هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذّر العضو المؤسس في حركة "رشاد" الجزائرية الديبوماسي السابق محمد العربي زيتوت، من أن النظام في الجزائر يسعى لإقحام الجزائر في معارك محاور دولية لا مصلحة للبلاد فيها، معتبرا استجلاب روسيا للمنطقة مغامرة غير محمودة العواقب على الجزائر خاصة والمنطقة بشكل عام.
واعتبر زيتوت في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن الجناح الفرنسي داخل الجيش الجزائري تلقى ضربة قوية بإسقاط الجنرال النافذ محمد قايدي، مؤكدا أن الخلاف بين النظام الجزائري والمؤسسة الفرنسية الحالية جدي وحقيقي.
وقال: "الخلافات بين النظام الجزائري وفرنسا جدية، وقد برزت الخصومة عندما تحدث ماكرون، عن نظام جزائري بوجهين مدني عسكري، وأن تبون عالق داخل هذا النظام.. وهي أول مرة يهاجم فيها رئيس فرنسي في منصبه النظام الجزائري وشكك حتى في تاريخ الجزائر.. وما يؤكد أن الخلافات حقيقية، هو أن ماكرون قرر تخفيض التأشيرات بنسبة 50%، وهو تخفيض يشمل الطبقة المقربة من الحكام لأن حاملي الجوازات الديبلوماسية والخاصة لا يحتاجون لتأشيرة لدخول أوروبا".
وأضاف: "صحيح أن قرار تخفيض أعداد تأشيرة الدخول إلى فرنسا يشمل المغاربة والتونسيين لكن المقصود الرئيس به هو النظام الجزائري".
وكشف زيتوت النقاب عن أن جوهر الخلاف بين النظام الجزائري وفرنسا، سببه أن "الجناح الروسي داخل الجيش الجزائري، الذي يقوده قائد الأركان الفريق شنقريحة.. جاء بالروس إلى مالي، وهذا أغضب الفرنسيين بشدة".
وقال: "حدثت خصومة بين الحكومة الفرنسية ومالي، لكن فرنسا غضبت غضبا شديدا من النظام، لأنها هي الداعمة الرئيسية له.. وكانت موعودة بأن يقاتل الجيش الجزائري في مالي لمصلحة فرنسا بعد خروج جيشها منها، لكن هذا لم يحدث وجرى تسهيل دخول عناصر الفاغنر الروسية، لأن النظام الجزائري أيقن أن تمردا كان سيحصل داخل الجيش إضافة إلى غضب شعبي عارم، لم يفهم كيف يقاتل الجيش الجزائري لصالح الاستعمار".
ورأى زيتوت أن الخصومة الفرنسية ـ الروسية حول مالي من المرجح أن تمتد إلى الساحل، النيجر وبوركينافاسو وموريتانيا، وهي مناطق تراها فرنسا مناطق حيوية لها، ولن تسمح للروس بمنافستها فيها، خصوصا أن الفرنسيين تذوقوا طعم الطرد من دولة إفريقيا الوسطى على أيدي الروس.
وأضاف: "الخطير في الآونة الأخيرة هو أن النظام الجزائري أقدم على تنفيذ مناورات عسكرية مع روسيا في المياه الإقليمية للجزائر بالبحر الأبيض المتوسط هي الأولى من نوعها، وقد سبقتها مناورات بحرية مع الفرنسيين في أيلول (سبتمبر) الماضي، عندما كانت الخطة ما زالت قائمة لإرسال الجيش الجزائري إلى مالي".
وتابع: "طبعا روسيا تسعى للرد على ما تراه استفزازات غربية خاصة في المرحلة الأخيرة والمتمثلة في تصعيد غربي في المجال الحيوي الروسي بما فيها المناورات في البحر الأسود، والصراع على أوكرانيا وتواجد الناتو المتزايد في دول البلطيق وبولندا.. الروس يريدون أن يردوا على الغرب بالقدوم إلى غرب البحر الأبيض المتوسط، ومن يستطيع أن يضمن لهم ذلك هو النظام الجزائري".
ورأى زيتوت أن الجزائر لا مصلحة لها في الدخول في معركة كسر عظم بين القوى الدولية، وقال: "النظام الجزائري يغامر بالبلاد في صراعات دولية هي ليست طرفا فيها، كما أن القوى الغربية وعلى رأسها أمريكا لن تقبل بوجود الروس في الضفة المقابلة لأوروبا جنوب المتوسط.. ونعلم أنهم لعبوا دورا مع الأتراك في إفشال سيطرة حفتر على طرابلس".
لكن زيتوت أشار إلى أن "النظام الجزائري يعتقد أن الروس هم الوحيدون الذين سيحموه كما حموا بشار من قبله، في مواجهة أي ثورة شعبية مرتقبة بسبب تردي الأوضاع في الجزائر، خصوصا وهم يرون أن الحليف الصيني بدأ يبتعد عنهم فقد انسحبوا من مشاريع اقتصادية كبرى وآخر مواقف الصين دعمها لنص تمديد عمل البعثة الأممية للصحراء الغربية (المينورسو) في مجلس الأمن، وهو النص الذي أغضب الجنرالات في الجزائر بقوة".
وتابع: "نحن ضد استبدال الاستعمار باستعمار جديد، ومع خروج القوى الاستعمارية القديمة والحديثة من إفريقيا"، وفق تعبيره.
وكانت وزارة الدفاع الجزائرية، قد أعلنت الأسبوع الماضي، عن بدء مناورات عسكرية بحرية مشتركة مع القوات البحرية الروسية في عرض البحر الأبيض المتوسط، تشارك فيها ثلاث قطع بحرية روسية، وتأتي بعد أقل من شهر من مناورات مشتركة للقوات الخاصة جرت في روسيا.
وأكدت وزارة الدفاع الجزائرية، في بيان لها، وصول مفرزة سفن حربية للبحرية الروسية، تتكون من الفرقاطة "الأميرال غريغوريفيتش" والطواف "دميتري روغاتشيف" وزورق الإنقاذ في البحر "إس بي 742"، التي تتبع الأسطول البحري الروسي الدائم في البحر الأبيض المتوسط، إلى ميناء الجزائر، للمشاركة في مناورات مشتركة مع البحرية الجزائرية بعنوان "المناورة البحرية المشتركة 2021"، والتي تستمر لغاية 20 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.