع النظام، إلى
الاستغناء عن مرور المساعدات عبر الحدود التركية.
اقرأ أيضا: ما هي مكاسب نظام الأسد و"ثوار درعا" من الاتفاق الأخير؟
وفي تموز/يوليو الماضي، مدد مجلس الأمن
آلية المساعدات لشمال سوريا لمدة 6 شهور قابلة للتجديد للمدة ذاتها، وذلك بعد
تصويت أعضاء المجلس بالإجماع على مشروع القرار المشترك، الذي توصلت إليه روسيا
والولايات المتحدة والنرويج وإيرلندا.
وقبل ذلك، كانت روسيا ترفض تمديد آلية
المساعدات العابرة للحدود من خلال المعابر مع تركيا، وتطالب بحصر إدخالها من المنافذ
الحدودية التي يسيطر عليها حليفها نظام الأسد.