هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مسؤولون أمنيون إسرائيليون إن قائد "لواء السامرة" (نابلس) في جيش الاحتلال الإسرائيلي، روعي تسفايغ، عمل بشكل مناقض لأوامر قائد المنطقة الوسطى العسكري، يهودا فوكس، في قبر يوسف في مدينة نابلس، صباح أمس الأربعاء، وفق ما ذكر موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني.
اقتحام مدينة نابلس تأجل قبل أيام خشية فشل جيش الاحتلال في اقتحام المدينة للوصول إلى قبر يوسف بمعية أعضاء من الكنيست؛ إذ اتخذ قرار ترميم القبر ليلا دون تغطية إعلامية أو حضور لنواب الكنيست؛ قرار لم يلتزم به قائد القوة المقتحمة (تسفايغ) الذي استثمرها لتعزيز مكانته في الجيش وفي أوساط اليمين الإسرائيلي.
المراسل العسكري أمير بحبوط نقل على حسابة في تويتر الحدث بقوله: في وضح النهار! مع تحرك القوات صباح اليوم باتجاه قبر يوسف، قال روعي تسفايغ للجنود لدى دخولهم إلى المكان إنه "في هذا المكان وُعِد سلفنا إبراهيم، كما قيل "لنسلك أعطي هذه الأرض"؛ مضيفا لا نعمل اليوم كاللصوص، وإنما كأبناء ملوك. ونحن نعمل اليوم في "ياد راما" كأسلافنا.
القائد العسكري تسفايغ بحسب معلقين صهاينة حصل على ضمانات من نواب الأحزاب اليمينية في المعارضة داخل الكنيست والمستوطنين على رأسهم رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية، يوسي داغان، للبقاء في منصبه رغم مخالفة أوامر قائده الأعلى المسؤول عن المنطقة الوسطى.
سلوك الجنرالات والعمداء في جيش الاحتلال يشير إلى أن الانقسام السياسي طال المؤسسات العسكرية التي لم تعد تأتمر بأوامر الحكومة والقادة العسكريين؛ بل بأوامر القادة الدينيين ومن يوافقهم الرؤية من أعضاء الكنيست؛ فالجيش الإسرائيلي يعاني من ذات الأمراض التي يعاني منه المجتمع الإسرائيلي والطبقة السياسية المنقسمة والمتصارعة.
جيش الاحتلال بات برؤوس متعددة أسوة بالحكومة والمجتمع المتشرذم بين أقطاب دينية وإثنية متصارعة حول الأولويات السياسية والاقتصادية والأمنية ليظهر السؤال بين هذا الركام السياسي والأمني من يقود (إسرائيل) اليوم؟
تمرد تسفايغ على قادته بعكس الانقسام لدى الجمهور الإسرائيلي الذي بلغ حد التمرد على الأوامر العسكرية والالتزام بأوامر القادة الدينيين أو من يوافقهم الرأي وكأننا أمام ممالك متصارعة تقودها كيانات سياسية متنافسة داخل الكيان الإسرائيلي ذاته؛ فالكيان يتحول إلى جزر معزولة تزداد صعوبة التواصل فيما بينها يوما بعد الآخر.
حادثة قبر يوسف في نابلس كشفت عن جانب مظلم يزداد سوداوية داخل الكيان الإسرائيلي الذي يفتقد قيادة سياسية وعسكرية حقيقة في ظل ائتلاف حكومي هش؛ وانقسام مجتمعي وفجوة ثقة متزايدة بين النخب الحاكمة والمجتمع .
الكيان يفتقد إلى قيادة حقيقية؛ فرغم وجود الحكومة إلا أنها متعددة الرؤس (بينت وغانتس ولبيد) فاقدة لفاعليتها؛ ورغم وجود جيش كبير ومتقدم تكنولوجيا إلا أنه يعاني من انعدام الانضباط والطاعة ويفتقد للقادة والكاريزما؛ فجيش الاحتلال بات برؤوس متعددة أسوة بالحكومة والمجتمع المتشرذم بين أقطاب دينية وإثنية متصارعة حول الأولويات السياسية والاقتصادية والأمنية ليظهر السؤال بين هذا الركام السياسي والأمني: من يقود (إسرائيل) اليوم؟
ختاما.. السؤال حول من يقود الكيان الإسرائيلي ستزداد مشروعيته بمرور الأيام وتراكم الأحداث واشتدادها؛ سيتدافع المتصدرون للمشهد بين شعبوي متصدر للانتصارات الموهومة كحادثة قبر يوسف؛ وبين منكر للمسؤولية عن الفشل الأمني والسياسي المتوقع كحادثة اقتحام جنين وتداعيتها.
hazem ayyad
@hma36