هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان إلى دمشق، استياء وانتقاد المعارضة السورية.
وترى المعارضة أن الزيارة غير المسبوقة منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011، تتقاطع مع المساعي الروسية الهادفة إلى إعادة تعويم النظام السوري، دون أي اعتبار للجرائم والمجازر التي ارتكبها النظام بحق السوريين.
وعلمت "عربي21" من مصادر مطلعة، أن الائتلاف السوري بصدد إعلان موقف رسمي من الزيارة.
وقال عضو الائتلاف الدكتور زكريا ملاحفجي في حديث لـ"عربي21"، إن إعادة العلاقة مع النظام السوري تعني تجاوزاً للعملية السياسية، وكذلك الإساءة للملايين الذين تحولوا إلى لاجئين في دول الشتات.
وأضاف ملاحفجي، أنه في الوقت الذي ينظر فيه كل السوريين موالاة ومعارضة إلى الخلاص من النظام السوري، نظراً للظروف الكارثية التي تحكم البلاد، جاءت الزيارة الإماراتية لتكون بمثابة تحد لإرادة الشعب السوري.
وحسب ملاحفجي، فإن الإمارات تريد تسويق انفتاحها على النظام السوري، بطرح عناوين تتحدث عن إضعاف الوجود الإيراني في سوريا، قائلاً: "من المستحيل فصل النظام السوري عن إيران، لأن الارتباط بينهما عضوي، والأهم أن النظام تحول إلى جزء من منظومة إيران في المنطقة".
اقرأ أيضا: معارض سوري: الإمارات لن تفلح في إعادة الشرعية لنظام الأسد
وتابع عضو الائتلاف، بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للتعامل مع إيران وتواجدها في سوريا، مضيفاً بقوله: "إيران اليوم متغلغلة في كل سوريا وعلى أكثر من صعيد، السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعسكري".
بدوره، قال الناطق باسم "هيئة التفاوض السورية" وعضو "اللجنة الدستورية"، الدكتور يحيى العريضي، إن روسيا تعتقد أنها نجحت في تحقيق خرق في مسألة تعويم النظام السوري بهذه الزيارة، أي زيارة عبد الله بن زايد لدمشق.
وأَضاف العريضي لـ"عربي21"، أن محاولات تعويم النظام مرهونة بالفشل، مشيراً إلى الاعتراضات الأمريكية على الزيارة.
وكانت الخارجية الأمريكية، قد أعربت عن قلقها إزاء التقارير التي تحدثت عن اجتماع وزير الخارجية الإماراتي، مع الأسد، في دمشق وعلى الإشارة التي ترسلها.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس: "كما قلنا سابقاً إن الإدارة الأمريكية لن تعبر عن دعمها لأي جهود للتطبيع أو لتأهيل بشار الأسد الذي هو ديكتاتور متوحش".
وذكّر العريضي بمواقف سابقة للإمارات من النظام السوري، قائلاً: "في العام 2012، قال وزير الخارجية الإماراتي، كفى للقتل، فهل توقف القتل والموت في سوريا، حتى تغير الإمارات من موقفها"؟.
وقال العريضي، لم يتغير شيء في سوريا منذ اندلاع الثورة السورية، والمؤكد أن النظام لا زال يعطل الحل السياسي.
وحسب المتحدث باسم "هيئة التفاوض"، فإن الزيارة لن تؤدي إلى أي نتائج، لأن من الواضح أن الإجماع العربي غير موجود.
وكان المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش، قد برر زيارة وزير خارجية بلاده عبد الله بن زايد إلى دمشق، بالقول إن "الإمارات تواصل بناء الجسور ووصل ما انقطع".
وأَضاف على "تويتر" أن "الإمارات مستمرة في بناء الجسور وتعزيز العلاقات ووصل ما قطع، وستحرص في ذلك كله على البعد العربي وتجنيب المنطقة المزيد من الاحتقان والصراعات المستمرة".
وفي رده على ذلك، تساءل العريضي: "متى كانت الإمارات حريصة على السيادة العربية، وسلامة العرب، وهل فعلت أي شيء تجاه ملايين اللاجئين السوريين الذين أجبروا على الهجرة من سوريا".
وفي كانون الأول/ديسمبر 2018، أعادت الإمارات فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق، وذلك بعد مرور سبع سنوات على إغلاقها عام 2011 عقب اندلاع الثورة السورية.