هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لوريون لوجور" الفرنسية تقريرًا تحدثت فيه عن كيفية تعامل المملكة العربية السعودية مع الانتخابات القادمة في لبنان.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن المملكة العربية السعودية تسعى إلى إعادة لبنان إلى الحظيرة العربية بعد انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ 29 تشرين الأول/ أكتوبر.
وذكرت الصحيفة أن السعودية توقفت عن دعم رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري منذ سنة 2017، وقد دعته إلى التنحي رغم ما عُرفت به عائلة الحريري من ولاء للسعودية منذ عقود.
وتساءلت الصحيفة عن ما إذا كانت السعودية تدعم مرشحا آخر في المنافسة على قيادة السُنّة في لبنان، أم إنها تراهن على القوات اللبنانية -حليفها الرئيسي في لبنان- مع محدودية قدرتها على إغراء الناخبين السُنيين في الفترة التي تسبق الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في أيار/ مايو المقبل؟
ويرى الصحفي المتخصص في العلاقات اللبنانية السعودية علي نون، أن المملكة العربية السعودية لا تدعم شخصية سياسية معينة وإنما تدعم توجهًا عامًا يتلخص في عروبة لبنان واستقلاليته. في المقابل، يرى المحلل السياسي منير الربيع أن الرياض تنتظر اتضاح المشهد السياسي قبل اتخاذ خطواتها القادمة. وعموما، لا تؤمن المملكة بأن الانتخابات التشريعية القادمة ستغير الوضع الراهن في لبنان خاصةً في ما يتعلق بحزب الله، عدوها اللدود.
ولكن بماذا تُفسر جهود سمير جعجع، زعيم حزب القوات اللبنانية، لتشكيل تحالف ضد حزب الله؟ لا توجد إجابة محددة عن هذا السؤال، لكن آخر رسالة أرسلتها المملكة عبر المبادرة الكويتية، تؤكد اعتزام المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى التي تشاركها نفس المخاوف بشأن أمنها القومي المضي قدمًا في مواجهة نفوذ إيران ووكيلها في لبنان حزب الله.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكويت قدمت مبادرة إلى السلطات اللبنانية بتاريخ 23 كانون الثاني/ يناير بدعم من واشنطن وباريس تتطلب الموافقة على 12 تدبيرًا. وتشمل هذه التدابير: تنفيذ القرارات الدولية، بما في ذلك نزع سلاح جميع المليشيات البالغ عددها 1559 بما في ذلك حزب الله؛ والعودة إلى سياسة عدم التدخل في شؤون البلدان العربية ولا سيما بلدان الخليج؛ ومراقبة الحدود ونقاط العبور وتعزيز التدابير الأمنية في المطار لمنع تهريب المخدرات إلى السعودية.
وتدرك دول الخليج أن الانسحاب الكامل من المشهد السياسي اللبناني من شأنه إتاحة مجال أكبر أمام إيران، لذلك تحاول الأنظمة الخليجية الآن اتباع نهج أكثر تنسيقًا هدفه الأول ضمان أمنها القومي. ويتفق العديد من الخبراء على أن كل ما تريده الرياض وبقية العواصم الخليجية هو أن يتوقف حزب الله عن التدخل المباشر أو غير المباشر في اليمن بما يتمشى مع استراتيجية إيران. ووفقا للمحلل السياسي علي نون فإنه قد "تغير نهج السعودية مع تنامي التهديد الأمني الذي يترصد أراضيها. فهذه المرة الأولى منذ عقود التي تواجه فيها السعودية مثل هذه الهجمات الخطيرة التي تستهدف مواقع مدنية بشكل رئيسي".
وفي حديثها عن مبادرة الـ 12 تدبيرًا، فقد علقت شخصية سعودية نافذة بأن "هذه المبادرة توفر حلاً عالميًا لمشاكل لبنان". وينضاف إلى القضايا الأمنية مشكلة تهريب الكبتاغون الذي يتم إنتاجه بشكل أساسي في سوريا ويتم نقله إلى لبنان لينتهي به المطاف في السعودية، في تجارة يشار إلى تورط حزب الله فيها.