هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نعى قادة وشخصيات عالمية، الأسقف الجنوب أفريقي، ديسموند توتو، الذي توفي الأحد، عن عمر يناهز الـ90 عاما.
وأعرب بابا الفاتيكان في بيان عن حزنه لرحيل توتو وقدّم "أحر التعازي لعائلته وأحبائه".
وقال: "إدراكا منه لخدمته الإنجيل عبر دعمه للعدالة العرقية والمصالحة في بلده الأصلي جنوب أفريقيا، يستودع قداسته روحه (توتو) إلى رحمة الله".
ماري روبنسون، رئيسة "مجلس الحكماء" الذي يضم مجموعة من قادة العالم المعنيين بالعمل من أجل السلام وحقوق الإنسان، قالت: "حطّمتنا جميعا خسارة الأسقف ديسموند توتو".
وقالت روبنسون، رئيسة إيرلندا سابقا: "ألهمني لأكون سجينة الأمل، من خلال عبارته الفريدة".
وجاء في بيان للمجلس الذي كان توتو من بين مؤسسيه أنه "خسر صديقا عزيزا أسعدت ضحكته المعدية وروح الفكاهة الشقية التي كان يتمتع بها جميع (أعضائه) وفتنتهم".
وأفاد بأن "الأسقف توتو ألهم جيلا من القادة الأفارقة الذين احتضنوا نهجه غير العنيف في الكفاح من أجل التحرر".
الملكة إليزابيث الثانية عبرت عن "حزنها العميق" لرحيل الأسقف توتو، وقالت في رسالة تعزية: "ننضم إلى جميع أفراد الأسرة الملكية للتعبير عن حزننا العميق بعد إعلان وفاة الأسقف ديسموند توتو الذي دافع من دون هوادة عن حقوق الإنسان في جنوب أفريقيا والعالم أجمع. أستذكر بحنين لقاءاتنا وما اتصف به من ود كبير وروح مرحة".
مؤسسة نيلسون مونديلا، قالت إن وفاة توتو خسارة "لا تقدّر بثمن".
وقالت: "كان مبهرًا إلى حد كبير، وكانت حياته نعمة لكثيرين في جنوب أفريقيا وحول العالم".
وأضافت: "كان شخصا استثنائيا: مفكرا وقائدا وراعيا".
وكان توتو التقى مانديلا أول مرة في خمسينيات القرن الماضي، لكنهما لم يلتقيا مجددا إلا بعد عقود، يوم أطلق سراح مانديلا عام 1990 ليقضي ليلته يومها في منزل توتو.
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن توتو كان "مصدر إلهام لأجيال في العالم برمته" و"مرشدا مضيئا من أجل الحرية والمقاومة غير العنفية".
وأضاف في بيان، أن رحيل الأسقف "يخلف فراغا هائلا على الساحة الدولية وفي قلوبنا".
الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وصف توتو بأنه كان "معلّما وصديقا وبوصلة أخلاقية بالنسبة إلي ولكثيرين".
وقال أوباما: "كروح عالمية، خاض الأسقف توتو الكفاح من أجل التحرر والعدالة في بلده، كما أنه كان معنيا بغياب العدالة في كل مكان"، مضيفا أن توتو سعى لإظهار "شعور بالإنسانية لدى أعدائه".
فيما أعرب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن "حزنه العميق" جرّاء وفاة توتو، واصفا إياه بأنه كان "شخصية بالغة الأهمية" للقضاء على الفصل العنصري وبناء جنوب أفريقيا جديدة.
وقال جونسون على "تويتر": "كان شخصية بالغة الأهمية في المعركة ضد الفصل العنصري والكفاح لتأسيس جنوب أفريقيا جديدة -- وسيتم تذكره لقيادته الروحية وروح الفكاهة الجامحة التي تمتّع بها".
زعيم حزب العمال البريطاني السابق، جيرمي كوربين، في تغريدة على تويتر وصفه بـ"المقاتل" الذي كرس حياته ضد ظلم الحروب والتمييز والفصل العنصري في جنوب أفريقيا وفلسطين.
اقرأ أيضا: "عربي21" تعيد نشر مقالين للراحل ديزموند توتو حول فلسطين
نبذة عنه
المناضل والأسقف توتو، عمل بعد ترسيمه كاهنا في الكنيسة، وحصل على شهادات في علم اللاهوت وعلم النفس من جامعة في لندن، وعمل لفترة في كنيستين في جنوب شرق إنجلترا.
وأصبح توتو أول رئيس أسود للكنيسة الإنجليكانية في جوهانسبرغ في عام 1975.
وعمل توتو أسقفا في ليسوتو بين عامي 1976 و1978، ومساعدا لأسقف جوهانسبرغ ورئيسا لأبرشية في ضاحية سويتو قبل تعيينه أسقفا لجوهانسبرغ.
ورفع توتو صوته عاليا عندما كان رئيس الكنيسة الأنجليكانية في جوهانسبرغ ضد الظلم في سبعينيات القرن الماضي.
وحاز توتو على جائزة نوبل للسلام في عام 1984 بفضل الجهود التي بذلها في التصدي لنظام الفصل العنصري، في خطوة اعتبرت بمثابة إهانة كبرى من جانب المجتمع الدولي لحكام جنوب أفريقيا البيض.
وواصل توتو، بعدما أصبح زعيما للكنيسة الأنجليكانية في جنوب أفريقيا، تصديه الفعال لنظام الفصل العنصري. ففي آذار/ مارس 1988، قال: "نرفض أن نُعامل كممسحة أرجل تمسح الحكومة أحذيتها عليها".
وألقي القبض على توتو في آب/ أغسطس 1989، بعد مشاركته في مظاهرة محظورة كانت الشرطة هاجمتها.
وكان يطلق على ديزموند توتو، لقب "بوصلة الأمة الأخلاقية"، لما قدمه من شجاعة في الدفاع عن العدالة الاجتماعية، حتى لو كان الثمن باهظًا على نفسه.
بعد تقاعده رسميا من الحياة العامة في عيد ميلاده التاسع والسبعين، واصل توتو التحدث علنا عن مجموعة من القضايا الأخلاقية، بما في ذلك اتهام الغرب في عام 2008 بالتواطؤ في معاناة الفلسطينيين من خلال التزام الصمت.
وانتقد توتو تصرفات الاحتلال الإسرائيلي في مقال نشرته مجلة "تشيرش تايمز" عام 2021، حيث أكد أن سلطات الاحتلال فعلت بالشعب الفلسطيني ما لا يقبل المرء فهمه، من أجل ضمان وجودها.
وأكد أن ما يتعرض له الفلسطينيون من سياسة الفصل العنصري، ذكره بما حدث لذوي البشرة السوداء في جنوب أفريقيا، وقال: "لقد رأيت ما يتعرض له الفلسطينيون من مهانة عند نقاط التفتيش والحواجز، وما يعانونه مما كنا نحن نعانيه عندما كان ضباط الشرطة من الشباب البيض يقيدون حركتنا ويمنعوننا من التنقل من مكان إلى آخر".