تبدأ اجتماعات أستانا للملف السوري، اليوم الثلاثاء، بعد توقف لأشهر،
بين الدول الضامنة، لبحث التهدئة الميدانية واللجنة الدستورية والمليشيات
الانفصالية.
ويشارك في الاجتماع ممثلو الدول الضامنة وهي
تركيا وروسيا وإيران، ووفدا النظام والمعارضة السورية، إضافة إلى المبعوث الأممي
الخاص غير بيدرسون، ووفود الدول المشاركة بصفة مراقب وهي لبنان والعراق والأردن
وممثلو المنظمات الدولية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت وزارة خارجية
كازاخستان، أن النسخة الـ 17 من محادثات أستانا حول الملف السوري، ستعقد يومي 21
و22 كانون أول/ ديسمبر الجاري، في العاصمة نور سلطان.
وقال متحدث وفد المعارضة أيمن العاسمي، إن
المحادثات المذكورة، ستناقش بشكل رئيسي أعمال اللجنة الدستورية السورية في جنيف
بهدف إكساب زخم لأعمال اللجنة، وستناقش أيضاً مستجدات الأوضاع على الساحة السورية
بشكل عام، ومهام الحفاظ على الهدوء في مناطق خفض التصعيد.
الوضع الإنساني سيكون حاضرا خاصة أن الأمم
المتحدة توصل المساعدات إلى ملايين الأشخاص منذ عام 2014، من خلال آلية أقرها مجلس
الأمن، تسمح بإيصال المساعدات الدولية إلى
سوريا عبر بوابة "باب الهوى"
الحدودية.
ويعتمد السوريون الذين نزحوا قسراً من مناطق
مختلفة في سوريا ولجأوا إلى إدلب على هذه المساعدات الإنسانية من أجل تأمين
احتياجاتهم الغذائية والدوائية.
وقال العاسمي: "أعتقد أن المسار برمته بعد 16 جلسة لم نشهد فيها نتائج
ملموسة واضح، وكان النظام يرتكب جرائم بمناطق المعارضة".
وأضاف: "لو كان هناك ضغط عليه لكان أوقف
القصف قبل الجلسات وخلالها وما بعدها، ولا نعرف حتى الآن ما إن كانت هناك نتائج أفضل
من السابق، ولكن من المعطيات الموجودة فإنه لا يمكن أن يكون هناك شيء للتعويل عليه".
ولفت إلى أن "ما أنجزه المسار وهو اللجنة
الدستورية لا نتائج لها حتى الآن، وكلها تسويفات من النظام، النقطة الأساسية التي
أنجزها هذا المسار لم تشكل فارقا في الحل".
واعتبر أن "الأجندة واضحة: قضية التهدئة
وهي الأساسية، والخروقات من قبل النظام والمليشيات
الإيرانية الداعمة له وروسيا
التي توفر أسلحة نوعية وتقوم بتحديد الإحداثيات، والقصف من قبل المليشيات
الإيرانية على الأرض".
وأردف العاسمي: "الأجندة الأساسية هي
التهدئة والمليشيات الانفصالية المنتشرة في الشمال وخاصة في منطقة تل رفعت ومناطق
شرقي الفرات وهي أساس الجولة".
وردا على سؤال عن أهمية هذه الجولة، قال إنها
"مفصلية للمسار بشكل عام، لأن هناك تململا دوليا بأنه مسار لتضييع الوقت من
قبل
روسيا وإيران فيجب أن يتحقق شيء في الجولة ليبقى المسار موجودا".
وأكد أن "أهمية الجولة تنبع من مفصليتها
للمسار، وأهميتها بالنسبة للجنة الدستورية التي لم تحقق نجاحا"، مبيينا أن
"الاستمرار بهذا الشكل سيكون تسويفا للمسار وعمل اللجنة الدستورية".
أما عن مشاركة المعارضة في الجولة فقال إنها
"أعدت نفسها لوضع روسيا أمام مسؤولياتها ودور إيران التخريبي في المنطقة
والجرائم والانتهاكات المرتكبة خلال الفترة السابقة من قبلها هي ومليشياتها،
وسنواجههم بها".
وزاد أن "اللائحة طويلة من قتل الأطفال
والنساء وتدمير المدارس والمستشفيات ولم يعد بإمكانهم إنكارها لأنهم يعرفون ماذا
قصفوا، ولا يمكن نقاش مسألة اللاجئين والنازحين مع روسيا لأنها لم تستطع فرض أي
شيء على النظام لتحقيق أي تقدم في مسار اللجنة الدستورية فلا يمكن لها أن تقدم
شيئا في موضوع المهجرين والنازحين".
وشهدت جولة أستانا-16 التي أجريت في مدينة نور
سلطان خلال تموز/ يوليو الماضي، التوافق على تمديد اتفاق التهدئة وإيصال المساعدات
الإنسانية فضلا عن وحدة البلاد ومحاربة المشاريع الانفصالية ومكافحة التنظيمات
الإرهابية.
وانطلق مسار أستانا في أول اجتماع يومي 23 و24 كانون الثاني/ يناير 2017، عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين النظام السوري
والمعارضة، بالعاصمة التركية أنقرة في 29 كانون الأول/ ديسمبر 2016.
وجاء توقيع الاتفاق بعد تقدم قوات النظام بشكل
كبير في مدينة حلب، ما وفر خروجا آمنا للمعارضة من المناطق المحاصرة في المدينة.