سياسة تركية

كاتبة تركية تستهجن الصمت أمام حرق 3 سوريين.. هذه تفاصيل

قالت الكاتبة إن القاتل وجد ملاحظة في سيارته كتب فيها "ابدأ التنظيف" - جيتي
قالت الكاتبة إن القاتل وجد ملاحظة في سيارته كتب فيها "ابدأ التنظيف" - جيتي

استهجنت كاتبة تركية، الصمت الذي رافق جريمة حرق السوريين الثلاثة في ولاية إزمير قبل نحو شهر وتكشفت في الأيام الماضية.

وقالت الكاتبة التركية نهال بينغيسو كاراجا في تقرير مطول على صحيفة "خبر ترك"، إن ثلاثة من العمال الشباب السوريين أحرقوا في إزمير، وهم مأمون نبهان (23 عاما)، وأحمد العلي (21 عاما)، ومحمد البش (17 عاما).

وأضافت أنه في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أحرق كمال كوركماز البالغ من العمر 40 عاما، ثلاثة عمال سوريين كانوا يعملون بدون تأمين في معمل للحجارة.

وأشارت إلى أنه لو لم يقم كمال كوركماز بطعن وإصابة شخصين آخرين فيما بعد، ولم يتم القبض وليتفاخر بأنه أحرق العمال السوريين المذكورين في مركز الشرطة لما سمع أحد بالموضوع، ثم إنه تم الكشف عن الحدث بفضل بيان صدر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان في 21 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.

وكما هي العادة، فقد كان متوقعا أن تصدر أصوات عالية كما حدث مع قضية مهاجمة كلاب "البيتبول" طفلة صغيرة تبلغ من العمر 4 سنوات ولكن هذا لم يحدث، بل شهدنا أصواتا تتشمت مما حصل، ومن غير الممكن تمرير الجريمة.

وأضافت أن الجاني جاء إلى المصنع وقال لأحد العمال هناك: "هؤلاء السوريون سوف يحرقون"، ومع ذلك فإن ذلك العامل لم يبلغ رئيسه بهذه المعلومة إلا بعد حرق العمال السوريين.

وأشارت إلى أن صاحب المعمل أبلغ الشرطة بهذه المعلومة وبدأت بتعقبه بعد الحريق، مستنكرة بالقول: "ما هذا النوع من التعقب؟ لقد قام بالسرقة وإصابة شخصين بعد طعنهم، وعندم تم القبض عليه بسبب الحادثة، أبلغ بأنه قام بجريمة حرق العمال".

ونقلت الكاتبة عن رئيسة جمعية التضامن مع اللاجئين، المحامية إيدا بكجي، أن القاتل زعم أنه أدى الخدمة العسكرية عام 2000، وأنه عرض عليه بعدها العمل في وحدة مكافحة الإرهاب في استخبارات الدرك، وقام بالمشاركة في العديد من عمليات الدولة السرية.

 

اقرأ أيضا: تركيا تعتقل دبلوماسيا أمريكيا "باع جواز سفره لسوري" (شاهد)

وأضاف الجاني في إفادته، أنه وجد ورقة على سيارته مكتوب عليها: "ابدأ المهمة"، وبعد أيام وجد ورقة أخرى مكتوب عليها: "عليك الاستمرار بالمهمة"، وقال كوركماز، إنه في ورقة الملاحظة الثالثة التي تركت له، كتب: "ابدأ التنظيف"، مشيرا إلى أنه اعتقد بأنها تعني "تنظيف السوريين في تركيا".

وذكرت الكاتبة التركية، أن مأمون النبهان وصل إلى تركيا قبل خمس سنوات، وكان من المفترض أن يكون لديه حفل خطوبة بعد أسبوع، ولكن ما حدث أنه مكث لمدة أسبوع في العناية المكثفة قبل أن يفارق الحياة.

ويقول أحمد شقيق مأمون، إن الجريمة كان متعمدة مضيفا أن "القاتل سكب البنزين على أرضية المصنع بينما كانوا نائمين ثم أحرقهم، ومكث مأمون في المستشفى لمدة أسبوع قبل أن يفارق الحياة، وبعدها بيوم توفي أصدقاؤه الآخرون".

وأضاف: "الشرطة طلبت منا التكتم على الموضوع مبررين بأن هناك شخصا مشتبها به نسعى لاعتقاله.. تم إلقاء القبض عليه وتم التأكد من المجرم، ولكن لا أعلم لماذا لم يتم تبليغ الصحافة بذلك".

وقالت الكاتبة التركية إن العمال السوريين الثلاثة كانوا فقراء، ويعملون مقابل أجر أقل من الحد الأدنى للأجور، وكانوا يعيشون في غرفة صغيرة بجوار المصنع، وأحدهم لديه أخ قد أسكتته الشرطة.

وتابعت: "يبدو أن كمال كوروكماز يشبه كارلوس الثعلب البارع في الجرائم حتى تمكن من الافلات من العدالة وقبضة الأمن رغم انكشاف أمره في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر من خلال ملاحقة الشرطة بعد طعنه أشخاصا في تلك الفترة، ولو لم يتم الإبلاغ عنه من سائق ركب معه، لكان قد أفلت من جريمة الطعن والابتزاز".

وذكرت الكاتبة، أنه لإعطاء انطباع بأنه كان في المسجد وقت الحريق، ذهب وعلق معطفه ليظهر أنه في مرحاض المسجد، ليعود إلى المكان الذي ينام فيه العمال مع علبة بنزين، ويضع قطعة قماش مبللة بالبنزين ويحصرها بين الباب والأرضية ليشعلها كفتيل في المكان، وقام بسكب البنزين في محيط المكان، وأنزل قاطع الكهرباء".

وأضافت أنه من المثير للغرابة، أنه عاد واقترب من المكان كأنه يرى الحريق، وأراد التقاط صورة للشبان السوريين المحترقين.

وأضافت: "قد يصف البعض كمال كوركماز بالمجنون، لكي لا ينكشف من كان يستخدمونه كقاتل مستأجر، أو لكي لا تتأذى العقلية العنصرية التي تعبده، ويتلطخ جبين الأمة التركية بوصمة عار تشبه مذبح سولينغن (في ألمانيا)".

 وفي ردها على من قال إن كوركماز "مختل عقلي"، تساءلت الكاتبة: "هل تعتقدون بأن التصرفات بتفاصيلها التي قام بها بالجريمة، هي تصرفات شخص مختل عقلي؟".

 وتابعت: "حسنا الجريمة قام بها شخص، ولكن عندما يرتكب شخص سوري جريمة، فهذا لا يعني أن السوريين جميعهم سيئين، وعندما يرتكبها تركي فهذا لا يعني أن الأتراك أمة سيئة".

وتابعت، بأنه صحيح أن سياسة الباب المفتوح ليست سمة مميزة لهذا البلد، الذي يعاني من تقلبات وبطالة وكثافة سكانية في مدنه الكبرى، وهو ليس في وضع استيعاب الملايين من اللاجئين، وقد كانت هناك إدارة سيئة لتنظيم ذلك من السلطات.

 وقالت: "لا يتمتع الحكماء وقادة الرأي، الذين يقع على عاتقهم زيادة التعاطف في سياق العلاج المضاد للمشاعر العنصرية المتزايدة في المجتمع، بالمصداقية... ولم يعد بإمكانهم العثور على المكان والنقطة التي سيبدأون منها بنشر الخير والرحمة".

وأضافت أن بعض قادة المعارضة مخطئون في ربط مثل هذه الفظائع بالأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

وتابع: "هناك من يجري وراء استغلال الجانب المظلم للناس، ورؤية شعورهم بالفوقية وأطماعهم كساحة ربح وتحقيق المكاسب من ورائهم".

وأوضحت أنها تقصد أشخاصا مثل رئيس بلدية بولو تانجو أوزجان، والقيادية في حزب الجيد إيلاي أكسوي، وزعيم حزب النصر المعروف بعدائه للسوريين أوميت أوزداغ.

وذكرت أن اللاجئين السوريين لا يعيشون برفاهية باستثناء مجموعة صغيرة قاموا ببيع ممتلكاتهم وجاءوا إلى تركيا.

وتساءلت الكاتبة: "هل كانت هناك أزمة اقتصادية عام 2017 عندما تم اغتصاب الشابة السورية أماني الرحموني وقتلها مع طفلها البالغ من العمر عشر سنوات من جيرانها؟".

التعليقات (0)