هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يواصل غياب نائب رئيس الوزراء الأفغاني، الملا عبد الغني برادر، إحراج حركة طالبان، وهو الذي يعد الرجل الثاني في قيادتها، ورئيس مكتبها السياسي.
وبثت الحركة مقطع فيديو لما قالت إنها مقابلة حديثة أجريت مع برادر، دون أن يتسنى التحقق من تاريخها، وذلك بعد تناقل وسائل إعلام عالمية أنباء غير مؤكدة عن إصابته أو مقتله في خلاف داخلي أثناء مداولات تشكيل الحكومة.
ولم يتسنّ لـ"عربي21" على الفور التواصل مع متحدثين باسم الحركة للاستفسار عن سبب غيابه، أو تعذر ظهوره في مؤتمر صحفي عام.
— Dr.M.Naeem (@IeaOffice) September 15, 2021
ولم يظهر حتى اللحظة الرجل الأول في طالبان، أو "أمير المؤمنين" كما تسميه الحركة؛ الملا هيبة الله أخوند زاده، والذي تدور شائعات حول مقتله قبل سنوات.
مجاهد: كانوا يظنونني شخصية وهمية
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد كان يعيش في العاصمة كابول أمام أنظار القوات الأمريكية والسلطات الأفغانية، فيما كان أعداؤه يعتقدون أنه شخصية غير حقيقية.
وذكر تقرير الصحيفة أن ذبيح الله مجاهد، عمل سنوات عديدة في الخفاء، ولم يكن يُعرف إلا صوته عبر الهاتف، قبل أن يظهر فجأة أمام وسائل الإعلام في أول مؤتمر صحفي تعقده حركة طالبان بعد سيطرتها على كابل واستيلائها على السلطة في أفغانستان.
وأكد ذبيح الله مجاهد -في تصريحات أدلى بها لصحيفة "إكسبرس تريبيون" الباكستانية- أن السلطات الأفغانية والقوات الأمريكية كانت تعتقد أنه شخصية غير موجودة على أرض الواقع، موضحا أنه أفلت في عدة مناسبات من محاولات القبض عليه.
وقال المتحدث باسم طالبان إنه تمكن من التحرك بحرية في أفغانستان رغم المطاردة المكثفة من قبل القوات الأمريكية، وأضاف أنه كان يتجول في أفغانستان أمام أنظار الجميع، وتمكن من الوصول إلى الخطوط الأمامية لعمليات طالبان، وكانت تصله المعلومات حول المعارك أولا بأول وهو ما حيّر خصومه.
وأكد مجاهد -في تصريحاته للصحيفة الباكستانية- أنه عاش في أفغانستان خلال العقدين الماضيين ولم يفكر يوما في الخروج منها، وأن القوات الأمريكية كانت تدفع للمواطنين للحصول على معلومات عن مكان إقامته، وقاموا بعدة مداهمات في محاولة للعثور عليه.
وبعد المؤتمر الصحفي الذي عقده مجاهد في آب/ أغسطس الماضي، أكدت يلدا حكيم مراسلة "بي بي سي" أنها كانت مصدومة من مشاهدة الرجل الذي ظلت هويته غامضة على مدى سنوات عديدة، واعتبرت أنه من الصعب التوفيق بين تصريحاته السابقة وتصريحاته الحالية التي تدعو لإحلال السلام.
ونقل تقرير "إندبندنت" عن الصحفي الباكستاني شريف حسن، الذي كان ضمن الصحفيين الذين حضروا المؤتمر الصحفي الأول، قوله: "إنها صورة ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، والذي كان خلال العقد الماضي أكثر نشاطا من كل المتحدثين الرسميين في حكومة أشرف غني. لقد تحدثت معه وتواصلت معه كثيرا عبر الرسائل النصية، لكن هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها وجهه".
وتقول شويتا شارما إن أسئلة كثيرة تطرح حول شخصية ذبيح الله مجاهد، وما إذا كان شخصا واحدا أم مجموعة من الأشخاص. وتقول إن بعض الصحفيين لديهم شكوك في أن الشاب الذي تصدر المؤتمر الصحفي الشهر الماضي يبدو أصغر سنا من أن يكون الشخص الذي كان يتحدث للإعلام في الخفاء طوال السنوات الماضية.
وقال ذبيح الله مجاهد، في التصريحات التي أدلى بها للصحيفة الباكستانية، إنه وُلد عام 1978 في منطقة غارديز التابعة لإقليم باكيتا، وبدأ "الجهاد" ضد القوات الأجنبية عندما كان في الـ16 من عمره.
وأضاف أنه شارك بالعمليات القتالية في عدة مناطق من البلاد، وسُجن 6 أشهر، وأوضح أن هذا اسمه الحقيقي، قبل أن يمنحه قادته صفة "مجاهد"، التي اقترنت باسمه وأصبح متعلقا بها.