هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
التقى وفد من حركة فتح الفلسطينية، الأحد، وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، في زيارة لافتة وسط تصاعد التطبيع العربي مع نظام بشار الأسد.
وتثير هذه الزيارة سؤالا بارزا بشأن ما إن كانت اهتمت بمطالب فلسطينيي سوريا.
ومجيبا على هذا السؤال، أكد
منسق "تجمع مصير" الفلسطيني–السوري، المحامي أيمن أبو هاشم، أن زيارة
وفد حركة فتح الفلسطينية لدمشق، لم تتطرق إلى القضايا الملحة للاجئين
الفلسطينيين في سوريا.
وقال
في حديث مع "عربي21"، إن الوفد الذي يترأسه أمين اللجنة المركزية للحركة
جبريل الرجوب، سيقوم بتسليم رسالة خطية من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى رئيس
النظام السوري بشار الأسد أولا، وإقامة مهرجان مركزي بمناسبة الذكرى الـ57
لانطلاقة الحركة في مخيم اليرموك.
وأضاف:
"ما يثير الاستياء من جانب الأوساط الفلسطينية السورية هو تنظيم الحفل في
مخيم (اليرموك) الذي دمرته قوات النظام، وهجرت غالبية سكانه من اللاجئين
الفلسطينيين، لأن إقامة هذا الحفل يعني التغطية على الجريمة التي اقترفها النظام
بحق المخيم، الذي يمثل عاصمة الشتات الفلسطيني".
وتابع:
"هي رسالة خاطئة في مكانها وتوقيتها".
وبحسب
أبو هاشم، فإن المطلوب من الوفد، مطالبة النظام السوري بإطلاق سراح المعتقلين
والمختفين قسرياً في سجونه ومعتقلاته الذين يزيد عددهم على الألفي فلسطيني.
اقرأ أيضا: قيادي في فتح لـ"عربي21": وفد قيادي إلى دمشق بـ3 مهمات
وشدد
المحامي الفلسطيني، على أن هذا الملف لم يُطرح من السلطة الفلسطينية ولا من كل
وفودها التي لم تنقطع عن زيارة دمشق منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011،
علماً بأن هذا التجاهل يعد طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني في سوريا، لأن من يدّعون
أنهم يشكلون مرجعية اللاجئين يتنكرون لمعاناة الآلاف من المعتقلين لدى سجون الأسد،
رغم مقتل أكثر من 600 معتقل منهم تحت التعذيب.
وإلى
جانب ملف المعتقلين، أشار أبو هاشم إلى غياب السلطة الفلسطينية و"فتح"
عن معاناة الفلسطينيين السوريين سواء في مناطق سيطرة النظام، أو في المناطق
المحررة الخاضعة لسيطرة المعارضة، والجوار السوري، متهما السلطة بالتقصير في هذا
الملف الإنساني.
وبين
أن المطالب بتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى المخيمات التي هجروا منها، تشكل واحدا
من الملفات المهمة التي يجب طرحها على النظام، خاصة أن "النظام يضع العراقيل
أمام عودة اللاجئين الفلسطينيين، ولذلك لم يتمكن إلا قسم بسيط من الفلسطينيين من
العودة إلى منازلهم في مخيم اليرموك وحندرات ودرعا، وغيرها من المخيمات".
اقرأ أيضا: أسباب التطبيع العربي مع النظام السوري
بدوره،
استبعد الكاتب الصحفي الفلسطيني أشرف سهلي، أن يقوم وفد "فتح" ببحث أي
مطالب متعلقة باللاجئين الفلسطينيين في سوريا مع النظام، منوها إلى أن الهدف من
الزيارة "تحسين امتيازات حركة فتح والسلطة عند نظام الأسد في سوريا".
وفي
حدثيه لـ"عربي21" لفت إلى تزامن زيارة وفد "فتح" إلى دمشق، مع
فتح قنوات التواصل بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والاحتلال الإسرائيلي، وذلك
في إشارة منه إلى زيارة عباس لإسرائيل، واجتماعه بوزير دفاع الاحتلال بيني غانتس،
أواخر العام الماضي 2021.
وقال
سهلي: "يبدو أن السلطة الفلسطينية تعمل على كسر حالة الجمود السياسي، وتحاول
استعادة دورها "الوظيفي" المجمّد، من خلال إجراء الزيارات وإرسال
الوفود".
وفي
هذا السياق، لم يستبعد الكاتب الفلسطيني وجود محاولات من السلطة للعب دور الوسيط
بين النظام السوري وبين "إسرائيل"، على حد تقديره.
"فتح" توضح أسباب الزيارة
في المقابل، أوضح المتحدث باسم حركة "فتح" حسين حمايل، أنه "إضافة للمهام المنوطة بوفد الحركة إلى دمشق ستأخذ بعين الاعتبار المطالب للفلسطينيين بشكل عام"، وفق قوله.
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "نحرص على أن كلا في تخصصه، وكل المواضيع ستعرض على القيادة الفلسطينية متمثلة بمنظمة التحرير والرئاسة والحكومة، وستؤخذ بجدية"، دون أن يوضح إن كان ذلك سيتم خلال الزيارة أم بعدها.
وذكر حمايل، أن "الاهتمام بقضايا الفلسطينيين في سوريا غير خاضع للشك، وإضافة لمهام الوفد من الإخوة أعضاء اللجنة المركزية، هناك مجموعة من المطالب والكثير من القضايا التي ستعرض على القيادة، وطاولة الحكومة، وجهات الاختصاص، وهي تخص الفلسطينيين في سوريا".
وشدد على أن الحركة "لن تتدخل في شؤون أي بلد، ولا في سيادة أي دولة من الدول"، مضيفا أنه بالنسبة لمطالب الفلسطينيين في سوريا "هناك جهات ذات اختصاص تتابعها".
وفي
وقت سابق، قال نائب مفوض العلاقات الدولية في حركة فتح، عبد الله عبد
الله، في تصريح لـ"عربي21"، إن وفد "فتح" إلى دمشق ستكون لديه ثلاث مهمات، أولها: نقل رسالة من رئيس
السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، يشرح فيها
أوضاع وظروف القضية الفلسطينية، على اعتبار أن سوريا كانت مركزية في العمل الوطني
الفلسطيني.
وبين
أن المهمة الثانية، ستكون "المشاركة في احتفال ستقيمه الحركة في دمشق إحياء
لذكرى الانطلاقة السابعة والخمسين"، فيما ستكون المهمة الثالثة، هي
"الحوار مع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة الجهاد الإسلامي، وذلك
استباقا لاجتماع المجلس المركزي المنتظر عقده في أواخر هذا الشهر".
ومساء
الخميس الماضي، وصل وفد من حركة فتح الفلسطينية إلى دمشق، في خطوة لا تعد مفاجئة، بسبب محافظة السلطة على علاقاتها مع النظام السوري، رغم القطيعة العربية.
وبحسب
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فإنه انخفض عدد الفلسطينيين
بشكل كبير في سوريا، في الوقت الذي يحتاج فيه من تبقى منهم في سوريا إلى مساعدات
عاجلة.