هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تروج
أطراف عربية لإعادة علاقاتها مع النظام السوري بعد قطيعة بدأت منذ اندلاع الثورة السورية
في العام 2011، على أنها أحد الحلول للحد من نفوذ إيران المتعاظم في سوريا.
في المقابل،
لا يعول السوريون على فكرة تخلي الأسد عن إيران، خاصة أن كل المؤشرات توضح أن النظام
السوري تحول إلى تابع للفلك الإيراني في المنطقة، شأنه شأن "حزب الله".
وروج
البعض لنتائج التطبيع مع النظام السوري، ومنهم الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد
الله، عندما زعم أن النظام السوري طرد قائد الحرس الثوري في سوريا، جواد غفاري، بعد
زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان إلى دمشق، علما بأن الإعلان
عن انتهاء مهمة غفاري تم قبل الزيارة.
ويميل
طيف واسع من السوريين إلى أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، لا يستطيع –لو أراد بالفعل-
أن يتخلى عن إيران، سيما أن طهران باتت ممسكة بجزء كبير من قرار ما تبقى من الدولة
السورية، وخصوصاً القرار العسكري والاقتصادي.
"تحالف
استراتيجي"
من جانبه،
يرى الباحث في "مركز الحوار السوري" الدكتور أحمد قربي، أنه لا بد من النظر
إلى التحالف التاريخي بين النظام السوري والإيراني، قبل الخوض في حظوظ نجاح المقاربة
الجديدة التي تتبناها بعض الأطراف العربية.
ويضيف
لـ"عربي21"، أن التحالف بين طهران ودمشق يعود إلى عقود طويلة، وتحديداً منذ
تولي الرئيس السوري حافظ الأسد السلطة في سوريا، وتحول مع الوقت إلى تحالف استراتيجي.
وتابع
قربي، بأن التحالف بين النظام وإيران تعمق مع تولي بشار الأسد السلطة حتى ما قبل الثورة،
وبعد الثورة زادت متانته، وانتقلت إيران من تنفيذ مخططها بالأدوات الناعمة (الثقافية
والاجتماعية والدينية) إلى الخشنة أي العسكرة.
وبحسب
هذه القراءة، يعتقد الباحث أن الوجود الإيراني تجذر في سوريا، بحيث لم يعد الأسد حتى
لو كانت لديه الرغبة بأن يقوم بأي فعل، مستدركاً بأنه "قد يقطع الأسد الوعود للدول
بالابتعاد عن إيران، وهذا لا يخرج عن إطار المناورة للاستفادة من الدعم الاقتصادي الخليجي".
"رهان
خاسر"
وفي
الاتجاه ذاته، يستبعد الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة، حدوث أي خلل في العلاقة
القوية بين النظام السوري وإيران.
ويقول
لـ"عربي21": "الواضح أن إيران التي استثمرت بنظام الأسد في سوريا طويلاً،
تحولت إلى حاجة لبقاء النظام السوري، وبالتالي فإن أي رهان على إبعاد الأسد عن إيران، هو
بحكم الخاسر".
وبهذا
المعنى، يقول خليفة: "أشفق على الحكومات العربية التي تظن أن مجرد الانفتاح على
النظام السوري، سيؤدي إلى ابتعاد النظام عن سياسات إيران في المنطقة".
وذكّر
الكاتب، بالمواقف العربية "المشرفة" عندما علقت عضوية سوريا في الجامعة العربية
على خلفية المجازر والجرائم التي ارتكبها النظام ومليشيات إيران بحق السوريين"،
وتساءل: "هل توقفت المجازر، حتى تعيد الدول العربية تعويم النظام؟".
والأهم
من كل ذلك، وفق خليفة، أن مجرد إقدام الأسد على التفكير بفك الارتباط عن إيران يعني
اغتياله، وقد يكون شقيقه العميد ماهر قائد "الفرقة الرابعة" الموالية للحرس
الثوري الإيراني هو الأداة، على حد قوله.
اقرأ أيضا: هكذا علّقت طهران على الاتصالات العربية مع نظام الأسد
"إيران
مطمئنة"
بدوره،
ناقش "مركز حرمون" في دراسة صادرة عنه، موقف إيران من الحراك العربي نحو
النظام السوري.
ووجدت
الدراسة التي اعتمدت على قراءة طريقة تعاطي وسائل الإعلام الإيرانية مع الانفتاح العربي
على النظام السوري، أن طهران لا ترى أي تهديد جدي لنفوذها في سوريا، جراء الانفتاح
العربي على الأسد، بل ربما العكس.
وما
يؤكد ذلك، الاتصال الذي أجراه وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان مع نظيره الإماراتي
عبد الله بن زايد، بعد زيارة الأخير إلى دمشق، ووصفه الزيارة بـ"الإيجابية".
ومن
الواضح لمراقبين، أن إيران ترى في قدوم بعض الدول العربية إلى النظام السوري، اعترافاً
من هذه الدول بانتصار محورها، واعترافاً كذلك بنفوذها الذي استطاعت فرضه بالقوة في
سوريا.
"علاقة
استراتيجية"
أما
المتحدث باسم "المصالحة السورية" التابعة للنظام، عمر رحمون، فقال إن
"علاقة سوريا بإيران استراتيجية ولا يمكن فسخها".
وأضاف
لـ"عربي21" أن "علاقة سوريا بمحيطها العربي شيء وعلاقتها بإيران شيء
آخر"، وقال إن "علاقة سوريا بإيران لم ولن تضر العرب، لأن سوريا لا تسمح
بأن تكون ممرا لضرر العرب من أراضيها لا من روسيا ولا من إيران".
وأنهى
رحمون بقوله: "علاقة سوريا بإيران قرار سيادي تحدده المصلحة الوطنية السورية وليس
أي شيء آخر".