هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعادت مشاهد الدمار التي خلفها الجيش الروسي في خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية، إلى الأذهان صور ومشاهد الدمار الكبير الذي تسببت به القوات الروسية في سوريا والشيشان.
وأظهرت المشاهد،مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط / فبراير الماضي، حجم الدمار والأضرار الكبيرة التي لحقت بالعديد من المدن الأوكرانية كخاركيف وماريوبول وغيرها.
وفي هذا الصدد، قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"؛ إن العقيدة العسكرية لموسكو ترتكز على استخدام الأسلحة الثقيلة والقصف الجوي لتدمير من يقف أمامها، محذرة من أن تستخدم روسيا استراتيجية الأرض المحروقة في أوكرانيا، كما فعلت بالشيشان وسوريا.
وأوضحت أن روسيا ردت على المقاومة الشعبية في عملياتها العسكرية في أوكرانيا، بالمزيد من القوة النارية، وضربت المدن بالأسلحة الثقيلة، مما تسبب في وقوع العديد من الأضرار المادية في المدن، فضلا عن الخسائر الكبيرة في الأرواح.
ونوهت إلى أن هدف روسيا من استخدام القوة المفرطة في أوكرانيا، منذ الأيام الأولى، هو إيصال رسالة إلى كييف، مفادها: "انظروا إلى الشرق، لأن ما جرى هناك قد يحدث لكم".
اقرأ أيضا: هل تلعب الصين دور المنقذ لروسيا من العقوبات الغربية؟
وفيما يتعلق بمستقبل الحرب في أوكرانيا، أفاد كاتب المقال، الصحفي البريطاني جيريمي بوين، بأنه توصل إلى استنتاج سيء من حروب أخرى كان شاهدا فيها على التصرفات الروسية، وهو أن الأمور قد تسوء بدرجة كبيرة وبشكل مفاجئ.
وقال: "حتى الآن، لم يعط بوتين الأوامر لقواته بإحداث ضرر مماثل لما فعلته في الشيشان، أو في سوريا، لكن الأحداث والبدايات متشابهة جدا".
وأضاف: "لقد قمت بتغطية حرب الشيشان، وقد ارتكب الجيش الروسي أخطاء فادحة في العمليات البرية، كما يفعل الآن في أوكرانيا"، مشيرا إلى أن إجماع المحللين العسكريين بأن القوات الروسية أصبحت أكثر حرفية مما كانت عليه إبان حرب الشيشان، مغلوط وغير دقيق.
وأردف: "التقدم البطيء للقوات الروسية في أوكرانيا، بسبب العقبات اللوجستية والأخطاء التكتيكية والجنود المراهقين الذين لم يخبرهم أحد بأنهم سيخوضون حربا، بالإضافة إلى المقاومة الأوكرانية التي تضاهي في شراستها مقاومة الشيشان للروس عام 1995، هي خير دليل على ذلك".
وأوضح أن روسيا، وبعد فشل قواتها في التقدم بشكل سريع في الشيشان، اتبعت سياسة الأرض المحروقة واستهدفت المدن الشيشانية، بالمدافع والقنابل، مما حول بعض المدن إلى مجرد أنقاض.
وأشار إلى أن القوات الروسية، تسببت خلال يوم واحد في الشيشان، بمقتل مئات الأشخاص، فضلا عن الدمار الكبير الذي لحق المباني والطرقات.
وقال: "أسوأ الأماكن المدمرة التي رأيتها في حياتي كانت في الشيشان وفي سوريا، حيث إن العامل المشترك بينها جميعا هو القوة العسكرية الروسية المدمرة".
وأكد أن تدخل روسيا في سوريا أنقذ نظام الأسد من الانهيار، منوها إلى أن الأسد استطاع البقاء على كرسيه بفضل الجيش الروسي، الذي ارتكب العديد من المجازر والجرائم المفزعة في سوريا.
وأضاف: "لم يكن نظام الأسد بحاجة إلى من يشجعه على قصف السوريين، لكن الروس جلبوا معهم مستوى أعلى بكثير من القوة المدمرة، حيث قامت طائراتهم الحربية الموجودة في القواعد السورية والإيرانية بشن غارات مكثفة على المعارضة".
وبين أن روسيا اتبعت سياسة الأرض المحروقة في سوريا، وحاصرت المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وقصفتها بشكل مكثف، ما أدى إلى استنزاف القوات المدافعة ومقتل مئات المدنيين الذين لم يتمكنوا من الفرار.
ولفت الصحفي البريطاني إلى أنه كان شاهدا على تسبب روسيا في تحويل العديد من المدن السورية إلى مجرد أنقاض، مشيرا إلى أن الحصار والقوة النارية الطاغية ساعدا الروس على كسب المعارك ضد المعارضة.
وأكد جيريمي بوين، أن أحد أهم الأسئلة التي تدور في ذهن الجميع الآن، هو "هل سيقوم بوتين باستخدام قوته المفرطة في أوكرانيا كما فعل في الشيشان وسوريا؟".
وأضاف متسائلا: "لقد تحدث بوتين في السابق عن أهمية أوكرانيا في التاريخ الروسي، فهل سيكون مستعدا لتدمير أوكرانيا من أجل أن يستعيدها؟ وإذا ما شكلت العقوبات والمقاومة الأوكرانية تهديدا على استقرار نظامه، هل سيدفعه ذلك إلى اتخاذ إجراءات مفرطة؟".
وشدد على أن سجل الجيش الروسي، يظهر بأنه يعوض نقاط الضعف في قدرات قواته البرية، من خلال اللجوء إلى الأسلحة المدمرة، وهو ما يخشاه الأوكرانيون ويتمنون عدم حدوثه.