هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نجحت حملة عالمية إلكترونية بإعادة افتتاح مكتبة في غزة تعرضت للتدمير في الحرب الأخيرة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
والمكتبة للفلسطيني سمير منصور، الذي تمكن من تحقيق حلمه بإعادة نبض الحياة إلى متجره للكتب الذي تحول إلى أنقاض خلال الحرب الأخيرة في أيار/ مايو العام الماضي.
ويستعد منصور لإعادة افتتاح متجر كتبه، في موقع جديد يبعد أقل من 100 متر عن الموقع الأصلي، مشيرا إلى أنه أنفق 70 ألف دولار من مدخراته الشخصية في أعمال بناء الأرفف الخشبية والبلاط وتركيب الإمدادات الكهربائية، فيما أثمرت حملة التبرعات لإعادة بناء المبنى عن أكثر من 250 ألف دولار.
وسيبقى اسم المتجر عند افتتاحه في 12 شباط/ فبراير كما هو، مكتبة سمير منصور.
وكان الرجل الخمسيني قد شهد تدمير المبنى الذي توجد فيه المكتبة المؤلفة من طابقين، وذلك بعد أن علم عبر التلفزيون بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيدمره.
وقال حينها لوكالة "فرانس برس": "أربعون عاما من حياتي دمّرت في أقل من ثانية".
اقرأ أيضا: الاحتلال استهدف الكتاب والثقافة في غزة.. مكتبات دمرت (صور)
وبحسب تصريحاته لوسائل الإعلام فإنه كان هناك 100 ألف كتاب تحت الركام، موضحا أن "ما تم هو هجوم على الثقافة، ولا علاقة لي أو بالمكتبة بأي فصيل أو حركة أو منظمة".
وقال: "عشت انتفاضتين وثلاث حروب في قطاع غزة، ولكن الأمر لم يحدث لي من قبل. لم تدمر مكتبتي في السابق".
وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن محاميين لحقوق الإنسان في بريطانيا، هما ماهفيش روخسانا وكلايف ستافورد سميث، قادا حملة التبرعات بعد أن تأثرا بقصة سمير منصور.
وقالا إن التبرعات بالكتب تدفقت من جميع أنحاء المملكة المتحدة، وكذلك من الخارج، وإن أول حاوية شحن تضم 50 ألفا قد وصلت إلى قطاع غزة الأسبوع الماضي، بينما سيتم شحن أكثر من 100 ألف كتاب في الأسابيع القادمة.
وقال منصور: "كنت سعيدا جدا عندما رأيت وصول الشحنة الأولى... شعرت وكأنني طائر الفينيق يولد من جديد"، وأضاف: "لم أكن أتوقع كل هذا الدعم. لكنه كان شيئًا يفوق الخيال وشيئًا أكثر من رائع".
وقد لقيت تلك الحملة تجاوبا كبيرا من معظم المدن مثل ليستر ومانشستر وكرويدون وأسكتلندا، فيما واجه المشرفون نقصا في عدد الشاحنات المطلوبة لنقل وشحن تلك الكتب بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكن الأمر نحج لاحقا بعد أن تطوعت شركة نقل في المساهمة في تلك الحملة، بحسب الصحيفة ذاتها.
وبالإضافة إلى المتبرعين داخل بريطانيا، فقد شارك في تلك الحملة نحو 5 آلاف شخص من مختلف أنحاء العالم تبرعوا بالأموال والكتب وتكاليف النقل.
وكان الطلب الوحيد الذي قدمه منصور للحملة هو الحصول على كتب هاري بوتر، لأنها تحظى بشعبية كبيرة لدى الأطفال في غزة.