صحافة إسرائيلية

تحريض إسرائيلي على الإعلام الألماني بزعم "معاداة السامية"

إعلام ألماني يستضيف مؤخرا شخصيات تنتقد الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته- جيتي
إعلام ألماني يستضيف مؤخرا شخصيات تنتقد الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته- جيتي

وجهت تغطية إعلامية إسرائيلية هجوما تحريضيا على الإعلام الألماني، وذلك لإفساحه المجال لظهور أصوات منتقدة لإسرائيل.

 

وزعم كتاب إسرائيليون أن الإعلام الألماني يسمح بـ"معاداة السامية"، على الرغم من أن الانتقادات التي وجهت فيه كانت فقط لإسرائيل وليس لليهود.

 

وقال كاتب إسرائيلي إن "معاداة إسرائيل سلعة مطلوبة بشدة في وسائل الإعلام الألمانية، خاصة في البث العام، لأنه يجعل من الممكن نشر الآراء المعادية للسامية للجماهير، دون خوف أن أحدا ما سيتعين عليه دفع الثمن مقابل ذلك، وإذا نشأ انتقاد ما فسيكون من الممكن على الفور الدفاع عن نفسه، بدعوى أنه انتقاد مشروع لإسرائيل، وأي ربط بين هذا النقد ومعاداة السامية هو لسان فاحش من اللوبي الصهيوني". 


وأضاف ألداد باك في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمته "عربي21" أن "ألمانيا تجد صعوبة بالغة في تحديد معاداة السامية، خاصة إذا كانت تأتي من الجانب اليساري في الخارطة السياسية لديها، وأكثر من ذلك إذا كانت قادمة من المسلمين، لأن القناعة السائدة بين العديد من قطاعات المجتمع الألماني أن التيار اليساري يعتبر نفسه يخوض كفاحا فطريا ضد العنصرية ومعاداة السامية، والمسلمون هم ضحايا لهذه العنصرية المرتبطة بشكل تلقائي مع تيار اليمين". 

 

اقرأ أيضا: الصهيونية ومعاداة السامية.. مفارقة تحمي "إسرائيل" من النقد

وأوضح أن "احتمال أن يخطئ اليساريون والمسلمون ضد معاداة السامية لا يمكن تصوره على الإطلاق، ولذلك فإن جهودًا كبيرة تُبذل لتجاهل هذه الظاهرة، أو إسكاتها، أو إيجاد أعذار وتفسيرات لمعاداة السامية وإسرائيل والصهيونية، لأن هؤلاء ينجحون في "تغليف" معاداتهم للسامية بعباءة معاداة إسرائيل، وبهذه الطريقة يصبحون نجومًا إعلاميين في ألمانيا".


وأوضح أن "شبكة الإعلام الألماني WDR قررت قبل أسبوع فقط تعيين نعمة الحسن، وهي طبيبة من أصل فلسطيني، مقدمة لبرنامج علمي، ورغم أن اسمها لم يكن معروفًا للجمهور الألماني، لكنها تعتبر نجمة صاعدة في البث العام الألماني، ويرجع ذلك أساسًا لكونها إحدى مؤسسي قناة يوتيوب ساخرة، تهدف لمحاربة التحيز الألماني ضد المسلمين، رغم أنها بدأت نشاطها حتى قبل أزمة اللاجئين عام 2015".


وأشار إلى أن "الحسن المحجبة، وهي ابنة 28 عاما، تعود جذورها إلى عائلة فلسطينية غادرت نابلس عام 1948، وانتقلت لأول مرة إلى لبنان، ومن هناك إلى ألمانيا، وبدأت بارتداء الحجاب في سنواتها الأخيرة، وأصبحت ترتاد المسجد الأزرق في مدينة هامبورغ، ويمكن اعتبار تعيينها ميسرة علمية في محطة WDR محاولة لتنويع الموظفين العاملين، وبالتالي المساهمة في اندماج السكان المسلمين العرب في ألمانيا". 


وأشار إلى أنه "في العامين الماضيين، بدأت مدن مختلفة في جميع أنحاء ألمانيا، بما في ذلك برلين، تحظر تنظيم مظاهرات في يوم القدس، بعد الضغط المستمر من المنظمات اليهودية، لكن صيف 2014 الحار، وخلال المظاهرات المعادية لإسرائيل في شوارع برلين تم تصوير الحسن ترتدي كوفية فلسطينية، وتحدد بأصابعها علامة النصر".

 

اقرأ أيضا: العمال البريطاني متهم بتطهير الحزب من يهود معارضين لإسرائيل

وقال إن "الحسن اتهمت إسرائيل بتكديس أعداد الضحايا الفلسطينيين على مذبحها، وتسعى لإخفاء أفعالها من خلال الإحصائيات".

 

ومنعت الحسن من الوصول لحسابها على تويتر، وبدأت أيدٍ مجهولة بإزالة موادها من على شبكة الإنترنيت، وشرعت ذات الأيدي في توثيق تصريحاتها التي وصفت بالمعادية لإسرائيل، وكل ذلك بهدف الضغط على إدارة شبكة WDR لفصلها من عملها.


وأشار إلى أن "رئيس الجالية اليهودية الألمانية تدخل في الأمر، حتى قررت المحطة التليفزيونية إنهاء تعاونها مع الحسن، باعتبار ذلك جزءا من حرب استنزاف لا هوادة فيها ضد البث العام الألماني، حيث يتم توزيع أفلام وتقارير ومناقشات ذات محتوى مزيف ومضلل معاد لإسرائيل على محطات التلفزيون والإذاعة الألمانية العامة، وبتمويل من دافعي الضرائب الألمان، مع العلم أن البث العام الألماني طالما كان إحدى النقاط المحورية في تشكيل الرأي العام المعادي لإسرائيل"، وفق قوله.

 

التعليقات (1)
معضلة الصهاينة
الأحد، 19-09-2021 12:24 ص
عنصرية الصهاينة ليس لها مثيل يحشدون كل قواهم ضد المسلمين لا يتركون شي دون مراقبة و خاصة في البلدان الاوربية لكن سعيهم باطل دون جدوى لسببين 1- هجرة المسلمين لن تتوقف أبدا ما دام هناك طغاة في البلدان العربية أو الاسلامية 2- ديننا الاسلام يفرض علينا إتقان العمل يعني التفوق. إذن على الصهاينة الاختيار إما مناصرة الطغاة أو إنتظار وزراء جدد في أوروبا من المسلمين.