هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبير عسكري إسرائيلي بارز، إن "إسرائيل" بكل ما تملكه من قدرات، لا يمكن لها أن توقف تطلعات إيران النووية ولكن يمكن أن تعيقها.
وأضاف الخبير في الشؤون العسكرية؛ الإسرائيلي ألون بن دافيد؛ في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية: "كان منعشا أن نرى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وهو يهرع لتهدئة الزبائن الغاضبين في محطات الوقود التي تعطلت بسبب هجمة سايبر، ولكن ما الذي حققته فعلا هذه الهجمة؟".
ولفت إلى أن هذه الهجمات التي عطلت محطات الوقود، "عرضت النظام الإيراني بشكل مهين، كمن بات عاجزا أمام هجمات عدو متطور، وهذه ليست أول مرة، فقبل بضعة أشهر شلت هجمة سايبر حركة القطارات في إيران وأخرى استهدفت ميناء بندر عباس".
غموض وتشويش
وذكر الخبير، أنه "برغم ما تسببت به هذه الهجمات للنظام الإيراني من ضرر، إلا أنها لم تحرك احتجاجا واسعا أو اضطرابا مدنيا، وهي لم تؤثر على قرارات القيادة الإيرانية ولم ترجح كفة الميزان بين تل أبيب وطهران، لكنها منحتنا شعورا بالدفء".
وبين أنه "في إطار ما يسمى "المعركة بين الحروب" تعزو منشورات أجنبية لإسرائيل سلسلة لا تتوقف من الأعمال ضد مصالح إيرانية، وتنفذ هذه الأعمال في كل ساحة وفي كل مدى تقريبا؛ الجوي، البحري، السري والسايبري، ومنذ بداية الشهر بلغ عن 4 هجمات نفذها الجيش الإسرائيلي في سوريا ضد أهداف مختلفة".
ولفت إلى أن "إسرائيل تحرص على إبقاء الغموض في عمليات المعركة بين الحروب، ولكنها أعلنت أنها تستهدف ثلاث غايات أساسية هي: تشويش التموضع الإيراني في سوريا، وإحباط نقل السلاح المتطور لحزب الله، وإحباط إقامة شبكات لمجموعات على حدود هضبة الجولان".
وأما "الغاية الأخيرة، فتتحقق بنجاح كبير، فحزب الله وإيران يجدان صعوبة في إقامة شبكات ناجعة ضد إسرائيل في الجولان (المحتل)، ونقل السلاح لحزب الله يحبط في جزء منه، كما أن التموضع الإيراني يصطدم بالمصاعب ولكنه لا يتراجع".
ونبه بن دافيد إلى أنه "في السنوات الأخيرة أدخلت لعمليات "المعركة بين الحروب" ساحتان هامتان، هما البحرية والسايبرية"، موضحا أنه "في الساحة البحرية شوشت إسرائيل على تموضع الأسطول الإيراني في البحر الأحمر، وكان هذا بثمن المس بملكية سفن إسرائيلية، ما دفع تل أبيب إلى أن تقلص عملياتها هذه".
اقرأ أيضا: رغم تفاؤل عودة مفاوضات نووي إيران.. طريق التفاهم طويلة
وفي الساحة السايبرية، "تعرضنا لسلسلة هجمات ومحاولات هجمات إيرانية، ونجحت بعضها في التسلل لبعض مخزونات المعلومات وسحبت منها موجودات باهظة القيمة، وردت إسرائيل –بحسب منشورات أجنبية- بهجمات من جانبها".
وزعم أن "جزءا من سلسلة عمليات "المعركة بين الحروب" استهدفت إحباط تهديد فوري، مثل نصب منظومة سلاح هامة في سوريا أو خلية تخطط لعملية في هضبة الجولان، ومعظمها نفذ بسهولة، لأن الخطر متدنٍ ولأننا ببساطة نستطيع".
صبر أمريكي
وأضاف: "الهجمتان الأخيرتان اللتان نفذتا في إيران، خلقتا إحساسا بأن المهاجم لم يكتفِ فقط بتلويث مياه البركة بل أصر أيضا على أن يصعد ويفعل هذا من خشبة القفز، وفي الحرب، مثلما في الأعمال التجارية، ثمة قاعدة هامة هي الانتصار، ولكن بدون إهانة الخصم، فالإهانة لا تنسى وهي تشعل نوازع الثأر".
وفي المقابل، قال بن دافيد: "أمريكا تمتص إهانات إيران لها بصبر، فالمرة تلو الأخرى تهاجم إيران قواعد أمريكية في العراق وسوريا، وتصر الولايات المتحدة على التعامل مع الهجمات وكأنها تمطر، وبالغ هذا الأسبوع المبعوث الأمريكي للرئيس الإيراني، روب مالي، وخرج عن طوره كي يوضح أن واشنطن لا تفكر بأي خيار عسكري تجاه إيران".
وأمام هذا الموقف الأمريكي، فقد "بدأت اسرائيل تلوح بالخيار العسكري، وهذا دورها، فإسرائيل ملزمة بأن تضع على الطاولة الدولية خيارا عسكريا، مهما كان محدودا، والسنتان القريبتان ستترافقان مع كثير من الضجيج عن هذا الخيار".
وكشف الخبير، أن "سلاح الجو سيتزود في السنتين القريبتين بقدرات إضافية للهجوم في إيران، وسيعود ليتدرب على مخطط هجومي، ومرة أخرى يحكى بين الحين والآخر عن تدريبات طيران بمسافات طويلة سينفذها سلاح الجو من فوق البحر المتوسط، وعندما نتحدث عن خيار عسكري، فإننا ننظر بطبيعة الأحوال لسلاح الجو أساسا، ولكن ينبغي الافتراض أن إسرائيل تعد أيضا خيارات لأعمال أخرى؛ برية وسرية".
ورأى أن "هذا هو دور الجيش الإسرائيلي، أن يضع على طاولة أصحاب القرار قدرة عسكرية لعملية ضد إيران؛ وأن يعرض هذه القدرة على العالم، ولكن حتى لو ربطنا عموم القدرات الإسرائيلية معا؛ فالنتيجة أنه سيكون بوسعها في أقصى الأحوال أن تعيق تطلعات إيران النووية لا أن توقفها".
ولفت إلى أن "الصورة التي ينبغي لها حقا أن تقلق الإيرانيين، هي زيارة قائد سلاح الجو الإماراتي للمناورة الدولية التي أجريت في النقب (جنوب فلسطين المحتلة)، والإيرانيون لا بد أنهم سمعوا عن بطاريات القبة الحديدية تنصب خارج دبي، فالعلاقات العسكرية بين الجانبين تتوثق، ولن يبعد اليوم الذي نرى فيه سلاح الجوي الإسرائيلي يهبط في الإمارات ويتدرب أمام طهران".
ونوه بن دافيد إلى أن "رؤية إقامة منظومة دفاع جوي إقليمية تتضمن نشر أجهزة استشعار في كل المنطقة تطلق الإخطارات عن هجمات صاروخية أو مسيرات إيرانية آخذة في التجسد".