سياسة دولية

موسكو تتحدث عن استفزازات بأوكرانيا ومسؤول أوروبي يحذر

بوريل: 100 ألف جندي روسي لم ينتشروا على حدود أوكرانيا من أجل شرب القهوة- جيتي
بوريل: 100 ألف جندي روسي لم ينتشروا على حدود أوكرانيا من أجل شرب القهوة- جيتي

لم يستبعد مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والسياسة الخارجية جوزيب بوريل، الاثنين، اشتعال نزاع مسلح بين روسيا وأوكرانيا، في الوقت الذي أبدت موسكو قلقها بسبب احتمال إقدام السلطات الأوكرانية على استفزازات متعمدة قد تزيد من مخاطر اندلاع مواجهة في المنطقة.

وقال بوريل في تصريحات أدلى بها بإذاعة "BBC Radio 4" ردا على سؤال عما إذا كان هناك خطر اندلاع مواجهة عسكرية بين البلدين: "ولم لا؟ هناك حاليا على الطرف الآخر من الحدود 100 ألف جندي روسي، وأعتقد أنهم لم يأتوا إلى هناك من أجل شرب القهوة. إنه تهديد بالقوة".

وأضاف بوريل أن خطاب موسكو بشأن أوكرانيا، على خلفية حشد قوات روسية على حدود هذا البلد، يثير قلق كل من أوكرانيا والناتو والاتحاد الأوروبي.

من جهته، أكد سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن بلاده تشعر بالقلق؛ بسبب احتمال إقدام السلطات الأوكرانية على استفزازات متعمدة قد تزيد من مخاطر اندلاع مواجهة في المنطقة.

وقال ريابكوف، خلال مؤتمر صحفي عقده، الاثنين، في ختام المفاوضات الروسية الأمريكية في جنيف حول ملف الضمانات الأمنية: "نشعر بقلق من احتمال استفزازات متعمدة من قبل أوكرانيا قد تنفذها السلطات في كييف بشكل مستقل، أو بالتعاون مع الدول الغربية مثل الولايات المتحدة. وذلك يمكن أن يخلق أوضاعا تزيد من إمكانية اندلاع مواجهات، الأمر الذي لا بد من تفاديه"، حسب "روسيا اليوم".

وشدد ريابكوف على أن روسيا لا تتبع أي نوايا عدوانية تجاه جارتها، لكنها لا تنوي التخلي عن تنفيذ تدريبات أو عمليات نقل لقواتها داخل الأراضي الروسية.

وأوضح: "هذه أنواع أنشطة ضرورية للحفاظ على الاستعداد العملياتي للقوات المسلحة في ظل الأوضاع التي تتغير فيها الأجواء الأمنية إلى الأسوأ. لكن تحركاتنا في هذا المجال ليست على الإطلاق تعبيرا عن أي نية من قبلنا لمهاجمة أوكرانيا أو شن أي عدوان".

واشنطن: نود أن نصدق

وفي ملف الأزمة، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن الولايات المتحدة "تود تصديق" روسيا عندما تقول إنها لا تنوي مهاجمة أوكرانيا، مشيرة إلى أن التحركات الروسية حتى الآن تتعارض مع ذلك.

وصرحت الدبلوماسية خلال لقاء قصير مع الصحفيين في الأمم المتحدة ردا على سؤال حول تأكيد المفاوض الروسي في جنيف سيرغي ريابكوف أن روسيا لا تنوي مهاجمة أوكرانيا: "أود تصديق ذلك".

وأضافت: "آمل أنه يقول الحقيقة، ليس لديهم خطط، لكن كل شيء رأيناه حتى الآن يشير إلى أنهم يقومون بتحركات في هذا الاتجاه".

وتابعت: "إذا قرروا عدم المضي قدما (في خططهم) بسبب حوارنا معهم خلال الأسابيع القليلة الماضية مع تحدث الرئيس (جو) بايدن إلى الرئيس (فلاديمير) بوتين مرتين، فذلك أمر جيد. لكننا سنواصل الاستعداد والتخطيط لردنا إذا اتخذوا إجراءات ضد أوكرانيا".

وكانت المفاوضة الأمريكية ويندي شيرمان ونظيرها الروسي ريابكوف قد أكدا بعد المحادثات في جنيف أنهما يريدان مواصلة محادثاتهما بهدف وقف التصعيد مع تكرار تحذيراتهما المتبادلة.


مواصلة النقاش

وكانت روسيا أكدت، الاثنين، اثر محادثات ثنائية مع الولايات المتحدة، أنها لا "تنوي" مهاجمة أوكرانيا، وشدد الطرفان على رغبتهما في مواصلة النقاش؛ بهدف وقف التصعيد، لكنهما كررا تحذيراتهما المتبادلة.

ترأس وفدي البلدين في جنيف مساعدة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان ونظيرها الروسي سيرغي ريابكوف.

وجاءت المحادثات بعد أسابيع من الحرب الكلامية التي شهدت اتهام الغرب لروسيا بالرغبة في غزو أوكرانيا بعد زيادة عدد قواتها بشكل كبير على الحدود مع جارتها.

أثناء عقد المحادثات، لقي جنديان أوكرانيان مصرعهما، الاثنين، في انفجار عبوة ناسفة في شرق البلاد، وهما أول ضحيتين هذا العام على خط المواجهة مع الانفصاليين الموالين لروسيا.

بعد الاجتماع في جنيف، أكد المفاوض الروسي أن بلاده لا تنوي مهاجمة أوكرانيا، وأن نشر عشرات آلاف العسكريين على الحدود هو رد فعل على الحضور المتزايد لخصومها الغربيين في المنطقة.

وقال سيرغي ريابكوف: "أوضحنا للزملاء أنه ليس لدينا أي خطط، ولا نية لمهاجمة أوكرانيا".

وأوضحت ويندي شيرمان أنها كررت لنظيرها أن أي غزو لأوكرانيا ستترتب عليه "تكاليف وعواقب كبيرة" لروسيا، التي دعتها إلى الشروع في "خفض التصعيد" من خلال "إعادة الجنود إلى ثكناتهم" بدل حشدهم على طول حدود أوكرانيا.

"غير ميؤوس منه"

في ما يتعلق بمطلب روسيا الأساسي بالحصول على ضمانات أمنية من خلال عدم توسيع عضوية حلف شمال الأطلسي في شرق أوروبا، وتقليص الوجود العسكري الغربي في محيط روسيا، بدا المفاوض الروسي أكثر إيجابية مما كان عليه في اليوم السابق.

وقال ريابكوف: "لدينا انطباع بأن الجانب الأمريكي أخذ المقترحات الروسية بجدية كبيرة".

وأردف: "لا أعتقد أن الوضع ميؤوس منه"، لكنه حذّر من أن مخاطر المواجهة المتزايدة "لا يمكن الإقلال من أهميتها".

وشدد نائب وزير الخارجية الروسي على أنه "يجب اتخاذ بادرة حقيقية تجاه روسيا"، مؤكدا أن أوكرانيا "لا يجب البتة" أن تنضم إلى الحلف الأطلسي.

واعتبر أنه يجب تقديم تنازلات "بسرعة"، وألا ستستغرق عملية التفاوض "شهورا وسنوات".

من جانبها، أوضحت شيرمان، بنبرة أكثر تفاؤلا، أن الجانب الأمريكي طرح أفكارا "تمكن بلدينا من اتخاذ إجراءات متبادلة من شأنها أن تكون في مصلحتنا الأمنية، وتحسين الاستقرار الاستراتيجي".

لكن الدبلوماسية الأمريكية شددت على "رفض المقترحات الأمنية التي تعتبر ببساطة غير مقبولة للولايات المتحدة. لن نسمح لأي طرف بإنهاء سياسة الباب المفتوح لحلف شمال الأطلسي".

 

وفد أمريكي إلى أوكرانيا

 

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الوفد الذي زار أوكرانيا مؤخرا درس احتياجات هذا البلد لوسائل الدفاع الجوي.


وقال المتحدث باسم "البنتاغون"، جون كيربي، خلال مؤتمر صحفي، الاثنين، "إنهم (أعضاء الوفد الأمريكي) كانوا يدرسون الدفاعات الجوية والصاروخية، حسبما أفهم".


وأَضاف أن العسكريين الأمريكيين أجروا مشاورات مع الجانب الأوكراني بشأن "احتياجات أوكرانيا الدفاعية".

وأشار إلى أنه ليس على علم بأي توصيات أعدها الوفد في ختام الزيارة، ولم يكشف عن أي تفاصيل بشأن إمكانية توريد أنظمة "ستينغر" للدفاع الجوي إلى أوكرانيا.


وأكد أن السلطات الأمريكية ستواصل تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا؛ "لتكون قادرة على حماية نفسها بشكل أفضل".


تركيا مستعدة

 

من جهته، أكد مستشار الرئيس التركي والمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، في اتصال هاتفي مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان، استعداد أنقرة للمساعدة في تسوية الوضع حول أوكرانيا.

ونقلت قناة "إن تي في" التركية أن الجانب التركي أكد خلال الاتصال على أن "الأزمة الأوكرانية يجب تسويتها عن طريق الحوار والتعاون، وأن تركيا مستعدة للمساعدة في ذلك".


التعليقات (0)