سياسة دولية

خبراء: حرب بوتين في أوكرانيا تحرج اليمين المتطرف بأوروبا

يجد اليمين المتطرف نفسه بين التضامن مع كييف والولاء الأيديولوجي لبوتين- جيتي
يجد اليمين المتطرف نفسه بين التضامن مع كييف والولاء الأيديولوجي لبوتين- جيتي

باتت أحزاب اليمين المتطرف بأوروبا تعيش موقفا محرجا بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ عبرت هذه الحركات عن تضامنها مع كييف رغم ولائها الأيديولوجي للرئيس فلاديمير بوتين، محملة في الوقت نفسه المسؤولية في النزاع إلى الغرب.


وفي فرنسا، شجبت زعيمة التجمع الوطني مارين لوبان انتهاكا "لا يمكن الدفاع عنه" للقانون الدولي.
وقالت لوبان التي تواجه انتقادات تأخذ عليها صورة للقاء جمعها بالرئيس الروسي ترد في منشورات حملتها الانتخابية المطبوعة منذ فترة، إن بوتين اليوم ليس هو ذاته الذي استقبلها في موسكو عام 2017.


وفي إيطاليا، إن كان ماتيو سالفيني زعيم حزب "الرابطة" لا يتردد عموما في إبداء إعجابه ببوتين، فهو أعلن أنه "حين يهاجم طرفا ما، من الواضح أنه ينبغي الوقوف بجانب الذي يتعرض للهجوم".


وفي تعليق، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة هاغو فونكي في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية إن "هذه التشكيلات الشعبوية اتخذت لمرة موقفا يتوافق مع موقف الأحزاب الأخرى، وينسجم خصوصا مع التضامن الهائل الذي يبديه الرأي العام في جميع أنحاء العالم حيال الأوكرانيين".


"الدعاية الروسية"


وفي ألمانيا، نددت زعيمة الكتلة النيابية لـ"البديل من أجل المانيا" أليس فايدل في مجلس النواب بـ"الفشل التاريخي" للغرب الذي لوح لأوكرانيا باحتمال الانضمام إلى الحلف الأطلسي بدل أن يدعو إلى حل في هذا البلد يقوم على "الحياد". ورأت أن هذا النهج يعود إلى إنكار "وضع روسيا كقوة كبرى".


ورأى إريك زمور أحد أبرز وجوه اليمين المتطرف الفرنسي والذي دعا عام 2018 إلى قيام "بوتين فرنسي"، أن "المذنب هو بوتين، والمسؤول هو الحلف الأطلسي الذي لم يتوقف عن التوسع".


وأوضح الخبير السياسي فولفغانغ شرودر من جامعة كاسيل متحدثا لوكالة فرانس برس، أن هذه الأحزاب تلتقي في الواقع مع "المواقف الروسية التي تعتبر أن النزاع لا يمكن أن يُنسب إلى فلاديمير بوتين وحده، بل بالأحرى بجزء كبير منه إلى الغرب".


وقال زعيم حزب "الحل اليوناني" القومي الصغير كيرياكوس فيلوبولوس، إنه إن لم تكن روسيا مهددة "فماذا يفعل الحلف الأطلسي إذن على حدودها؟".


ورأى زعيم المنتدى من أجل الديمقراطية الهولندي تيير بوديه أن "روسيا لم تكن تملك خيارا برأيي"، مثيرا شجب الأحزاب الأخرى التي اتهمته بنقل "الدعاية الروسية".


فقدان النفوذ


وشرح فونكي لفرانس برس، أن "اليمين المتطرف الأوروبي في مأزق ما بين عقيدته المتطرفة والنيوفاشية التي يتقاسمها مع بوتين" وخطر تراجع "نفوذه" في الرأي العام.

 

اقرأ أيضا: سياسات متناقضة.. نائب إيرلندي يفضح ازدواجية معايير الغرب

وفي تنازل ملفت، أيدت بعض هذه الأحزاب المعارضة بشدة للهجرة، مثل التجمع الوطني والبديل من أجل ألمانيا وتنظيم "فوكس" القومي المتطرف الإسباني وقسم من حزب الحرية النمساوي، استقبال لاجئين أوكرانيين فارين من المعارك.


وفي ظل هذا الوضع الأوروبي، فقد توقع الباحث في العلوم السياسية في جامعة لويس في روما لورنزو كاستيلاني، تراجع النهج السيادي الذي يتبعه حزب الرابطة، وهو الحزب "الأكثر ضلوعا مع بوتين".


التعليقات (1)
ناقد لا حاقد
الإثنين، 07-03-2022 03:53 ص
ربما هاته الحرب ضد أوكرانيا سوف تسقط كل الافكار التي تحاول الدعاية الروسية الترويج لها خاصة في أوروبا الغربية ، إن إبداء الاعجاب برجل معتوه و مجرم و اكبر فاسد في العالم و اقصد بوتين يدل على ضعف شخصية الكثير من الأحزاب الغربية التي تدور في فلكه فكريا و سوف يضعفها أكثر خاصة مع اقتراب عدة استحقاقات انتخابية في أوروبا عموما و حتى في الأمم المتحدة لم تجد روسيا الا دول فاشلة مثلها مثل فنزويلا و سوريا و بيلاروسيا التي رئيسها دكتاتوري آخر قد يسقط قريبا ....