قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن تحليل الأرقام، بعد نحو عام من اتفاقيات
التطبيع بين
الإمارات وإسرائيل، يظهر حجم صادرات هائل من قبل أبوظبي لدولة
الاحتلال خلال شهر واحد. لكن في المقابل فإن ما تصدره
إسرائيل نوعي.
وقالت الصحيفة إن حجم الصادرات خلال حزيران/ تموز 2021 من إسرائيل
للإمارات بلغ 210 ملايين دولار، في حين بلغ العكس 400 مليون دولار.
بحسب تقديرات معهد التصدير الإسرائيلي،
فإن جزءا كبيرا من
التجارة هو تصدير خدمات الهايتيك مثل تكنولوجيا السايبر التي
مقابلها لا يوجد أي بيانات رقمية، وهي المجالات التي تثري الاقتصاد الإسرائيلي أكثر
من أي فرع آخر.
وقال إن حجم البيانات يشمل
تجارة مزدهرة في مجال الماس بنسبة 70 في المئة من التصدير وحوالي نصف الاستيراد. والماس
هو مجال يصعب قياس تأثيره الاقتصادي الحقيقي على الاقتصاد، مع الأخذ في الحسبان أن
الحديث يدور عن فرع فيه إسرائيل تستورد الماس الخام وتصدر منتوجات مصقولة.
وقال إنه من غير المعروف أيضا
ما هو تأثير النشاط السري لشركة "أنبوب النفط من إيلات إلى أسدود"، وهي
شركة خاصة بملكية الحكومة، التي ضمن أمور أخرى تنقل النفط الخام من الإمارات إلى
ميناء إيلات ثم إلى البحر المتوسط. ونشاطها يثري عددا من رجال الأعمال المستقلين، على حد
قولها.
وقالت الصحيفة إن التجارة بدون الماس بلغت فقط 94 مليون دولار في السنة الماضية، حيث إن مجالات النشاط
الرئيسية التي عمل فيها المصدرون الإسرائيليون هي الأجهزة الطبية وتكنولوجيا
الزراعة.
وقال أديب
باروخ، رئيس معهد التصدير: "أنا لا أتحدث عن الماس، بل عن زيادة مهمة في مجال
تقديم الخدمات. والمجالات المهمة هي الزراعة والتكنولوجيا المنخفضة
والأموال والسايبر المدني والطب الرقمي، التي تنمو بوتيرة مرتفعة". ومجمل
تصدير إسرائيل هو 50 مليار دولار في السنة، بحسب بيانات المكتب المركزي للإحصاء.
وأشار إلى أنه إذا
استمرت التجارة بالوتيرة الحالية فإن الإمارات ستتجاوز دولا أوروبية كثيرة، طالما
أن الأمر يتعلق بحجم التجارة مع إسرائيل، وستصبح من الشركاء العشرين الكبار الذين
يتاجرون معنا.
وأضاف: "الآن
أحجام التجارة مع اتحاد الإمارات مرتفعة بعدة أضعاف من دول مجاورة أخرى مثل الأردن
ومصر، وأكثر من السويد وتشبه دولا مثل روسيا".
ولفت باروخ إلى أنه "في المرحلة الأولى سنركز على مجال التجميل
الطبي، والجراحة التجميلية. في دبي وفي أبوظبي توجد سياحة طبية متشعبة في هذا
المجال. يأتي إلى هناك أشخاص من بريطانيا وإيران وروسيا من أجل إجراء عمليات تجميل
طبية، ودبي تعتبر بافرلي هيلز 2 في هذا المجال، ويوجد الكثير من الخبراء بمستوى
عالمي توجد لهم عيادات فيها وفي أبوظبي، وهم يتمتعون بتسهيلات ضريبية
والبنى التحتية فيها مرضية، وهم يحولون هذه الإجراءات الطبية إلى احتفال
سياحي".
وأضاف: "بالنسبة
لي فإن اتحاد الإمارات حتى من ناحية حجم السوق ومن ناحية الأرباح التي يمكن تحقيقها
هناك من كل صفقة، أكبر بكثير من إسرائيل، هذه ببساطة صفقات كبيرة ونحن نأتي مع
تكنولوجيا متقدمة مقارنة بالمنافسين، لقد التقينا هناك مع عدد كبير من الأشخاص
التكنولوجيين جدا الذين تعلموا في الجامعات الأغلى في الولايات المتحدة، وهم
يعرفون كيف يديرون مفاوضات بصورة مثالية".
ولفتت الصحيفة إلى أن تجارة
المجوهرات في إسرائيل، هي الرابح الأكبر، وقال رئيس اتحاد الماس غادي غرتال: "في
الإمارات وضعوا لأنفسهم هدف السيطرة على مفترق الطرق التجاري، الذي يقع بين آسيا
والدول العربية، ومجال الذهب والمجوهرات هو ضروري بالنسبة لهم".
وأضاف: "خلافا للبحرين
التي بالنسبة لها الاتجار بالمجوهرات هو بهدف بيعها للزبائن، الشيوخ أنفسهم، فإنهم
في الامارات يسوقون بشكل كبير جدا لتكون بورصة تجارية".